إليكِ ما تحتاجين معرفته عن اضطرابات الجهاز الهضمي

كي لا تؤثر على صحتكِ: إليكِ ما تحتاجين معرفته عن اضطرابات الجهاز الهضمي

جمانة الصباغ

عديدةٌ هي المشاكل الصحية التي تصيب أعضاء وأجهزة الجسم، وإن كان الجهاز الهضمي تحديدًا هو أكثر تلك الأعضاء عرضةً للمتاعب.

كيف لا، وكل ما يدخل أفواهنا من طعام وشراب، وينزل إلى المعدة والأمعاء، يؤثر إما سلبًا أو إيجابًا على صحة جهازنا الهضمي الحساس بالعموم؟ وعليه ينصح خبراء التغذية والأطباء بوجوب إيلاء صحة هذا الجهاز العناية القصوى، انطلاقًا من القول الشائع الذي لم يصح كل يوم: "المعدة بيت الداء".

وتُعد اضطرابات الجهاز الهضمي من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا بين ملايين الناس حول العالم؛ على سبيل المثال، يُعتبر القولون العصبي حالةً مرضية شائعة جدًا تؤثر على حوالي 15٪ من سكان العالم، وهوٌ سبب رئيسي لزيارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي. فيما يصيب داء الأمعاء الالتهابي ما بين 2-4٪ من سكان العالم، وغالباً لا يتم تشخيصه بالشكل الصحيح، لكن عدد الأشخاص المصابين بهذه الحالة في زيادةٍ مستمرة.

لماذا هذه الزيادة؟ لأن نمط الحياة الغذائي والحياتي غير الصحي، الذي ينخرط فيه الناس أكثر فأكثر كل يوم، يؤدي إلى هذه النتائج السلبية وارتفاع المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي. وهذه الإضطرابات لا تؤثر فقط على حالة المرء الجسدية فقط، وإنما تمتد أيضًا نحو الحالة النفسية والفكرية.

لذا ولتجنب مضاعفات اضطرابات الجهاز الهضمي على صحتكِ، والإلمام بكافة تفاصيل هذه الاضطرابات وكيفية علاجها؛ اخترنا في مقالة اليوم، الحديث بالتفصيل عن بعض أبرز الاضطرابات الوظيفية للجهاز الهضمي من خلال معلومات حصلنا عليها من موقع "كليفلاند كلينك أبوظبي"، مستشفى متعدد التخصصات في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

أسباب اضطرابات الجهاز الهضمي

القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية
القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية

أو ما يُعرف أكثر بالاضطرابات الوظيفية، هي اضطرابات تبدو الأمعاء فيها طبيعيةً ولكنها لا تؤدي وظيفتها بشكلٍ صحيح. وتُعد الاضطرابات الوظيفية، كالإمساك ومتلازمة القولون العصبي، الاضطرابات الأكثر شيوعًا التي تصيب القولون والمستقيم.

أما عن الأسباب الرئيسية للاضطرابات الوظيفية، فقد لخصَها موقع المستشفى بالآتي:

  • اتباع نظام غذائي قليل الألياف.
  • عدم الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • السفر أو التغييرات الروتينية الأخرى.
  • تناول كمياتٍ كبيرة من منتجات الألبان.
  • الإجهاد النفسي.
  • مقاومة الرغبة في التبرزبسبب الألم الناتج من البواسير.
  • الإفراط في استعمال المُليَنات والذي يؤدي مع مرور الوقت إلى إضعاف عضلات الأمعاء.
  • تناول مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألمنيوم.
  • تناول أدوية مُعيَّنة (خاصةً مضادات الاكتئاب، وأقراص الحديد، ومُسكَنات الألم القوية المفعول مثل الأدوية المُخدَرة).
  • الحمل بالنسبة للنساء من المرضى.

الإمساك اضطرابٌ وظيفي مزعج

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 30% من إجمالي تعداد سكان العالم، يعانون من اضطراب الإمساك؛ وفي التعريف، فإن الإمساك هو صعوبة خروج البراز (التغوط)، أو خروجه بمعدلٍ يقل عن الطبيعي (أقل من ثلاث مراتٍ في الأسبوع)، أو عدم خروجه بشكلٍ كامل. بعض المصابين بالإمساك قد يعانون من الإجهاد أثناء التغوط، بسبب تيبُس البراز وقلة مرات الإخراج عن المعدل الطبيعي، ما يُؤدي أحيانًا للإصابة ببعض المشاكل الشرجية كالتشقق والبواسير. وفي حالاتٍ نادرة، قد يُنبأ الإمساك بوجود حالةٍ صحية أكثر خطورة.

