كلّ ما عليك معرفته عن الأحجار الكريمة التي اكتشفتها دار تيفاني أند كو.

كلّ ما عليك معرفته عن الأحجار الكريمة التي اكتشفتها دار تيفاني أند كو.

فالنتينا مارياني
1 سبتمبر 2023

أبطال قصّة دار "تيفاني أند كو."ليست المجوهرات الأيقونية ذات التصاميم المنحوتة فقط، مثل ابتكارات جان شلمبرجيه الشهيرة أو تلك التي صاغتهاعبقرية إلسا بيريتي. في الواقع، كتبت دار تيفاني صفحاتهامّة منتاريخ المجوهرات الراقية بفضل إرثها الغنيّ بالاستكشافات في ما يتعلّق بالماس والأحجار الكريمة ذات الألوان النادرة والغريبة.ويعود تقليد الاكتشاف الراسخ في إرثهاوالذي بدأ في عام 1876، إلىشغف المؤسس تشارلز لويس تيفاني. في العام المذكور، انطلق التعاونبينعالِم الجواهر الأمريكيجورج فريدريك كونز والشركة، وبدأت رحلة طويلة من البحوث عن أكثر الأحجار الكريمة استثنائية.وتطوّر تاريخ اكتشافات تيفاني في القرن العشرين مع العثور على ثلاثة أحجار رائعة، بفضل التزام الشركة ومثابرتها، وهي: المورغانيت والكونزيت والتسافوريت.

مورغانيت
مورغانيت

بتدرجاته الرقيقة النابعة من وجود مادة المنغنيز، والمتراوحةبين الوردي الباستيل والبنفسجي الباهت، إن المورغانيت هو أحد أرقى الأحجار الكريمة في عالم المجوهرات وأكثرها أناقة. لكنّ هذا الحجر الذي يربطه البعض بالحب والرومانسية، هو واحد من أحدث الأحجار الكريمة الموجودة. فلم يتمّ اكتشاف هذا النوع من البيريل سوى بحلول العام 1910، وذلك في مدغشقر. ولعبت دار تيفاني دوراً أساسياً في ذلك مع خبيرها جورج فريدريك كونز، واختارت الدار الأميركية اسم "مورغانيت" تكريماً للمصرفيّ والناشط الخيري النيويوركيالشهير جون بييربونت مورغان، الذي دعم قطاع المجوهرات بشكل كبير.

كونزيت
كونزيت

المورغانيت جزء من عائلة البيريل التي تضمّ أيضاً الزمرّد، والأكوامارين، والبيريل الذهبي، وبيريل هليودوروس، والبيكسبيت النادر للغاية. وبالتالي، يحتوي على سيليكات الألومينيوم بالنظام البلّوريالسداسي الشكل. يتميّز هذا الحجر بلمعانه وصلابته ونقاوته الممتازة، وهي صفات لم يدخلها الإنسان إلى أي أساطير أو خرافات قديمة كونه اكتُشف حديثاً، لكنه غالباً ما يُربطبعالم الأنثى. يبدو أيضاً أنّه يحثّ على الاستقلالية والتناغم والثقة بالنفس. فلا عجب فيأنّه خلال ثلاثينيات القرن الماضي، كانت التقاليد تقضي بتكريم الشابة التي تنطلق في المجتمع من خلال جوهرة مرصّعة بالمورغانيت.

سوار من البلاتين والذهب الوردي، مرصّع بالماس وحجر مورغانيت وردي بعيار 74.63 قيراطاً، من تيفاني أند كو.
سوار من البلاتين والذهب الوردي، مرصّع بالماس وحجر مورغانيت وردي بعيار 74.63 قيراطاً، من تيفاني أند كو.

بدوره، ينتمي حجر الكونزيتالثمين إلى عائلة السبودومين، وهو معدن من فئة البيروكسين. مرّة جديدة، كان جورج فريدريك كونز من اكتشف أوّل حجر كونزيت في عام 1902 في ولاية كاليفورنيا، وقد اتّخذ الحجر اسمه منه. وعلى الرغم من أنّه غير معروف لدى الكثيرين، إلاّ أنّه واحد من أبرز الاكتشافات في علمالأحجار الكريمة خلال القرن الماضي. تظهر أنواع مختلفة من الكونزيت الخام على شكل بلّورات منشورية كبيرة ممدودة ومسطّحة، مع أطراف غير منتظمة وخطوط طوليّة ودرجة وضوحٍ عالية تتراوح بين شفافة وشبه شفافة.

