أهلا بالعام الدراسي الجديد ووداعا لنظام أطفالنا الفوضوي

العودة للدراسة هي بداية لنظام صحيح وصحي يتبعه أطفالنا، ونهاية للنظام الفوضوي الذي اعتادوا عليه خلال عطلة الصيف، ولعل من أهم الاستعدادات للعودة الى مقاعد الدراسة، هو الاعتياد والانضباط بنمط ساعات نوم منظمة ومحدودة، فأهمية النوم معروفة منذ القدم، فهي لا تقل عن أهمية الطعام والشراب في حياتنا. وثبت أن الضرر الذي يلحق بجودة النوم، حتى ولو بشكل طفيف، يحمل في طياته العديد من العواقب، من أبرزها: •اضطرابات في التركيز والتعليم. •اضطرابات سلوكية واضطرابات في السلوكيات الاجتماعية. •اضطرابات المزاج وازدياد خطر الاصابة بالاكتئاب، العدوانية وغيرها. •صعوبة الحفاظ على وزن سليم وخطر الاصابة بالسمنة المفرطة. •خلل في النمو. ولتجنب ذلك يرجى الالتزام بالآتي: أولا: الالتزام بمواعيد نوم منتظمة هذه هي النصيحة  الأهم، وقد تكون صعبة التنفيذ عندما يتعلق الأمر بالأطفال الأكبر سنا (ولا سيما خلال فترة المراهقة)، ولكن من المهم ادراك مدى أهمية المواظبة على النوم في مواعيد منتظمة. ثانيا: الغذاء يعتمد طعام معظم الأطفال خلال العطلة الصيفية على الوجبات السريعة (النقانق، الهامبرغر وغيرها)، ومن المعلوم أن الغذاء يؤثر على الصحة وعلى عملية النمو والتطور الفكري لدى الأطفال، كما أنه يلعب دورا في دعم القدرة على التركيز والقدرات الذهنية كذلك، والتي تعتبر غاية في الأهمية خلال فترة الدراسة في المدرسة، لذلك يجب الحرص على النظام الغذائي السليم والصحي، والذي ينبغي أن يحتوى على الحبوب، ومنتجات القمح (من المحبذ ان يتم استخدام الحبوب الكاملة او منتجات القمح الكاملة)، ولا يمكن أغفال الخضار الطازجة، الفاكهة، منتجات الحليب، البيض، الأسماك، الدجاج أو لحوم الابقار الخالية من الدهون، والدهون النباتية كالافوكادو وزيت الزيتون. وهنا يتعين علينا إلقاء الضوء على وجبة الافطار ومدى أهميتها، إذ يصبح الطفل هادئا بعد تناولها، ويملك  القدرة على التركيز والطاقة الكافية للبدء بيومه الدراسي بشكل أفضل. ولا داعي للإلحاح على أن تكون وجبة الافطار في المنزل قبل الذهاب الى المدرسة، لأن بعض الأطفال لا يشعرون بالجوع فور استيقاظهم صباحا، وإنما بعد مرور مدة زمنية معينة. لذلك، وفي هذه الحالة، يستحسن اعطاء الطفل وجبة خفيفة صحية تحتوي على الحبوب الكاملة، كي ياكلها في الطريق الى المدرسة قبل الذهاب الى المدرسة، كما يمكنك أن تقدمي للطفل مشروبا دافئا او فاترا، يحتوي على الحليب بالأساس، او يمكنك تقديم طعام خفيف كحبوب الافطار. بالنسبة لوجبة الغذاء في المدرسة، يمكنكم أن ترسلوا مع الطفل شطيرة أو البسكويت المصنوع من القمح الكامل (Crackers)، اضافة الى الجبنة البيضاء، الجبنة الصفراء، الأفوكادو او الحمص، وفقا لاختيار الطفل. يمكن اضافة حبة فاكهة أو اثنتين للشطيرة، ويمكن اضافة أو استبدال الفاكهة بالخضار التي يمكن تناولها بحيث تكون كاملة كالخيار، الفلفل أو الجزر. كما ينبغي تعويد الطفل على شرب السوائل، خصوصا الماء، خلال تناول الوجبات. ينصح بارسال قنينة من الماء مع الطفل. ثالثا: أمور يجب تجنبها: الحلويات، الوجبات الخفيفة المحلاة، حبوب الافطار المحلاة، المشروبات المحلاة، شطيرة تحتوي على الخبز الابيض والشوكولاتة أو المربى. في المقال القادم سوف نتحدث عن الأمراض المختلفة المصاحبة لعودة المدارس و الطرق المختلفة للوقاية منها. أسعد بمقترحاتكم لتناول أي موضوع خاص بصحة الطفل وطب الأطفال. دكتورة عبلة صالح مصطفى  اخصائية طب الاطفال وحديثي الولادة أستاد طب الأطفال كلية الطب جامعة القاهرة [email protected]