هكذا يعتاد طفلك سريعا على الصيام

لا يمكن تربية الاطفال تربية اسلامية بدون تعليم الطفل و تدريبه على صيام شهر رمضان، و يظل تشجيع الطفل على الصيام لغزاً محيراً، فعلى الرغم من حماس بعض الاطفال للصيام الا انهم يواجهون صعوبة غير متوقعة مع الصيام، و خاصة صعوبة الطفل في الاقلاع عن الماء مع حرارة الصيف، او صعوبة احساسه بالجوع الذي لم يتعود على تجربته مسبقا، لذلك يقع على عاتق الاسرة و على الام تحديدا ايجاد الوسائل المشجعة لطفلها على الاستمرار في الصيام، ومن ابرز هذه الوسائل:

التحدث عن فضائل رمضان

يجب في البداية التحدث مع الطفل عن فضائل هذا الشهر الكريم، و كذلك تعريفه بالايات القرانية و الاحاديث الشريفة التى تحض على الصيام، وكيف ان تحمل العطش و الجوع فيه ثواب عظيم عند الله، وان نغرس بداخله ان الصوم ليس فقط الامتناع عن الاكل و الشرب، بل ان شهر رمضان يرتبط بعدد من القيم مثل صلة الرحم و العطف على الفقراء و الصبر و مساعدة المحتاج و الصلاة في الجماعة و غيرها، فكل هذا سوف يساعد على اقناع الطفل بان يخوض تجربة الصيام حتى و ان وجد فيها صعوبة .

تقديم المكافات

من الطرق الجيدة لتشجيع الاطفال على صيام رمضان تقديم المكافات، ويفضل فى البداية عدم استخدام اسلوب العقاب، حتى لا ينفروا من هذا الشهر الكريم، مع الحرص على التنوع في افكار المكافات، و من ذلك، يمكن تحديد مكافاة عن كل يوم يصومه، او تعليق جدول في البيت يضم الثلاثين يوماً و هي ايام شهر رمضان المبارك، على ان يحفز الوالدين الطفل على الصيام باعطائه نجمة او علامة مميزة في الجدول امام اليوم الذي قام بصيامه، او تحفيزه بمكافاة عن كل يوم صامه مثل جعله هو الذى يقرر ما الطعام الذى تعده الام او ان ياكل الحلوى المفضلة له، و لكن يجب الانتباه بعد ذلك عندما يعتاد الطفل على الصيام انه يجب الكف عن استخدام اسلوب المكافات حتى لا يترسخ فى ذهنه انه يصوم حتى ياخذ مكافاة، فهذا يقتل روحانية و قيمة رمضان فى نفس الطفل على المدى البعيد .

التشجيع على مدار اليوم

من الجيد ان يقوم افراد الاسر بالثناء على الطفل على مدار اليوم لكيلا ينفد صبره، و التباهي به امام الاسرة لكي يمتلئ الطفل بالحماس لمواصلة الصيام، كما يمكن ان يكون التشجيع من خارج الاسرة ايضاً كالجيران و الاصدقاء و الجد و الجدة، ولا شك ان مدح الطفل بشكل مستمر و تشجعيه عند صيامه سيشعره بانه انجز عملاً يدفعه للمواظبة عليه بشكل مستمر.

اشراك الطفل في الحياة الرمضانية

من المهم اشراك الطفل في اعداد وجبات الافطار و السحور بوضع العصائر او السلطات، فهذا يمنحه شعور بالفرحة لانه شعور مميز خلال شهر رمضان، كما ان الحرص على تواجد الطفل منذ الصغر على مائدة الافطار، و خاصة تجمع الصائمين عند موعد الافطار و مشهد تناول التمر حين يرفع اذان المغرب لها اثر كبير في نفس الطفل، و يجعله يقبل على الصيام ليكون مثلهم، و يفضل كذلك اصطحابه الى صلاة التراويح، و اصطحابه لتقديم الطعام للفقراء و المساكين.

و اخيرا ... عزيزتي الام يجب ان تحرصي على ان يكون يوم الطفل الصائم بعيداً عن النشاطات البدنية المرهقة التي تسبب له العطش و الجوع، كما ليس هناك داع لايقاظه باكراً، بل دعيه ياخذ القسط الكافي من النوم، فيوم الصيام متعب للكبار فكيف هو حال الصغار، و يجب تنظيم يومه بشكل لا يتسبب في ارهاقه و تعبه لمساعدته على الصيام بشكل سليم، و احرصي على الاستماع الى طفلكِ عندما يشتكي من الجوع او العطش، وصبريه و اشغليه باي عمل يحب القيام به حتى ينسى شكواه.