خاتم من تيفاني مرصّع بالزمرّد والصفير الدائريّ والتسافوريت والماس.
خاتم من تيفاني مرصّع بالزمرّد والصفير الدائريّ والتسافوريت والماس.

أحجار الكونزيت الوردية هي الأكثر شيوعاً والأكثر وجوداً في الطبيعة، كما أن كونزيت "تيفاني" هو في المقام الأول وردي اللون. لمعظم أنواع الكونزيتتدرجّات شاحبة، وحتّى لو تمّت محاولة لتكثيفاللون بطريقة اصطناعية(عموماً باستخدام أشعّة غاما)، يعود اللون تحت أشعة الشمس ليبدو شفّافاً.والجدير بالذكر أنّ حجر الكونزيت فسفوري، أي أنّه يبعث إشعاع الضوء حتّى بعد تعرّضه لمصدر ضوئي ساقط. وهذا التوهّج في الظلام بالتحديد هو ما يمنح الحجر لقب "حجر المساء الثمين". بالإضافة إلى ذلك، يسمح حجر الكونزيت لمَن يشاهده بأن يلاحظ الفوارق الدقيقة في اللون وحدّته، وذلك بحسب الزاوية التي يراه منها، وفقاً للظاهرة المعروفة باسم التعدّد اللوني. ويمكن أن نجد ألواناً أخرى من الكونزيت في الطبيعة، مثل البنفسجي والأخضر.

خاتم من الذهب الأبيض والبالاديوم يتوسّطه حجر كونزيت وردي بعيار 14 قيراطاً
خاتم من الذهب الأبيض والبالاديوم يتوسّطه حجر كونزيت وردي بعيار 14 قيراطاً

أخيراً، تمّ اكتشاف حجر التسافوريت في عام 1974، الذي نقدّره اليومللمعانه وتدرّجات ألوانه التي تتراوح بين الأخضر الشاحب والأخضر الداكن. في أواخر ستينيات القرن الماضي، اكتشف عالم الأحجار الكريمة الاسكتلندي الأصل كامبل بريدجز بالصدفةحجراً كريماً أخضر لامعاً ومشرقاً، وذلك في حديقة تسافو الوطنيةعلى مسافة قريبة من الحدود بين كينيا وتانزانيا في القارّة الإفريقية. وظنّاًبأنه نوع نادر جداً من الغرنيتذو لون فائق الحدّة، اهتمّت دار تيفاني أند كو فوراً بالأمر. وبعد مرور سنوات، قدّم رئيس الشركة آنذاك هنري ب. بلات في عام 1974 هذا الحجر إلى السوق العالمية، مطلقاً عليه اسم التسافوريت تكريماً للمكان الذي اكتُشف فيه.

خاتم مرصّع بالكونزيت من تيفاني
خاتم مرصّع بالكونزيت من تيفاني

حَظِي حجر التسافوريت النقيّ الخالي من الشوائب المرئية عند فحصه بالعين المجرّدة عن مسافة قريبة، بتقديرٍ خاص بسبب لونه المذهل ولمعانه الساطع. ثلاثة عوامل تميّزه عن الزمرّد: أوّلاً، للتسافوريت مؤشّر انكسار أعلى من مؤشّر الزمرّد، ممّا يعني أنّ الضوء الذي يتغلغل في حجر التسافوريت ينعكس بزاوية انكسار أكبر. ثانياً، للتسافوريت انكسار مزدوج للضوء الذي يدخل إلى الألوان التي تؤلّفه. وأخيراً، يساهم الانكسار الأحادي للتسافوريت في تركيز حدّة انتشار لونه، في حين أنّ الزمرّد ثنائيّ الانعكاس.

خاتم مرصّع بالتسافوريت
خاتم مرصّع بالتسافوريت