حوار مجلة "هي" مع الإماراتية عذاري السركال المتخصصة في تنفيذ وتطوير البرامج التوعوية للقطاع السكني

تصوير: منة نبيل

عذاري السركال.. قصة ملهمة للشابات الإماراتيات اللاتي عرفن بشغفهن وتفانيهن في عملهن، إضافة إلى أعمالهن التطوعية الخيرية لخدمة الوطن. سعت إلى التميز، بعد أن نالت البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية من كليات التقنية العليا، وأكملت دراستها العليا، ونالت شهادة الماجستير بتقدير امتياز في الإدارة الهندسية من جامعة أبوظبي.

 اهتمامها بالطاقة والترشيد الاستهلاكي قادها للعمل في شركة أبوظبي للتوزيع. "هي" التقتها، وكان لنا معها هذا الحوار للتعرف إلى كيفية توعية أفراد المجتمع بأهمية الترشيد في استهلاك الطاقة، وجعله أسلوب حياة.

تطوعي لمكافحة “كوفيد- 19 ” مرحلة مفصلية في حياتي لكوني جندية لمحاربة هذا الوباء الذي سبب شللا للعالم

ما الدور الأساسي الذي تتضمنه وظيفتك بصفتك مهندسة إدارة جانب الطلب على الطاقة؟

متخصصة في تنفيذ وتطوير البرامج التوعوية للقطاع السكني، والتي تركز على الاستخدام الأمثل للموارد، وإعادة التفكير في العادات الاستهلاكية للمجتمع. أسهم من خلال وظيفتي في إنجاح البرامج التوعوية في الشركة أو خارجها، وتلك التي تقدم للمدارس والدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية. هذا إضافة إلى الفعاليات والمهرجانات الكبيرة، ومنها "بالعلوم نفكر"، و"مهرجان الشيخ زايد التراثي" وغيرها، بهدف توعية أفراد المجتمع بأهمية الترشيد في استهلاك الطاقة، وجعله أسلوب حياة.

كيف تجدين استعداد الحكومات والمؤسسات للتعامل والتكيف مع التنمية المستدامة؟

دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سلكت طريق التنمية في شتى المجالات، وما زالت على هذا الطريق، وستستمر في ذلك. بل إن أحد الأسباب الرئيسة لازدهار الدول يكمن في التعليم، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في خطابه الشهير الموجه إلى الشباب. وهو من وجهة نظري أحد العناصر الرئيسة للتنمية، وهذا يدل على حرص القادة على التنمية المستدامة، وتترجم المؤسسات في الدولة ذلك عبر مواكبة التنمية المستمرة والمستدامة، بهدف خدمة توجهات الدولة.

ما أهمية البرامج التوعوية في رفع الوعي والترشيد في استهلاك الطاقة؟ وكيف نجعلها أسلوب حياة؟

يتزايد الطلب على الكهرباء في إمارة أبوظبي لدعم النمو الاقتصادي والسكاني. وفي الواقع تضاعفت ذروة الطلب تقريبا خلال السنوات العشر الماضية. وعلى الرغم من أنّ أبوظبي ترتقي دائما إلى مستوى التحدي، وتُواصل توفير الكهرباء بطريقة موثوقة، فقد حان الوقت لنُعيد التفكير في عاداتنا الاستهلاكية. ومن وحي ذلك أتت أهمية التوعية، ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع في استهلاك الطاقة. فضلا عن ذلك، من المهم جدا وضع أهمية الصحة البيئية نصب أعيننا، حيث إن البيئة تحتاج من الإنسان عونا وجهدا للمحافظة عليها، ويأتي ترشيد استهلاك الطاقة ضمن الطرق الرئيسة للمحافظة على بيئة تتعايش بسلامة وصحة مع الإنسان.

ما دور المرأة المحوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ 

أسعى دوما لأن أكون متخصصة في مجال الاستدامة، ووضع برامج تستهدف أكبر شريحة من المجتمع وتنفيذ تلك البرامج وتطويرها.. كما أسعى أيضا لأن أكون قادرة على وضع برامج تخدم أهداف الدولة في هذا المجال، وإيجاد بيئة صحية وبرامج تهدف لخدمة القضايا البيئية، وتستشرف المستقبل. كما أننا محظوظون بقيادتنا الإماراتية التي تؤمن بالمرأة الإماراتية ودورها في المجتمع، وبأنها طاقة يمكن استغلالها لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة.

