طارق لطفي لـ"هي": مسلسل "مذكرات زوج" يتحدث بلسان الرجال والأزواج طلباتهم بسيطة!

النجم المصري طارق لطفي نجح من جديد في أن يبهر الجمهور بشخصية جديدة وتحدي مُختلف؛ فبعد أن قدم نماذج مميزة على مدار العاميين الماضيين من الشيخ رمزي في "القاهرة كابول" لـ خلدون في "جزيرة غمام"، قرر الاتجاه لنموذج جديد من الشخصيات الاجتماعية، فقدم لنا "رؤوف" في "مذكرات زوج"، ليرصد من خلاله الوجه الآخر من المشاكل الزوجية، ومعاناة الرجال، وهو العمل الذي عرض في النصف الأول من رمضان 2023 وحقق نجاحا كبيرا.

وفي حوار خاص لـ"هي" يتحدث طارق لطفي عن تفاصيل شخصية "رؤوف"، وتقديمه لعمل ينصف الرجل للمرة الأولى، والأصداء الكبيرة التي حققها المسلسل مع الجمهور، وأسباب اعتذاره عن العمل المسرحي "صاحب الوردة"، والكثير من التفاصيل في هذا الحوار.

من أداء الشخصيات الصعبة والمتميزة لشخصية "رؤوف" الاجتماعية البسيطة ..فهل الابتعاد الكبير عن هذه الشخصيات هو قرارك أم وفقًا للسيناريو الذي عُرض عليك؟

الأمر ليس ابتعاد عن نوعية الشخصيات الأخرى، بل هو محاولة للتغيير، فهذا يخلق نوعًا من الدهشة عند الجمهور، أن طارق لطفي يستطيع أداء اللايت كوميدي والأكشن وكافة الشخصيات، فهذا يخلق لدى الجمهور الغير متوقع، وبالتالي يعطينا نجاح أكبر وأهم، وكانت تهمني نظرة الجمهور لهذا الممثل إنه يستطيع أن يجسد أي شخصية، فهو كان قرار مني، والحمد لله أن الله أكرمني بـ"مذكرات زوج".

لكن هل شعرت بالقلق من هذا التغيير التام في نوعية الأدوار التي تقدمها وكيف سيكون استقبال الجمهور؟

أصابني قلق شديد للغاية، وهذا التوتر والقلق وصل لدرجة الخناق والأشتباك مع المؤلف بشكل يومي، بسبب قلقي وقلقه، وعندما عُرضت الحلقة الأولى انتهى هذا الخلاف. فأصابني هذا القلق الشديد هذا العام لأن ردود فعل الجمهور كانت قد تكون عكسية إنني لا استطيع تقديم الأدوار العادية والبسيطة، وإنني أفضل في النوعية الأخرى، فهذا التغيير التام في اختيار الدور هو من صنع لدي هذه الحالة، لكن عندما نجحنا، فكان النجاح مهم للغاية.

كيف تقيس نجاح العمل وهل معرفة ردود فعل الجمهور الحقيقية أصبحت أصعب أم أسهل في الوقت الحالي؟

أصبحت أسهل للغاية حاليًا، فقديمًا كان معرفة ردود الفعل هو أمر صعب، ولا نعلم عنه شئ، لكن حاليًا ردود الفعل موجودة من خلال تعليقاتهم وما يتم نشره، وزيادة الإعلانات هي من أحد مقاييس النجاح الهامة؛ فعندما تبدأ بفاصل أو فاصلين من الإعلانات ثم تصل لخمسة وسبعة فواصل، فهذا دليل على النجاح، وأيضًا من خلال النقد الذي يتم كتابته من النقاد والصحفيين هذا يعطي مؤشر هام للفنان عن العمل.

وأما "الترند" فهذا أمر آخر، فإذا تحدثنا عن الترند فمن السهل شرائه أو يختلق أشخاص أزمة من أجل أن يصبح المسلسل "ترند" ويتحدث عنه البعض، لكن ما أسعى له عندما يقال اسم طارق لطفي يصبح هناك الحد الأدنى من الاحترام عند الجمهور، ويقال إنني أقدم فن جيد، فهذا ما أسعى له.

وكيف كان التحضير والاستعداد لشخصية "رؤوف"؟

التحضير لهذا الدور كان أصعب بكثير من الشخصيات الأخرى، لأن الشخصيات ذات الملامح الواضحة مثل "رمزي" و"خلدون" وشخصية رجل صعيدي على سبيل المثال، فهذه  شخصيات واضحة، لكن شخصية بسيطة مثل "رؤوف"، فنحن نرى مثله 100 مرة يوميًا، وتغيراته بسيطة وليست عنيفة، وملابسه وضحكته وحركته وطريقته لا تتسم بالمُبالغة لكنها  تكون حالة نفسية  خاصة بالشخصية وهذا هو الأصعب، لأن صفاته وما يميزه ليس واضحًا، لذلك عندما يشعر به الجمهور وبحالته، هذا يتطلب مجهودًا مُضاعفًا.

يرى البعض أن هذا العمل هو الأول من نوعه الذي ينصف الرجل ويتحدث عن الوجه الآخر من المشاكل الزوجية..فما ردك؟

نقدم العمل من وجهة نظر الرجل، فنتحدث بلسان حال الرجال، وهذا الأمر أنصفه أم أدانه، فنترك الحكم عليه للجمهور، وما نريد قوله في العمل أن مُتطلبات الرجل بسيطة، ولا أتحدث أن مُتطلبات المرأة أكثر تعقيدًا، لكن متطلبات الرجل تتعلق بالكلمة الطيبة، وما يريده فقط هو التقدير، مثل الموقف الذي حدث في إحدى الحلقات عندما قال لها إنه أرسل لها مصاريف الدراسة ومصاريف المنزل، فقالت له هذا دورك، وهذا ما تسبب في الأزمة بينهما، في حين أن الحل سهل وبسيط وهو الشكر والتقدير، وهو الأمر ذاته بالنسبة للمرأة عندما يقلل الزوج من دورها الكبير في المنزل ويتعامل إنه من واجبها مما يجعل الأمور بعد ذلك بينهما أكثر تعقيدًا.