يحدث الإمساك نتيجة عوامل عدة، منها:

يتسبب الإمساك بالإجهاد ويمكن علاجها بتغيير نمط الغذاء
يتسبب الإمساك بالإجهاد ويمكن علاجه بتغيير نمط الغذاء
  1. عدم تناول مقدار كافٍ من الحبوب أو الألياف في إطار النظام الغذائي المتبع.
  2. حدوث تغييراتٍ واضطرابات تطرأ على الروتين الاعتيادي أو النظام الغذائي المتبع.
  3. قلة شرب الماء.
  4. الخمول وقلة النشاط البدني.
  5. متلازمة القولون العصبي.
  6. التقدم بالسن.

طرق علاج الإمساك

حل هذا الاضطراب يتمثل في المقام الأول في تعديل النظام الغذائي، بحيث ينبغي على المصاب بالإمساك خاصةً المزمن زيادة حصة الألياف ضمن وجباته الثلاث اليومية. كما يتم علاج الإمساك بشرب الماء بكثرة، ممارسة الرياضة بشكل منتظم، التبرز عند الشعور بالحاجة لذلك وعدم تأجيل الأمر.

وفي حال لم تنفع هذه العلاجات، يمكنكِ اللجوء للمُليَنات كحلٍ مؤقت حسب التعليمات الواردة في نشرة الدواء وتحت إشراف الطبيب المختص؛ كون الإفراط في استخدام هذه المُليَنات يمكن أن يتسبب في تفاقم أعراض الإمساك عوضًا عن علاجها.

متلازمة القولون العصبي

الاضطراب الثاني للجهاز الهضمي الواسع الانتشار، يُعرف أيضًا بالقولون المتهيج أو القولون التشنجي أو المعدة المهتاجة. وهو كناية عن حالةٍ تنقبض فيها عضلة القولون بسُرعة أكبر مما هي لدى الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من هذه المشكلة.

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تتسبب في متلازمة القولون العصبي، أبرزهاتناول بعض الأطعمة والأدوية والتعرض للضغط النفسي. أما أعراض القولون العصبي والتي تُنبأكِ عادةً بالإصابة بهذه المشكلة؛ فتشمل حدوث ألمٍ وتقلصاتٍ في البطن، الشعور بالانتفاخ والمعاناة من الغازات، تغييرٌ في قوام الخروج مثل زيادة تيبُس أو ليونة البراز، أو الشعور بالحاجة إلى التبرز أكثر من المعتاد. وفي كثير من الأوقات، يُصاب الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي بالإمساك والإسهال بالتناوب.

ينبغي العلم بأن اضطراب متلازمة القولون العصبي له علاجاته أيضًا، فلا تقلقي عزيزتي؛ وتتمثل هذه العلاجات في تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، زيادة حصة الألياف ضمن النظام الغذائي المتبع، تجنب أنواع الأطعمة التي تُهيج المرض وتزيد من حدته، تجنب التعرض للضغط النفسي والتوتر أو تعلَم طرق التعامل معه، وتناول الأدوية حسب الجدول الذي يحدده مقدم الرعاية الصحية في بعض الأحيان.

تجدر الإشارة إلى وجود أنواعٍ أخرى من اضطرابات الجهاز الهضمي غير الوظيفية، منها البُنوية، والتي سنتحدث عنها في مقالةٍ منفصلة في وقتٍ آخر.

خلاصة القول، أن الجهاز الهضمي ونظرًا لحساسيته الشديدة؛ يبقى عرضةً للمشاكل الصحية والاضطرابات المختلفة مثل الاضطرابات الوظيفية المتمثلة في القولون العصبي والإمساك. وأكثر أسباب الإصابة بهذه المشاكل، مرده في المقام الأول لنمط الحياة الغذائي والحركي.

لذا لا تتواني عزيزتي عن تعديل نظامكِ الغذائي الصحي، بحيث يتضمن كميةٍ أكبر من الألياف التي تُليَن المعدة والأمعاء. ولا ننسى أهمية شرب الماء بشكل أكبر، والنشاط البدني قدر الإمكان لضمان حركة الجهاز الهضمي وعدم إصابته بالمشاكل الصحية التي تُنغص الحياة.