هل يقي تفتيش العاملات من سرقاتهنّ؟

جدة – إسراء عماد انتشرت مهنة "مفتشة العاملات المنزليات" في المجتمع السعودي منذ بضع سنوات، وأصبحت مهنة لا تكاد تقل أهمية عن غيرها من المهن، فبالرغم من أن ممتهنتها لا تحمل أي شهادة علمية، إلّا أنها تملك الخبرة الكافية التي تنقذ بها حياة العائلات السعوديات من بعض العاملات وسرقتهنّ للأموال والمجوهرات وربما من السحر كما يعتقد البعض. ولكن مع تطور الدواء يتحايل عليه الداء، فهل ما زالت "مفتشة العاملة" في السعودية هي الحل، أم أصبح للعاملات أساليبهنّ وحيلهنّ المبتكرة. "هي" استطلعت آراء مجموعة من السيدات ممن وقعن ضحية مكر خادماتهنّ. بعد فوات الأوان لا يخطر في بال أي مفتشة للعاملات أن تضع العاملات الذهب والمجوهرات داخل الشمع بعد تسييحه. هذا ما تعجبت منه السيدة "فاطمة العيسى" 46 عام، حين وجدت عاملاتها قبل السفر تقوم بشراء الكثير من الشمع بحجة أنها هدايا لذويها في إندونيسيا، إلّا أنها اكتشفت بعد فوات الأوان، أن هذا الشمع ما كان إلّا وسيلة ماكرة وآمنة لإخفاء الذهب والمجوهرات بداخله، وبالرغم من أن السيدة فاطمة قد استعانت بـ "مفتشة خدم" لتفتيش خادمتها أكثر من مرة قبل سفرها، إلّا أنها لم تنجح في كشف هذه الخدعة، و لم يخطر لها أن يكون بداخل هذا الشمع المجمد قطع من حليها الثمينة. تكتيك منظم أما طالبة الدكتوراة "غادة عوض" ٢٩ عاما فتقول: "الخادمات أذكى من ذلك، ولهنّ وسائلهنّ في التهريب بتكتيك منظم منذ قدومهنّ، ما أخبرتني به خادمتي الأمينة مؤخراً هو أن خادمة أحد قريباتي تستغل ثقة ربة منزلها فيها، فتقوم بمساعدة بقية الخادمات بتهريب الأغراض والذهب معها قبل سفرها للإجازات، وقد نصحت تلك القريبة أكثر من مرة بأن تقوم بتفتيش خادمتها أو الاستعانة بمفتشة إلّا أنها لا تبالي". إلقاء الأغراض من النافذة واكتشفت السيدة "عائدة شريف" مديرة مدرسة، أن خادمتها تقوم بإلقاء الأموال والذهب من نافذة المنزل الخلفية ليقوم الحارس بتجميعها ويتقاسمونها سويا، ثم تقوم بتحويل تلك الأموال إلى دولتها، وكانت صدفة عودة زوج السيدة عائدة ليلاً من السفر حين سمع أصواتاً في الساحة الخلفية للمنزل، وذهب لتفقد الأمر فاكتشف الكارثة، فتقول "ماذا ستفعل لي المفتشة؟" تحويل الأموال أول بأول  فيما تقول السيدة "زينب يغمور" 51 عام "نصحتني إحدى مفتشات الخدم بأن أقوم باستلام جميع الإيصالات بالتحويلات التي تقوم خادمتي بتحويلها إلى بلدها منذ أن تأتي للعمل، وقبل سفرها أقوم بحسبة جميع الرواتب والأموال التي أعطيها إياها خلال إقامتها معي، وبالفعل لاحظت أن المبالغ التي حولتها الخادمة تفوق بكثير تلك التي أعطيتها إياها، وحين سألتها من أين لها بالأموال الزائدة ارتبكت ولم تجب". تقول مفتشة العاملات "أم يوسف" والتي تمتهن "تفتيش العاملات" منذ ثمان سنوات : “تطور العاملات حيلهنّ باستمرار، إلّا أننا نأخذ بالأسباب ونقوم بواجبنا، ونتطور نحن أيضاً من أسلوبنا في التفتيش". كوني حريصة على ممتلكاتك : وتكمل "أم يوسف" : "بالفعل حيل الخادمات لا تنتهي، وأصبحت الخادمة تتوقع أمر تفتيشها قبل السفر، لذلك وجب على ربة المنزل أن تكون متنبهة وحريصة على ممتلكاتها وأموالها منذ أن تأتي الخادمة، وأن لا تعتمد فقط على التفتيش الروتيني قبل السفر، وأن لا تتهاون حال الإحساس بفقدان أي من مقتنياتها، فتبادر بسؤال الخادمة أولاً عن الغرض، فإذا استمر اختفاءه يصبح من الممكن تفتيش الخادمة سواء في غيابها أو حضورها حتى تشعر بأن هناك رقابة". هوس التفتيش إلا أن هناك بعض السعوديات تزداد لديهنّ حالة الشك لتصل إلى هوس، فهناك سيدة كانت تدعوني أكثر من مرة في الأسبوع لتفتيش عاملتها وتدفع لي الكثير من الأموال من أجل ذلك، والغريب أن عاملتها شديدة الأمانة ولم يسبق أن اكتشفت عليها أي حالة سرقة، فعلى السيدة أن تعي أن التفتيش من دون داعي يؤثر سلباً على الخادمة ويشعرها بالإهانة والتخوين إن زاد عن حده". وتضيف أم يوسف "الاحتياج للتفتيش يعتمد على الخادمة، فإذا لوحظ عليها سلوكيات غير أخلاقية مثل النظر في المقتنيات وفي الأغراض الشخصية، وعدم إحترام الخصوصية، وجب على السيدة توخي الحذر وإبعاد الأموال والمقتنيات الثمينة عن أعينها، والقيام بحملات تفتيش بين الحين والآخر سواء في وجود الخادمة أو في غيابها". شاركينا رأيك .. هل أنتِ مع أم ضد تفتيش العاملات؟