هزار الزدجالي

دمـج الاستدامة في تـجارة الأزياء بالتجزئة

مجلة هي

هزار الزدجالي

المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ "بوتيك مسقط"

تعد الموضة البطيئة والبساطة من الاتجاهات الرئيسة في الموضة المستدامة. وقد شهدنا هذا العام الكثير من المحادثات حول الرفاهية الهادئة على مستوى العالم، ولكن في الخليج أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى نشر الوعي حول قيمة الأزياء البطيئة والرفاهية الهادئة.

معظم جهودي في موقع RETAILCOACH.ME وموقع بوتيك مسقط مكرسة لدعم مصممي الأزياء وتجار التجزئة الناشئين في دول مجلس التعاون الخليجي، نعمل مع العلامات التجارية الإقليمية منذ عام 2008. نتفهم التحديات والعقبات التي تواجهها الشركات الصغيرة، وتجار وعلامات الأزياء الناشئة، ولا سيما فيما يتعلق بمحدودية الموارد. وندرك أن شراء المواد الصديقة للبيئة يمكن أن يشكل تحديا كبيرا. عند التعامل مع كميات أصغر من المواد، تصبح اعتبارات التكلفة محورية، وهو ما يؤثر في التوازن الدقيق بين النفقات والأرباح. إنه نهج عملي، مع إدراك أن مبادرات الاستدامة تحتاج إلى التوافق مع الديناميكيات والقيود المميزة التي تواجهها العلامات الصغيرة في مجال البيع بالتجزئة.

هزار الزدجالي  المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ "بوتيك مسقط"
هزار الزدجالي
المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ "بوتيك مسقط"

أحد أهم أسباب دخولي مجال الأزياء هو الأقمشة والخامات والتصاميم التقليدية في عمان. هناك طرق كثيرة لدمج الاستدامة والثقافة. اسمحوا لي أن أشارككم ثلاث طرق يمكن لأي علامة ناشئة أن تبدأ بها لتضمن الاستدامة في الأزياء أو العلامات التجارية للبيع بالتجزئة من خلال العمل مع الحرفيين المحليين، واختيار الحرف اليدوية التقليدية، وهي الحفاظ على المنسوجات التقليدية، والترويج للأزياء البطيئة المفضلة لدي، وهي القطع التي يمكن ارتداؤها مرارا وتكرارا، والتي تتميز بتصميم جميل وجودة تدوم طويلا.

اسمحوا لي أن أقسم الأمر إلى ثلاث طرق بسيطة لأي علامة تجارية قادمة تود إضافة الاستدامة إلى خط أزيائها. أولها العمل مع الحرفيين المحليين، إذ هناك شيء مميز حقا في التعاون مع الحرفيين المحليين. فنحن لا ندعم حرفتهم ومجتمعهم فحسب، بل نسهم في الحفاظ على المهارات التقليدية، وهو أمر ضروري للحفاظ على التراث الثقافي. هناك طريقة أخرى تتمثل في استخدام المنسوجات التقليدية. أعتقد أن هناك جمالا حقيقيا في إدراج المنسوجات التقليدية في تصميم الأزياء. دمج هذه الأقمشة في التصاميم الحديثة لا يكرم جذورنا الثقافية فحسب، بل يقلل أيضا من التأثير البيئي من خلال الترويج للمواد المتاحة محليا.

وأخيرا، وأعتبر هذه النقطة هي الأهم، هو تبني مفهوم الموضة البطيئة. الموضة البطيئة لا تركز على الكمية بل على الجودة. ومن خلال التركيز على التصميمات الخالدة والقطع المتينة، نشجع العميل على الاستثمار في الملابس التي تدوم طويلا، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تقليل النفايات، وتعزيز الاستهلاك الواعي. ولا تعتبر هذه الاستراتيجيات منطقية من الناحية التجارية فحسب، بل تعكس أيضا التزاما حقيقيا بمفهوم الاستدامة والتقدير الثقافي.