هل يبعث مسلسل "مذكرات زوج" برسالة للجمهور أم يبحث معهم عن حل للمشاكل الزوجية؟

نحن لا نقدم حلول، نحن نعرض لهم الصورة الكاملة للأمر، وأن الكلمة الطيبة لها واقع وأثر نفسي كبير في العلاقة الزوجية فقد تبنيها أو تهدمها، وأرى أن قصة وأحداث هذا العمل هي قضية إنسانية عامة لا تخص مُجتمع بعينه، لذلك أجد إنها تصلح لترجمتها لأكثر من لغة، لأن الأمر هو قضية إنسانية.

هل ترى إنك تشبه "رؤوف" أحيانًا في حياته والمواقف التي يتعرض لها؟

كل رجل به جزء من "رؤوف"، لذلك وجدت الكثير من التعليقات من أصدقائي، فأحدهم تحدث معي إن القصة وكأنها قصة حياته هو، وآخر من أصدقائي المقربين قال أن زوجته شعرت أن القصة عنها نظرًا لأن اسمها "شيرين" مثل بطلة العمل، وهي أيضًا مهندسة، وطلب مني أن أتحدث معها بأن القصة لا تخصها هي، وإننا لم نستعن بقصة حياتهم، لذلك شعرت أن كل رجل به من "رؤوف".

في العمل لجأ "رؤوف" لطبيب نفسي من أجل حل مشاكله لكن هل هذه دعوة ليلجأ أي زوج للمُتخصصين ؟

هذا كان اختيار "رؤوف" في العمل، لكنِ أرى إننا أطباء أنفسنا، والله عز وجل وصف الزواج "بالسكن"  وهذا معنى كبير، فإذا استطاعت الزوجة أن تجعل زوجها يحب الذهاب للمنزل، ولا يرغب في الخروج، ستكون نجحت نجاح كبير في زواجها، وكذلك الرجل إذا استطاع أن يجعلها تحب الجلوس معه، فهذا أمر رائع، فالمشاكل بسيطة لكننا لا نجد لها حل وهو ما يتسبب في الكثير منها.

هل أعمال الـ15 حلقة أصبحت مضمونة النجاح لذلك نجح أكثر من عمل هذا العام أم ماذا؟

بالتأكيد لا، ليس سبب النجاح أنه عمل يضم 15 حلقة فقط، بل أن الفكرة والموضوع نستطيع مناقشته في هذه الحلقات، وهناك موضوعات إذا تم تقديمها في 15 حلقة فسيكون ظُلم كبير للعمل، فعمل مثل "جزيرة غمام" بالتأكيد هناك استحالة في تقديمه على مدار 15 حلقة فقط، لذلك يتوقف الأمر على الموضوع المُقدم. والفكرة ليست في التوفير من ناحية ميزانية الأعمال، لأننا إذا نظرنا بشكل إقتصادي فهو ليس الأفضل، بل على العكس تمامًا، فأجر الفني أو العامل أو الممثل لا يقل للنصف بل يأخذ 60 أو 70 % من أجره، وبالتالي ليست الفكرة في الناحية المادية، بقدر ما هو الأنسب للموضوع أن يقدم في 15 أم 30 حلقة.

 

ما هو أكثر تحدي أو أمر أرهقك في هذا العمل؟

عدد ساعات التصوير، فهذا أطول عمل فني صورت به كل هذه الساعات في يوم واحد، فوصل التصوير في اليوم لـ 18 ساعة تصوير، وهناك يوم قُمت بالتصوير على مدار 26 ساعة، لذلك كان من أصعب الأعمال التي صورتها في حياتي.

هذا هو العمل الثاني الذي يجمعك بالفنان خالد الصاوي بعد "القاهرة كابول" وأيضًا التعاون الأول مع عائشة بن أحمد فحدثنا عن الكواليس بينكما ؟

خالد الصاوي صديق وهوممثل رائع، وعائشة بن أحمد من ألطف الفنانات اللاتي عملت معهن، وكانت الكواليس معهما رائعة بعيدًا بعيدًا عن الإرهاق الذي حدث لنا، وأيضًا المُخرج تامر نادي من أطيب وأشطر المُخرجين الذين عملت معهم.

كُنت قد أعلنت العام الماضي عن استعدادك لبطولة مسرحية "صاحب الوردة" ثم تفاجأنا ببطل آخر..فماذا حدث؟

اعتذرت عن هذا العمل المسرحي بسبب المكان الذي يتواجد فيه "المسرح القومي" بالقاهرة، فهو مُزدحم للغاية ويمتلئ بالباعة الجائلين، ووجدت إن الأمر سيستغرق للوصول له قرابة الساعتين، وهذا يجعل الوصول للمسرح شبه مستحيل، لذلك اعتذرت للقائمين على العمل.

ما هي الأعمال التي شاهدتها وأعجبتك؟

لم استطع مشاهدة أي عمل بعد، وأرغب فقط في قضاء بعض الوقت مع أبنائي وأجازة قليلاً ثم مشاهدة أعمال زملائي، ثم معرفة خطواتي المُقبلة، فلا استطيع التفكير في أي أمر آخر في الوقت الحالي بسبب ضغوط فترة التصوير الماضية.

الصور من حساب طارق لطفي بـ"إنستجرام" وحساب الشركة المنتجة.