النصيحة الأكثر فائدة

النصيحة الأكثر فائدة

مجلة هي

حياتي اليوم في توازن جيّد. فحين انضممت إلى "بوشرون" قبل ثمانية أعوام، كنت أعمل بشكل لا يصدّق، وفي بعض الأحيان لعشرين ساعة في اليوم، وحتى في عطلة نهاية الأسبوع. فعرفت منذ وصولي إلى الشركة ما أريد فعله بالضبط، وكان من الضروري أن أشرف على كل شيء، وأتخذ معظم القرارات، للتأكّد من أننا ذاهبون في الاتّجاه الصحيح. لكن ذلك النمط في ليس مستداما، والتوكيل والتفويض ضروريان في مرحلة ما خلال نمو الشركة.

وأتذكر أننا حين أعدنا افتتاح بوتيك ساحة "فاندوم" في نهاية عام 2018، وبعد أن اهتممت بكل تفصيل متعلق بالمكان، لأنه تجسيد ملموس لتصوّري لدار "بوشرون"، واجهنا مشكلة في المبنى وتسرّب ماء حاولت إيقافه بيديّ، إلى جانب مديرنا التجاري. هذا الموقف تحديدا جعلني أدرك أنني لن أستطيع مواصلة العمل بهذا الشكل للسنوات العشر التالية، فدعوت فريق العمل لاجتماع، وأخبرتهم بأنني في يناير 2019 سأسلمهم مفاتيح "المنزل" ليهتمّوا به.

شككوا في كلامي، لأنهم ظنّوا أنني لا أستطيع التوقف عن التحكّم بكل شيء، لكنني بالفعل ألغيت كل مواعيدي في الأول من يناير، وبدأ التغيير.

لمدة عام كامل، كانت الشركة في حالة بلبلة، لأن الجميع كان معتادا على أن كل القرارات تأتي منّي، ومترددا في اتخاذ أي خطوة، فاستغرق الأمر عاما كاملا حتى وجدوا تنظيما جديدا وحوكمة جديدة للشركة.

عملي الآن صار أكثر توازنا، حيث أمضي ثلث وقتي في دعم الشركة و"تلميع" صورتها عبر لقاءات متواصلة ومبرمجة مع شخصيات مهمة ومع أهم وسائل الإعلام العالمية، ومن بينها مجلتكم التي أعتز بعلاقتي الشخصية مع أسرة تحريرها، وخاصة مع رئيسة التحرير مي بدر. وأكرس الثلث الثاني لوضع الاستراتيجيات والتفكير في المستقبل. وأخصص الثلث الأخير لإرشاد أعضاء فريقنا وتوجيههم. وبفضل ذلك، صار بإمكاني تمضية المزيد من الوقت مع ولديّ.

وأعتقد أن النصيحة الأكثر فائدة في حياتي كانت من والدي الذي كان دائما ينصحني بأن أعتمد على نفسي، وألا أتّكل يوما على رجل، وذلك لا يعني ألا أحب رجلا، بل أن أعمل وأكون مستقلة، وأن أحرص على امتلاك القدرة على أن أكون قوية بمفردي، وأخصص الكثير من وقتي للعائلة والأولاد.

Credits

    HÉLÈNE POULIT-DUQUESNE

    الرئيسة التنفيذية لدار "بوشرون"

    CEO OF BOUCHERON