Antonia Carver المديرة الجديدة لـ

في عامه الخامس، وتحت قيادة مديرته الجديدة "أنطونيا كارفر"Antonia Carver ، يحمل لنا معرض "آرت دبي"Art Dubai  (أحد أشهر المعارض الفنية التي وضعت دبي والمشهد الفني في المنطقة على الخريطة الدولية) مبادرات جديدة تعزز وتشجع جوهر الفن في المنطقة.
أنطونيا شخصية معروفة في ساحة الفن الشرق أوسطية، وتعمل في مجال الفنون منذ أكثر من عشر سنوات. وتعتبر أنطونيا المراسلة في صحيفة "آرت نيوزبايبر"Art Newspaper ، التي كتبت في مجلات وصحف وكاتالوغات المعارض حول العالم، وأسهمت في تنظيم مشاريع فنية عالمية، المدافعة الرائدة عن الفن الشرق أوسطي المعاصر.  
ورغم مرور فترة قصيرة فقط على استلامها مهام إدارة المعرض، فقد أثرت في لائحة المشاركين فيه لهذا العام، وقد أتت بالإضافات التي ستعزز دور "آرت دبي" كقوة دافعة وراء المشهد الفني في المنطقة. تخبر قراءنا وقارئاتنا هنا عن كل النشاطات المثيرة للاهتمام، والتي لا يجوز تفويتها عند زيارة المعرض.


س ما التغييرات التي أتيت بها إلى "آرت دبي" هذا العام؟
ج هذا العام يسرنا أن نستقبل للمرة الأولى في الشرق الأوسط مجموعة من صالات العرض الأوروبية والأمريكية الجادة جداً، مثل "بيلار كورياس" Pilar Corrias (لندن)، و"ماريان بوسكي غاليري" Marianne Boesky Gallery  (نيويورك)، و"سي آر جي" CRG (نيويورك)، و"روديو" Rodeo (إسطنبول)، و"باليس هرتلينغ" Balice Hertling  (باريس)، و"يوهان كونيغ"Johann Konig  (برلين)، والكثير غيرها.

للمرة الأولى، سيكون منتدى "غلوبال آرت فوروم"Global Art Forum  شراكة بين أربع مدن خليجية: أبوظبي، والمنامة، والدوحة، ودبي، ليصبح موقعاً للتعاون الإقليمي. ويبدأ المنتدى في الدوحة في "متحف: أراب ميوزيوم أوف مودرن آرت" Mathaf: Arab Museum of Modern Art  يوم الاثنين 14 مارس/آذار، ويستمر في "آرت دبي" تحت أجنحة شراكة بين "هيئة دبي للثقافة والفنون"، و"هيئة أبوظبي للثقافة والتراث"، ووزارة الثقافة البحرينية.
وبعد جهود متضافرة عاماً بعد عام، صار المعرض معروفاً ومتميزاً ببرنامج الأحاديث الرائع، ومقاربته المبتكرة لتكليف مشاريع الفنانين. وقد طورنا ذلك أكثر بمساعدة شركاء مثل "بيدون بروجكتس"Bidoun Projects ، و"ذو آيلاند"The Island ، فنكلف الفنانين بإنتاج أعمال تدخل في اقتصاد المعرض ونسيجه وهيئته. وتتضمن هذه الأعمال جولات استعراضية في المعرض، ومشاريع أفلام وفيديوهات، وتجهيزات تجذب الجمهور وتشركه في المناقشات.
وهذا العام سنطلق أسبوع الفن "آرت ويك"Art Week  المبادرة المصممة لتسليط الضوء على المهرجانات والمعارض والمناسبات الفنية، (إضافة إلى معرض الشارقة الذي يقام مرتين في السنة)، التي تجري في الإمارات وقطر خلال هذا الأسبوع من مارس / آذار.
ونطلق أيضاً "دي إكس بي ستور"DXB Store  المنبر لنحو 15 من فناني الإمارات ومصمميها المعروفين والصاعدين. هذا المشروع غير الهادف إلى الربح يعرض تفجر المواهب الخلاقة في الإمارات، ويخزن أعمالاً حصرية لفنانين ومصممين ستباع في "آرت دبي". بعد انتهاء المعرض، نخطط لاستمرار هذا المنبر من خلال سلسلة متاجر في صالات العرض الفنية والمؤسسات الفنية في الإمارات. شارك في تصميم هذا المتجر العصري أساتذة وتلاميذ من الجامعة الأمريكية في الشارقة. وتشتمل المجموعة الموجودة فيه على قطع أثاث وأزياء وقطع فنية وغيرها، ومعظمها غير متوفر في السوق. هو المشروع الوحيد من نوعه في الخليج.
كما نقوم بمبادرة "فوروم فيلوز"Forum Fellows ، الذي يجمع ستة من مديري المتاحف والفنانين اليافعين والمميزين الذين دعوناهم من مدن مختلفة في آسيا والشرق الأوسط لإجراء مناقشات ومحادثات وتجميع أفكار تساعد مستقبل الفن في المنطقة. مع مرور الوقت وإضافة ستة مشاركين جدد كل عام، سيشكل القدامى نوعاً من صندوق أفكار للمنطقة.

