إنسانيات الملك عبد الله مع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة

لم ينس صاحب القلب الكبير العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة، فقد أولى رعاية لهم، ولم يترك مناسبة إلا وأوصى بهم وبقدراتهم التي تجلت من خلال تحديهم للإعاقة وفوزهم بالعديد من الرياضات المختلفة، وتفوقهم على نظرائهم من دول العالم يعكس مدى ما يحظى به الطفل السعودي حتى يصير شابا قويا عاشقا للتحدي دون اليأس من إعاقة تقف دون تقدمه وإبداعه.
 
كما تم تحميل تكاليف تأهيل ذوي الإعاقة في المراكز الأهلية على الشؤون الاجتماعية بقرار منه رحمه الله تعالى، وبذلك حظي ذوي الإحتياجات الخاصة بقلب رحيم وعناية فائق أوصى بها سموه، وصار على خطاه جميع الأمراء وأولي الأمر وفي مختلف المراكز، حيث قام كل منهم بتطبيق توجيهات سموه على الوجه الأمثل.
 
كما كان مؤتمر الإعاقة والتأهيل الذي يعقد سنويا خطوة هامة وبناءة لتأكيد الإهتمام بذوي الإحتياجات الخاصة منذ طفولتهم وتنمية قدراتهم من خلال البحث عن كل ما يفيد خدمتهم وطرح أفكار هادفة لهم من خلاله .
 
وقد أشادت هيئة حقوق الإنسان، بالدور العظيم الذي قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من حيث تقديم كافة الخدمات للمعوقين ومساعدتهم، مؤكدة أحقية للمعاق لواجبات وحقوق كفلتها أنظمة الدولة له، داعية جميع الفئات بالإهتمام بالمعاقين، وما لدىهم من طاقات يجب تنميتها، والإهتمام بها، والاعتماد عليها، حتى يكون عضوا منتجا في المجتمع ويخدم بلده وشعبه ويرفع من شأنها، ويساعد في نهضتها.
 
وهكذا نجح في إرساء دعائم حماية حقوقهم وتعزيز بند الإعانات المخصصة للأشخاص المعوقين المسجلين لدى وزارة الشؤون الاجتماعية في إحدى صور وملامح مملكة الإنسانية، وما يتعين على الدولة من رعاية ودعم لفئات المجتمع المختلفة وفي مقدمتها المعوقين. 
 
وعليه فقد توجت الجهود المبذولة في مجال رعاية المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة في عهده بصدور نظام رعاية المعوقين بموجب المرسوم الملكي بالرقم (م/37) وتاريخ 23/9/1421ه القاضي بالموافقة على قرار مجلس الوزراء بالرقم (224) وتاريخ 14/9/1421ه وبذلك تم التخطيط والإشراف والمتابعة على كل ما يحتاجه المعاقين وذوي الإحتياجات من خدمات من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف مساعدتهم، وكذلك تنمية قدراتهم للاعتماد على أنفسهم، وتذليل كافة العقبات لصالحهم وحل المشكلات التي تواجهم، وتوفير مراكز لتأهيلهم وإيوائهم وتوفير الإمكانيات المادية لهم منذ الصغر، وتدريبهم على المهن الملائمة لهم مثل  الكهرباء، والتجليد، والنجارة، والأعمال المكتبية، والآلة الكاتبة، والحاسب الآلي، والسكرتارية، والدهان، والنقش، والزخرفة، وتنسيق الحدائق، والخياطة، والتفصيل، والأشغال النسوية، وأعمال السنترال وغيرها من الأعمال التي يسهل عليهم تعلمها بسرعة ومهارة آخذين في الإعتبار ما يوافق الجنسين الذكر والإنثى.
 
ولم يحرموا العمل في المصالح الحكومية، إذ تم  الإهتمام  بترشيح المعوق للعمل المناسب له بعد تخرجه في حدود الوظائف المتاحة، وكذلك في القطاع الخاص وإحترام حقوقهم، ووصولا لهذه المرحلة يرى الخبراء الاجتماعيين والتربويين أن تتم رعاية المعوقين داخل أسرهم التي تهيئ له الحضانة والجو الأسري الطبيعي، وبتوافر مقومات الرعاية السليمة، مع صرف إعانات مالية تصرف لأولياء أمورهم وفقاً لمعايير معينة مع خضوعهم للإشراف والتتبع السنوي من المختصين للتأكد من مدى الإهتمام بهم وتقدمهم.