حوار خاص مع مصممة المجوهرات العمانية شادية الاسماعيلية

حوار: منى سراج
تصوير: The Photo Loung / Oman
 
كم هو جميل أن يمر الإنسان بخبرات متنوعة. فالتنوع والتغيير، على الرغم صعوبتهما على نفوسنا، هما اللذان يبنيان القدرات ويصقلانها، لتصل في نهاية المطاف إلى ما جُبل عليه الإنسان، أو بتعبير أدق، إلى شغفه الأول. هذا ما شاهدناه في مصممة المجوهرات، شادية الإسماعيلية، الحاصلة على شهادتها الجامعية الأولى في المحاسبة، ثم الماجستير في المالية، عملت بداية كأول عُمانية في مجال حماية إيرادات النفط الخام من تذبذبات الأسعار في أسواق النفط العالمية، أو ما يُعرف بالـOil Hedging، في وزارة المالية العُمانية، ثم انتقلت بعد ذلك، إلى شركة تنمية نفط عُمان، وهي كبرى شركات النفط العُمانية، لتعمل كمديرة لصندوق التقاعد لموظفي الشركة، وفي مراكز أخرى قيادية متنوعة، ليس في مجال المحاسبة والمالية فحسب، وإنما في مجالات تطوير الموارد البشرية وغيرها. استمرت رحلة التنوع في الخبرات هذه ردحا من الزمان، ناهزت العشرين عاما، حينما قررت أن تعمل شيئا لمحبوبتها الأولى، وهي عالم التصاميم.     
 
لكن طموحها وشغفها بالمجوهرات دفعاها إلى عالم التصميم، فأسست مؤسسة «ديمة عمان» للمجوهرات، استوحت تصاميمها من وحي الفنون الإسلامية، وإضافة التراث الثقافي العماني عليها بأسلوب أنيق وفخم للغاية، ما أهلها لأن تصبح المصممة المفضلة للواتي يسعين إلى اكتساب أفضل الإطلالات بارتداء التصاميم المحلية، ولأصحاب الطبقة الراقية من المجتمع، والأسر الحاكمة. "هي" التقت بالمصممة شادية، لتحدثنا عن بداياتها ومشوارها وشغفها بعالم تصميم المجوهرات، وماركتها «ديمة عمان» وما تخطط له مستقبلا.
 
لأولئك الذين لا يعرفونك، هل لك أن تعرفينا عن شخصيتك؟
المعروف عني على النطاق الخاص والعام أنني إنسانة صادقة، وأمتاز بفضل الله تعالى بقدر عالٍ من الشفافية مع كل من يتعامل معي. عندما أقدم على عمل ما، فإنما أقدم عليه بعزيمة وإصرار، وعدم الاستسلام للتحديات التي كثيرا ما تكتنف أي عمل. كما أنني أهتم بالتفاصيل الدقيقة، ليقيني التام أنها هي المحك والحد الفصل بين ما هو راق وما هو دون ذلك؛ وأعتقد أن عملائي يعرفون عني هذه الخصلة. أحاول قدر المستطاع ألا يرتكز عملي على مجرد بذل العناية، وإنما على تحقيق غاية ونتيجة أيضا؛ لذلك أبذل قصارى جهدي لتجنب الإجابات وردود الفعل التي قد تعكس السلبية وقلة العزيمة والإصرار، ليس مع العملاء وحسب، وإنما مع المصانع أيضا. وهبني الله عز وجل زوجا مساندا، وأربعة أبناء رائعين.
 