س لنفترض أن عائلة مؤلفة من زوجين وابنتهما البالغة من العمر 16 عاماً وابنهما البالغ من العمر 6 أعوام، تقوم بزيارة "آرت دبي" هذه السنة. ما هي المحطات الرئيسة التي تستمتع بها العائلة في المعرض لهذا العام؟

ج أولاً لا بد من أن يمضوا وقتاً أكبر في استكشاف قاعات المعارض المتنوعة، التي يزيد عددها على ثمانين، إذ إن هناك 81 معرضاً من 34 بلداً مختلفاً تعرض أعمالاً تعود إلى أكثر من 500 فنان ومبدع.
كما ننصح العائلة بألا تفوت عليها فرصة التعرف إلى النشاطات وورش العمل بعنوان "ستارت"START ، وهي مؤسسة خيرية تمول المشاريع والصفوف الخاصة بالأطفال اللاجئين في الأردن، والأولاد المحتاجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وبالنسبة إلى الشابة المراهقة لا بد من أن تستمتع بأمسية "بيغ آيديا"Big Idea  يوم الجمعة الواقع في 18 مارس/آذار، حيث تتنافس أفكار المبدعين من دولة الإمارات حول مشهد مستقبل الفن في المنطقة.

س هل من أفكار جديدة لهذا العام على الصعيد العملي، كأن تدخلوا ورش العمل في معرض الفن الشمولي Global Art Forum؟

ج طبعاً، إن ورش العمل مفتوحة في الوقت نفسه مع وجود المعارض، والهدف منها مساعدة الفنانين والاختصاصيين على إدارة المعارض للحصول على الأدوات التي تخولهم التطور في المستقبل، وهو ما يؤثر إيجاباً بدوره في مشهد الفنون عموماً في المنطقة. وعلى سبيل المثال نذكر دعوة الخبراء في القوانين المختصة بالفنون، والنقد الفني، وإدارة المعرض، وتقييم الأعمال الفنية والكتاب. والعدد المختار سيكون محدوداً، لذا ندعو إلى تسجيل الأسماء بأسرع وقت ممكن عبر الموقع الإلكتروني.

س ما التغيرات الحاصلة في السنوات الخمس الأخيرة على الصعيد الفني في المنطقة؟

ج كل شيء تغير تقريباً، طبعاً الأسواق التي دعمت المعارض في المدن المختلفة، ومنها بغداد، والقاهرة، وبيروت، وطهران، ومازالت تدعم الفنانين والمبدعين، مازالت تلعب دورها. غير أن التغيير الحاصل هو في اتحاد هذه المشاهد المنوعة من جهة، وتدويلها من جهة أخرى إلى درجة ولادة "فن الشرق الأوسط".
وقد تحولت دبي إلى عاصمة لهذا الفن الناشئ، وأصبحت ملتقى هذه الفنون المتعددة الجنسيات، ومركزاً تجارياً يفتح باباً للفن الإيراني، وإلى حد ما لفن آسيا الجنوبية. وقد عرفت الدور العالمية مثل دار "كريستيز"Christies  العريقة أن تلتقط هذه الفرصة الذهبية، وتنطلق في سوق دبي منذ العام 2006. فكان أول معرض لـ"آرت دبي" في العام 2007، وكان يومها معروفاً باسم "معرض فن الخليج"  Gulf Art Fair.
وما نشهده اليوم لا يقتصر على الاهتمام الدولي الاستثنائي بالفنانين والمعارض في المنطقة، بل ويشمل الاهتمام المحلي المتزايد والداعم للمشاريع الثقافية، كما لم نشهد منذ مئات السنين في العالم العربي.

س ماذا عن مبادرة "آرت دبي لايف"Art Dubai Live  الجديدة؟

ج "آرت دبي لايف" عبارة عن موقع إلكتروني يجمع المقابلات والأفلام والخبرات الخاصة بالتجربة الفنية الاستثنائية في دبي. والهدف منه تمديد عمر المعرض حتى بعد انتهائه (19 - 16 مارس / آذار). يقدم بشكل أساسي الخدمات لصالات العرض، فيسمح لها بالتواصل مع الجامعيين والمتفرجين خارج نطاق المعرض، كما يسمح للجامعيين والجمهور بالاطلاع أكثر على صالات العرض وفنانيها. وسيتم إطلاق هذا الموقع عند نهاية أسبوع المعرض. صحيح أنه لا يحل مكان المعرض نفسه، لكنه سيعطيه حتماً بعداً جديداً يتخطى الزمان والمكان.