مثلت الشركة في برامج هادفة، حدثينا عنها؟ 

تخرجت في برنامج "الرائدات" تحت مظلة منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة من "مصدر"، والذي يتناول موضوعات حول المساواة بين الجنسين، والدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما جرى اختياري في منصة «زايد الملهم»، وذلك ضمن فئة القيادات النسائية في قائمة الملهمين اللاتي انضممن إلى المنصة، حيث تم اختياري قصة ملهمة تروى للشباب، ونموذجا لشابة إماراتية يحتذى بها في التفاني والإخلاص والجد والاجتهاد لتحقيق الطموحات والأهداف المرجوة في خدمة الوطن. كما مثلت الشركة في العديد من البرامج التوعوية التي تطرحها للمجتمع.

ما أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المرأة القيادية لريادة هذا النوع من التخصص؟

على المرأة القيادية في هذا المجال أن تجعل استدامة الموارد نصب عينيها، ومن ثم تعمل لخدمة هذا الهدف بإخلاص. ولا بد من الشغف المستمر للبحث والابتكار مرافقا في هذا المجال، إضافة إلى مهارات التعامل مع مختلف فئات المجتمع، بهدف ترجمة رؤية الترشيد وصنع جسر لإيصال هذه الرؤية إلى مختلف العقول واستيعابها بشكل صحيح.

ما التحديات التي واجهتك بصفتك امرأة إماراتية في قطاع يغلبه العنصر الذكوري؟

لعبت الصدفة دورها في أن تكون أول وظيفة لي في مصنع للكابلات، والذي يغلب عليه بطبيعة الحال العنصر الذكوري. إلا أن ذلك لم يكن عائقا لي، بل كان حافزا لعبور هذا التحدي، كما أنني وجدت دعما هائلا من والدي الذي كانت كلماته بمنزلة الوقود الذي يدفعني قدما لجعل ما أواجهه أسهل مما أتوقعه. وهنا أشكر جميع العاملين في ذلك المصنع، حيث إنهم لم يتأخروا في دعمي، بل كانوا خير موجهين ومشرفين.

ما رأيك في التجربة الإماراتية وتمكين المرأة؟ هل حققت المرأة اليوم طموحاتها وأثبتت دورها الريادي على النطاق العربي والعالمي؟

أطلقت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021، والتي توفر إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا لكل المؤسسات الحكومية (الاتحادية والمحلية) والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها، من أجل توفير حياة كريمة للمرأة، وجعلها متمكنة، وريادية، ومبادرة، وتشارك في كل المجالات العملية التنموية المستدامة. وأرى أن المرأة الإماراتية أصبحت مثالا يتحذى به في منطقة الشرق الأوسط، حيث إنها تبوأت المناصب القيادية، ولها إسهامات فعالة على المستوى المحلي والدولي، وما ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة التعاون الدولي، إلا مثال حي على نجاح وتميز المرأة الإماراتية على مستوى العالم.

إنجازاتك متعددة ومتنوعة في خط الدفاع الأول خلال جائحه كورونا، حدثينا عنها.

أعتبر التطوع أمرا مهما، لكونه يظهر الصورة الإنسانية للموظف، كما أن لدي صفات القيادة وتولي المسؤولية منذ وقت مبكر، وهو ما دعم أكثر دوري في الأعمال التطوعية. وكانت مشاركتي في العمل التطوعي في بطولة الأولمبياد الخاص عام 2008 من أول المساهمات لي. ومن منطلق شغفي بالعمل التطوعي وإحساسي بالمسؤولية تجاه وطني، تطوعت ضمن خط الدفاع الأول

لمواجهة وباء كوفيد19، حيث كان عملي في خدمة القطاع الصحي وخدمة المرضى المصابين بالفيروس على مدار الساعة، وذلك في المعازل والمحاجر. اعتبرت التطوع ضمن جهود الدولة لمكافحة كوفيد 19 مرحلة مفصلية في حياتي، لكوني جندية ضمن جنود الدولة لمحاربة هذا الوباء الذي سبب شللا للعالم. كما أن خدمة المرضى في هذه الظروف الصعبة، عزز في شغفي التطوعي الجانب الإنساني بشكل كبير في محاولة مني لرد جزء بسيط من أفضال الوطن والقادة علينا.

 أين تجدين نفسك الآن؟

أسعى لصناعة سيرة مهنية يفخر بها بلدي ووالداي وأسرتي.

ما طموحاتك المستقبلية؟

صناعة محتوى هادف ومبسط خاص بالطاقة والاستدامة يفيد شرائح المجتمع.

هل من هدف تسعين لتحقيقه؟

أن أكون في الصفوف الأولى للقيادات النسائية للدولة في مجال الطاقة والاستدامة.