خاص "هي": المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بين "ثلاثة" وباب" وطموح "تحطيم أرقام شباك التذاكر"

خاص "هي": المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بين "ثلاثة" وباب" وطموح "تحطيم أرقام شباك التذاكر"

يورغو البيطار
29 يناير 2024

أسرت الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي أقيم في مدينة جدة اهتمامات محبي الفن السابع ليس فقط في المملكة العربية السعودية والخليج إنما في العالم بأسره. وقد شهدت الدورة إلى جانب الزخم الإعلامي وكوكبة النجوم العالميين المشاركين، عروضًا سينمائية وفنية مبهرة منها فيلم المخرجة والمنتجة والكاتبة الإماراتية المبدعة نايلة الخاجة "ثلاثة" في عرض عالمي أوّل قبل عرضه في صالات السينما العربية. "هي" تلتقي في هذا الحوار نايلة الخاجة لتغوص معها في رحلةٍ ملهمةٍ حول السينما والفن والمرأة والطموح وغيرها تزامنًا مع بدء العرض الجماهيري لفيلمها الطويل الأول. 

بخطوات واثقة، تواصل نايلة الخاجة ريادتها في صناعة السينما الإماراتية من جوانب عدة وقد أتى فيلم "ثلاثة"، باكورة أفلامها الطويلة، ليحقق نجاحًا لافتًا في مهرجان البحر الأحمر. إذ تقول الخاجة أن الفيلم شهد حضورًا كبيرًا ولافتًا في العرضين اللذين أقيما خلال المهرجان، معربةً عن فخرها بردود الفعل الإيجابية والتهاني والنقد الإيجابي من الجمهور كما النقاد على الفيلم.

المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بين "ثلاثة" وباب" وطموح "تحطيم أرقام شباك التذاكر"

رعب "راقٍ"

"ثلاثة" الذي بدأ عرضه في الصالات العربية ينتمي إلى فئة تطلق عليها الخاجة "الرعب الراقي"، فتوضح أن مفهوم الرعب النفسي أو الراقي لا يعتمد فقط على مشاهد الصدمة العنيفة التي باتت حاضرة في غالبية أفلام الرعب إنما تركّز أكثر على الجانب النفسي، ومن أشهر الأمثلة العالمية على هذه النوعية، فيلم النجمة نيكول كيدمان The Others. وترى أن هذا الجانب قد يكون سببًا رئيسيًا وراء التقييم الإيجابي للجمهور، فضلًا عن تطور القصة وصولًا إلى نهاية غير متوقعة وسط قالب سينمائي جريء مليء بالرسائل والأحداث.

وإذ يسلط الفيلم، الذي عرض في مهرجان البحر الأحمر ضمن فئة "روائع عربية"، الضوء على تضحيات الأم في سبيل أولادها والصراع الذي تعيشه مع مشاكلهم وما يتخلله من تحديات، تشير الخاجة إلى حالة مميزة من التكامل الثقافي في العمل بين الثقافة الإماراتية والثقافة الغربية فمن الواضح وجود اختلاف بينهما لكن أيضًا ثمة حاجة مشتركة تجمعهما. فالعمل من بطولة الممثل البريطاني العالمي جيفرسون هول، الشهير بأدواره الرائعة في أفلام "بيت التنين" "أوبنهايمر"، إلى جانب مرعي الحليان وفاتن أحمد ونورة العابد ومهند بن هذيل، والممثل الشاب سعود الزرعوني. هذا الخليط مقصود من قبل الخاجة، التي تؤكد أنها رغبت بإبراز الخطوط الجميلة التي تميّز دولة الإمارات من خلال الشخصيات منها التسامح والعطاء.

وفي وقت يأتي "ثلاثة" كأول فيلم روائي طويل للخاجة، بعد رحلة طويلة في تنفيذ الأفلام القصيرة التي حققت من خلالها شهرة واسعة وانتشاراً كبيراً، لاسيما أنها شاركت في العديد من المهرجانات، وعرضَ بعض هذه الأفلام على منصات رقمية عالمية كنتفليكس، منها "الظل" و"حيوان"، تكشف الخاجة عن تواصل جارٍ من قبل منصات عالمية لعرض "ثلاثة" كما أنه سيعرض في الصالات السينمائية في عدد من الدول العربية، داعيةً الجمهور إلى مشاهدة هذه النوعية من الأعمال ودعمها كون عددها غير كبير في الإنتاجات السينمائية.