ما الذي جذبك إلى عالم تصميم المجوهرات؟
منذ أيام الدراسة المبكرة وأنا شغوفة بالفنون التشكيلية، ولا أستطيع أن أحدد عاملا بعينه لأعزو إليه مسؤولية تحريك مشاعري نحو هذا اللون من الفنون، إذ وجدت نفسي، دونما شعور، منجذبة نحو كل ذي صلة بالتصاميم والجمال؛ ومع مرور الزمان وتعاقب السنين، تطور هذا الشغف إلى عشق لكل ما يتعلق بعالم الأحجار الكريمة، انطلاقا بمعرفة خصائصها واقتنائها، مرورا بالتعامل الفعلي معها في نطاق عصرنة المجوهرات التقليدية العُمانية، انتهاء بتوظيف هذا العشق في تصميم المجوهرات العالمية، لذلك، فإن هذا المجال بالنسبة لي كان أمرا حتميا ساقته السجية والميول الفطرية منذ النشأة الأولى. 
 
ما المواد والأحجار الكريمة التي تفضلين استخدامها؟
أستخدم المعادن الثمينة مثل البلاتين، والذهب الأبيض، والذهب الأصفر، والفضة جنبا إلى جنب مع مختلف أنواع الألماس والأحجار الكريمة ذات الجودة العالية.
 
وكيف استطعت خلال فترة وجيزة إبراز «ديمة عُمان» وتسويقها؟
حرصنا خلال السنوات الخمس الأولى لنشأة «ديمة عُمان» على تسويقها محليا وإقليميا ودوليا؛ ومن ذلك الحرص على المشاركة في المعارض الكبرى للمجوهرات، وإظهارها عبر وسائل الإعلام في المجلات الكبرى ومجلات شركات الطيران، والصحف؛ والمقابلات التلفزيونية والإذاعية؛ كل هذا باللغتين العربية والإنكليزية؛ كما حرصنا، في الوقت ذاته، على المشاركة في رعاية بعض الفعاليات المهمة.
 
ما الفئة التي تستهدفينها من خلال تصاميمك؟
أؤمن بأن توفير منتجات وخدمات متميزة يستدعي، من باب اللزوم، استهداف الفئة المناسبة من العملاء للماركة محل العرض. لذلك تركز «ديمة عُمان» على الشريحة التي تبحث عن التميز والمنتجات الحصرية والفريدة من نوعها، وذلك من حيث التصميم والجودة؛ وهذا ما أتاح لنا فرصة التفرد والظهور بتميز.
 
بحكم خبرتك، ما الاتجاهات الجديدة التي ترينها دارجة في عالم التصميم اليوم؟
من خلال متابعتنا لعروض الموضة العالمية، نرى أن بعض من أفكار 2013، مثل القلائد القصيرة ذات الحلقات المعدنية الكبيرة الحجم، والسلاسل الطويلة بحلقات كبيرة ومجوهرات المشوكة ما زالت باقية في تشكيلات عام 2014، مع بعض الإضافات، قد تبدو غريبة في المجوهرات، كالمسامير وغيرها من الخردوات المعدنية. وعلى صعيد الألوان، يظل التركيز في التصاميم على الدمج بين الأحجار الكريمة ذات الألوان التقليدية، مثل الياقوت الأحمر، والزمرد الأخضر، والسفير الأزرق، كما أن استخدام الأحجار أحادية اللون بدرجات اللون المختلفة سيكون دارجا كثيرا في عام 2014، شهدنا ذلك في تشكيلة «دونا كاران» Donna Karan، كما قدم «أوسكار دي لا رنتا» Oscar de la Renta تشكيلة من الألوان الصاخبة، مثل الأزرق الغامق والأحمر الياقوتي، وحجر الجمشت باللون الزهري الفاقع.
 
أما أساليب التصاميم، فهي تتراوح بين التصاميم العالية التفاصيل، والضخمة ذات الطابع التراثي، مثل التصاميم البيزنطية التي أطلقها «دولتشي آند غابانا» Dolce &Gabbana، ومجوهرات ذات تصاميم بسيطة وناعمة، التي تتميز بتشطيب لامع، فهذه جميعا ستكون أساس الاتجاهات الجديدة أيضا.
 
تابعوا الحوار كاملا مع مجموعة من الصور في عدد مجلة هي لشهر فبراير 2014.