مهرجان طائف الورد.. لوحات فاتنة وتجارب جديدة لعشاق الورود بين السحاب  

مهرجان طائف الورد.. لوحات فاتنة وتجارب جديدة لعشاق الورود بين السحاب  

محمد حسين

نجحت الأجواء المشوقة التي تشتهر بها الطائف وفي مقدمتها المناخ الاستثنائي في جذب الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم لحضور فعاليات مهرجان طائف الورد.

فعاليات متنوعة

مهرجان طائف الورد الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة الطائف في نسخته الثالثة يعد علامة ترفيهية وسياحية واقتصادية نادرة، ونقطة مهمة تكتشف فيها العائلات والأصدقاء والأفراد الكثير من الفعاليات المتنوعة التي تنقل أمام المشاهد جمال تكوين الورد الطائفي والتقنيات المصاحبة، للوقوف على تفاصيله منذ تاريخ بعيد عبر لوحات بانوراميه وثقتها عدسات الماضي والحاضر التي تجولت في ميادين المحافظة وأعالي جبالها الشاهقة.

مهرجان طائف الورد

ورود فاتنة وأجواء ساحرة

ولا يمكن لزائر المملكة وخصوصًا محافظة الطائف؛ إلا أن يخصص وقتا كافيا لزيارة مهرجان طائف الورد الذي يحتضن فعاليات أهم الشجيرات العطرية عالميًا؛ التي حرص أبناء الطائف على زراعته واستخراج منتجاته من صناعة دهن الورد، وماء الورد وغيرها من المنتجات لما تشكله من عائد مادي واقتصادي واستثماري، والاطلاع والتعرف عن قرب على آلية تصنيع ماء الورد بشقيه التقليدي والحديث، والاستمتاع والتجول في سوق الورد، والمسرح الرئيسي، والحديقة الليلية، ومناطق الطعام والورد، ومنطقة ترانيم الورد التفاعلية، وجبل الورد الممتع، ومنطقة الأطفال، وعروض الكريليون، وممر الانطباعية، وورش عمل المعهد الملكي للفنون التقليدية، والنافورة الراقصة.

مهرجان طائف الورد

وجذبت الفعاليات المصاحبة لمهرجان الورد عدد كبير من الزوار للاستمتاع بجمال الورد الطائفي حيث تتنافس محال سوق الورد داخل المهرجان، على عرض مختلف أنواع التشكيلات الجمالية المشتقة من الورد الطائفي بألوانها البديعة وجودتها الطبيعية، إلى جانب العطور المُستخلصة من وردة الطائف الطبيعية ذات الرائحة الفواحة التي تدوم طويلًا، كما يخلق أصحاب هذه المحال تنسيق الورد الطائفي بلمسات فنية وجمالية عالية الدقة، ما يضفي على لونه الفاتن؛ المزيد من الجمال والجاذبية.

أجواء من الترفيه والمتعة

وتنتشر الفقرات الفنية والترفيهية في جميع أرجاء منتزه حديقة الردف المصاحبة لمهرجان طائف؛ التي يستمتع بها الزائر طيلة أيام الأسبوع، ومشاهدة العروض التفاعلية التي تتخذ أشكالًا عديدة من وردة الطائف في مشهد يضفي على الحضور المزيد من البهجة، إلى جانب فقرات خاصة للأطفال بالرسم والتلوين الحي والمباشر بهدف خلق أجواء من الترفيه والمتعة، وتعريفهم بوردة الطائف من خلال الرسومات التشكيلية المتعددة، كما يستمتع الأطفال أيضًا بفعاليات مسرح الورد والفقرات الفنية التي تمزج بين الموسيقى والغناء

مهرجان طائف الورد

فنون غنائية وتشكيلية

وفي الجانب الآخر يجد المهتمين للفن الغنائي والتشكيلي ممر الانطباعية، معبرًا للمشاهد الحية التي يعزف بها الفنان على آلة العود بأداء بعض الأغاني التي اشتهرت في تراثنا السعودي الغنائي، وتتحدث عن جمال الورود والزهور.

ويقام على هامش المهرجان عدد من الفعاليات التي تهدف إلى تعميق ثقافة الورد الطائفي للزوار والسائحين من مختلف دول العالم؛ وتجعل منه داعماً اقتصادياً من دعامات التنمية المستدامة في المملكة، حيث أتاحت الفرصة للزائرين بالتنقل في ميادين الطائف لاكتشاف الإرث التاريخي الذي عاشه الورد الطائفي في أحضان القصور التاريخية منذ أكثر من 300 عام.

مهرجان طائف الورد

عروض تفاعلية خلابة

كما يمكن للزوار من خلال تجولهم التقاط صور تذكارية لقصر الكعكي الذي زين بعروض تفاعلية خصصت فيه توزيعات إبداعية فنية تقنية بعدد من اللوحات المختلفة، والرسوم الفنية التشكيلية والنباتية المتنوعة، شملت الوجهات الأمامية، والأعمدة والعقود الخارجية، والقباب الرواشين المزخرفة، لتضفي للزائرين؛ نظرةً على جمال ملامح العمارة الحجازية في الطائف، والممزوجة بالعمارة الرومانية، التي تعتمد في هويتها الخارجية على زخارف هندسية جصية وحجرية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها بساتين غناء، وتجملها برك ونوافير المياه الكبيرة على واجهات القصور المشيدة من الأحجار المحلية والأخشاب من خشب الماغانو " الزان " وخشب العرعر الطائفي، والنورة والبطحاء.

التراث والورود

وتحتضن محافظة الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة في تلك الحقبة الزمنية، انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري، حيث تشتهر المحافظة بالعديد من القصور مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، التي أعطت طابعًا جماليًا مختلفًا.

الورود تأسر القلوب بألوانها الفاتنة