العنف ضد الأطفال: هل من نهاية له؟

هي: ريهام كامل
 
الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، وهم أمانة وهبة من الله عز وجل، ويجب علينا الحفاظ عليهم وإحتواؤهم والتودد لهم وفهم طبيعتهم لكي نتمكن من إختيار الأسلوب الأمثل في التعامل معهم، ولكي نكون قادرين على نهج أسلوب ينفعهم ويقودهم إلى مستقبل مزدهر يجب أن نعي جيدا أن العنف لا يجلب إلا السوء والإنحراف وإتساع الفجوة بيننا وبين أطفالنا، فلماذا كل هذا العناء؟ فلنجتهد لنرتفع بهم لا لنقهرهم وندمر مستقبلهم.  
 
لكل أم: هل أنت عنيفة مع أطفالك؟
أعلم أن عاطفة الأمومة تغلب كل شئ وتتفوق بجدارة، حتى أن الأم حينما تقوم بتعنيف طفلها أو ضربه يكون بدافع حبها له والحرص على مستقبله، أو الرغبة في تعليمه وتعريفه بمبدأ الثواب والعقاب، ولكن! هل تعلمين أنك بذلك تصبحين أما عنيفة تتعامل بالضرب مع أطفالك، وسينعكس ذلك على سلوكهم، فالأطفال خير متعلم من أفعالنا وخير مترجم لها فيصبح الطفل عنيفا ردا على ما لاقاه من تعنت في طفولته، فلا تجعلي طفلك فريسة للإنحراف ولا تعطي الفرصة لأي فرد خارج الأسرة للتودد له والتقرب منه بتعنيفك ولومك المستمر له، فلا تجعلي العنف منهاجك في التربية.
 
الآثار المترتبة على العنف في التربية 
أكد المتخصصون النفسيون على هذه الآثار ونذكر منها:
•خلق بيئة خصبة لتوليد مشاعر الإنتقام والثأر لدى الطفل.
•إبعاد الطفل عن الجو الأسري المليء بالدف والإحتواء مما يجعله فريسة سهلة الصيد من أصدقاء السوء وهذه هي بداية الإنحراف.
• إضطرابات نفسية في سلوك الطفل تحجم علاقته بالآخرين.
•عدم ثقة الطفل بنفسه وعدم قدرته على إتخاذ القرارت الصحيحة.
 
أشكال العنف ضد الأطفال
تتعدد أشكال العنف ضد الأطفال فقد تكون مادية، معنوية، وجنسية، فالعنف الجسدي هو العنف المادي الملموس، والمعنوي هو ذلك النوع المترتب على الإهمال في كل شئ يتعلق بالطفل، فمن الممكن أن يكون بسبب عدم إظهار الحب والإهتمام بالطفل، ويوجد العنف الجنسي الذي وقع الكثير من أطفال العالم في قبضته، والممثل في كافة أنواع التحرش الجنسي.
 
هل من نهاية؟
لنستطيع التخلص من ظاهرة العنف ضد الأطفال بكافة أشكاله يجب:
•تضافر جميع الجهود وفي كل الأماكن التي يحدث فيها تواصل مع الطفل وأولها (المنزل والأسرة، والنوادي الإجتماعية ، المدارس، دور رعاية الأطفال، وحتى في علاقة العاملة المنزلية بالطفل) من أجل وضع أسس تحمي الطفل من التعرض للعنف.
 
•عمل دورات تدريبية تكون متاحة لجميع الأمهات والآباء ومن كافة المستويات لتعريفهم بالنهج الأمثل في تربية الطفل وتسليط الضوء على آثار العنف في التربية، وكيف يكون المدمر الأول لصحة الطفل النفسية.
 
•توعية الأطفال بالمنزل والمدرسة وكافة المؤسسات التعليمية عن طريق شرح مفهوم التحرش الجدنسي لهم بطريقة مبسطة ، وتوضيح سبل الدفاع عن أنفسهم لكي لا يكونوا فريسة له.
 
•توقيع عقوبات شديدة على كل من يمارس العنف ضد الأطفال، حتى لو كان أما أو أبا فلا زلنا حتى اليوم نسمع عن وفيات الأطفال نتيجة للضرب القاسي (الضرب حتى الموت).
 
•تشديد التعامل مع كل متحرش جنسي بالأطفال ووضع قوانين صارمة جزاءً لكل من يمارسه ضدهم.
 
ليتنا نستطيع التخلص من هذه الآفة الإجتماعية التي تخلق لنا أجيالا سلبية، منحرفة السلوك، لا تفكر إلا بالإنتقام، وإلحاق الضرر بالآخرين كما ألحق بهم الضرر سابقا.