غيّرا من ردود افعالكما لتتجنبا الاساءة الى طفلكما

من المؤكد ان اساءة معاملة الطفل تؤثرسلبا على شخصية الطفل و تطورها و من ثم تكون من اكبر المهددات على امنه النفسى و صحته النفسية، و يعد المفهوم السائد الذي يحصر سوء معاملة الطفل بجانب الايذاء البدني فقط (الضرب) مفهوم محدود و قاصر و غير صحيح، بينما مفهوم سوء معاملة الطفل يتمثل في التوبيخ و اللوم و النقد غير الهادف و الاهمال العاطفي و عدم التوجيه التربوي و الاخلاقي و ايضا سوء المعاملة الجنسية التي قد يتعرض لها الطفل، و لقد عرف علماء النفس سوء معاملة الطفل بانه كل فعل يؤثر على الطفل عاطفيا او جسديا او جنسيا او اهمالا بمختلف الانواع، و يتمثل في اربعة انماط رئيسية هي، سوء المعاملة العاطفية، سوء المعاملة الجسدية، سوء المعاملة الجنسية، و كذلك الاهمال العاطفي.

اساءة معاملة الاطفال

قد يعتقد البعض ان اساءة معاملة الاطفال تحتاج دائما الى توفر نية الاساءة الى الطفل، و ربما يكون هذا الشيء صحيحاً و لكنه ليس ضروريا، فهناك العديد من الاسباب التي تقف وراء الاساءة الى الاطفال دون توفر نية الاساءة و خاصة من قبل الوالدين، اللذين يسعيان في اغلب الاحيان الى تربية ابنائهم و تنشئتهم بافضل السبل، الا انهم قد يسيئون اليهم دون قصد.

يرى الاستشاري النفسي وفاق علي، ان من ابرز هذه الاسباب التي تؤدي الي ايذاء الطفل بدون قصد الايذاء هي الجهل، و تدني المستوي التعليمي و الاقتصادي، و قد يكون افتقار الوالدين بغض النظر عن المستوى التعليمي و الاقتصادي و الاجتماعي للدراسة باساليب التربية الصحيحة، و كذلك جهلهما للمتوقع من الطفل في مراحل عمرية مختلفة، و كل ذلك يترك اثاراً سلبية و اساءة واضحة للطفل.

للوالدين : خطوات للتغيير من ردود الافعال لنتجنب الاساءة الى الاطفال

هناك العديد من الامور التي يجب ان يفعلها الوالدين تجاه اطفالهما ليتجنبا الاساءة اليهم بدون قصد، و التي اوجزها موقع اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية بالنقاط التالية :

- معرفة الامور التي تتناسب مع عمر الطفل، و كذلك الواقعية فيما يتعلق بقدرة الطفل على التعامل مع امور معينة دون غيرها.

- التطوير من المهارات التربوية مع الحفاظ على السيطرة على المشاعر، بتعلَّم الطرق المناسبة لتهذيب الاطفال و وضع القوانين لهم.

- عدم نسيان الاعتناء بالنفس، و الحصول على القدر الكافي من الراحة، حتى نتمكن من السيطرة على المشاعر و الاعصاب.

- الحصول على المساعدة من الاخصائين النفسين ان لم نتمكن من السيطرة على النفس في التعامل مع الاطفال، فهذا في مصلحة الطفل.

- تعلَّم طرق السيطرة على المشاعر، و يبدأ ذلك بالاعتراف بوجود المشاعر السلبية، و من ثم ايجاد الطرق المناسبة للتعامل معها.

- الحرص على علاج اي مشكلة نفسية قد نعاني منها بطرق سليمة، و بمراجعة الاخصائي النفسي و الالتزام بالعلاج الدوائي.

- التواصل مع الطفل بشكل ايجابي، و الحرص على اظهار مدى المحبة له من خلال احتضانه و الاستماع اليه.