"البحر الأحمر" والحضور العالمي

وعن مهرجان البحر الأحمر السينمائي وتجربتها الأخيرة فيه، تصف الخاجة المهرجان بـ"المنصة المهمة المتنوعة في السينما والتي تساهم في نمو صانعي الأفلام من العالم العربي. كما أن المهرجان يضيف التأثير على الحضور العالمي للسينما العربية حيث ان العديد من المنتجين تواصلوا معنا بعد المهرجان، وبات حضوره شبيهًا بالمهرجانات العالمية والدليل هو الحضور الكبير للنجوم والفنانين من مختلف انحاء العالم".

وفي وقت يختلف مقياس النجاح بين شخص وآخر أو حتى بين مخرج وآخر، تؤكد الخاجة أن ما يهمها في المرتبة الأولى هو نجاح العمل الجماهيري، وبعدها يأتي المديح من بين النقاد أو حصد الجوائز، مشيرةً إلى محاولتها الدائمة لإيجاد موقع "مشترك" بين النجاح الجماهيري والنجاح في المهرجانات السينمائية.

خاص "هي": المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بين "ثلاثة" وباب" وطموح "تحطيم أرقام شباك التذاكر"

 

تبنّي المواهب ودور المرأة

ولدى سؤالها عن أهم اللحظات المحورية في مسيرتها السينمائية، تلخّصها الخاجة بثلاثة: فيلم "الظل" الذي فاز بأكثر من 12 جائزة، وشارك في أكثر من 42 مهرجاناً عالمياً، فيلم "ثلاثة"، وفيلم "باب" المنتظر وهو كذلك فيلم طويل من تأليف مسعود أمر الله العلي، وإشراف المنتج سلطان سعيد الدرمكي، ويقوم بتأليف الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار العالمي إيه. آر. رحمان ومن المقرر تصويره عام 2024 في دولة الإمارات.

يتناول العمل قصة أختين (توأم)، تموت إحداهما، لكن يظل حضورها طاغياً على حياة أختها، التي تعيش "واقعيتها السحرية"، وسط أحداث مليئة بالأحلام والكوابيس والمخلوقات الغرائبية، المرتبطة بالتراث الإماراتي القديم، وبالأساطير، والمرويات الشفهية، لاكتشاف أسرار رحيل الأخت، وفك العديد من الألغاز حتى تظهر حقائق صادمة.

وللمرأة حضور قوي في أعمال الخاجة إن كان من ناحية القصة أو العناصر المشاركة، فتشير إلى أن المرأة شخصية محورية في أفلامها ومشاريعها فمثلا في فيلم "ثلاثة" تركيز كبير على تضحيات المرأة واستعدادها للقيام بالمستحيل حمايةً لأبنائها، وكذلك في المشروع المقبل "باب" ثمة دور محوري للمرأة في الأحداث، وهذا إلى جانب وجود سيدة على رأس فريق العمل ما يعطيه نظرة فنية نسائية قائمة بحد ذاتها.

وفي ما يتعلق بمستقبل الصناعة في الإمارات والتغييرات أو التي ترغب في رؤيتها في السنوات القادمة، تؤكد الخاجة أنها تهدف إلى أن "تصبح لدينا بصمة سينمائية إماراتية قوية وإرث كبير في مجال السينما العالمية"، كما تتمنى أن تنشط الحركة السينمائية في دولة الإمارات من خلال دعم صناع السينما. وعلى الصعيد الشخصي، تؤكد الخاجة أن "طموحي الأكبر تحطيم شباك التذاكر السينمائي، وهذا حلم أعمل عليه".

وتكشف في هذا المجال أنها تعمل على تبني مواهب سينمائية ودعمها وتوجيهها من خلال "استوديو نايلة الخاجة". وفي هذا المجال، توجه نصيحة إلى المخرجين الطموحين بأن "يتطوعوا ويتعرفوا على تفاصيل صناعة الأفلام بشكل كامل، مضيفةً: "هذا ما قمت به وتدرجت وصولا إلى إخراج الأفلام وتبني مواهب جديدة ودعمهم. وفي هذا المجال أوجه تحية إلى سلطان سعيد الدرمكي الشخص الأول الذي أمسك يدي بالمشوار وسيدة الأعمال المنتجة منى القرق".

Credits

    حوار: يورغو البيطار

    تصوير: مارون فرنسيس