مكاشفة.. الحب الأول والأخير!

يختلف كثيرون في تعريف ماهية الحب، فهناك من يحدده بمفهوم علمي ويصفه بأنه مجموعة من المثيرات الطبيعية التى ترسل من الحهاز العصبي إلى مراكز الشعور والإدراك في المخ، ثم تترجم هذة الإشارات إلى عبارات أو أفعال أو حركات تدل على هذا المعنى، وهناك من يصف الحب بأنه عبارة عن حاجة واحتياج يتشكل بهيئة عاطفة وأفكار إيجابية بين شخصين. مهما كان الاختلاف أو الاتفاق في تعريف الحب، لا ينكر أحد منا أنه موجود ككلمة مستعملة يوميا، وأنه موجود كمعنى في داخلنا بلا مفارقة لا ننفك عنه وإن ادعينا غير هذا. تختلف نظرية الإنسان للحب بين حب الطفولة وحب المراهقة وحب ما قبل الزواج وحب ما بعده، ولعل هذا مرتبط بحالة الإنسان في وقت من هذه الأوقات، لكن يبقى هنا السؤال الأهم، وهو أي حب يدوم، وأي حب يبقى متعلق بداخلنا، هل هو الحب الأول أم الحب الأخير؟. اختلف الشعراء والعلماء والكتاب في الإجابة على هذا السؤال، منهم من يقول إن الحب واحد فهو الأول والأخير معا، فيما يقول الشاعر العربي أبو تمام: نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى مـا الحـبُّ إلا للحبيـب الأوّلِ كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى وحنينُـه أبــداً لأوّلِ مـنـزلِ ويخالف هذا الرأي بعض الكتاب والشعراء قديما وحديثا، ومنهم على سبيل المثال الشاعر أبو الحسن الأصبهاني الذي يقول: دعْ حبّ أول من كلفتَ بحبّـه ما الحبّ إلا للحبيـبِ الآخـرِ ما قدْ تولى لا ارتجاعَ لطيبـه هل غائب اللذات مثل الحاضرِ هذا الاختلاف في الحب الأول والأخير أصدق دليل على ما قلناه وهو ارتباط هذا بالحالة المزاجية للإنسان، ولن يجيب على هذا السؤال أحد مطلقا غير المحب، لأنه سيعترف بينه وبين نفسه، هل الحب للحبيب الأول؟ أم أنه للحبيب الآخر؟، إنها مجرد مكاشفة ذاتية تحتاج للصدق، فكاشفوا أنفسكم وشاركونا رأيكم؟