التمسّك بالعلاقات السامة إحدى سبلّها...إليكِ سلوكيات تحطم ثقتك بنفسكِ... تخلّي عنها نهائيًا

التمسّك بالعلاقات السامة إحدى سبلّها: سلوكيات تحطم ثقتك بنفسكِ.. تخلّي عنها نهائيًا

رحاب عباس

من اليوم فصاعدًا عليكِ مراقبة نفسكِ؛ فإذا كنتِ تُعانين من تدّني ثقتك بنفسكِ وتقديرك لذاتكِ، فستجدين الكثير من النقاط المذكورة خلال السطور القادمة وعبر موقع " هي "مألوفة لكِ، وربما هي من عاداتك الروتينية التي أصبحت جزءًا من حياتكِ، والتي ربما كنت تقومين بها عن حسن نيّة دون أن تدركي آثارها المدمّرة عليكِ.

لذا تعرفي معنا عليها، وابدأي على الفور بالعمل لتغييرها، والتغلب عليها؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتور ليلى عبد القادر من القاهرة.

تعلّقكِ بالماضي

التعلق بالماضي أحد السلوكيات المدمرة لثقتك بنفسكِ
التعلق بالماضي أحد السلوكيات المدمرة لثقتك بنفسكِ

وبحسب دكتورة ليلى، إن كنتِ ممّن يعيشون أسرى لتجارب الماضي السيئة، ويستمرّون في تذكّرها وجعلها السبب الرئيس وراء كلّ ما يحدث لهم في الحياة، فأنتِ بلا شكّ تحطّمين ثقتكِ بنفسك يوميًا بما تفعلين؛ فعندما تستمرّي في التفكير في الماضي والتأكيد عليه، فأنتِ تقوّي أثره السلبي عليكِ، وتجعلينه يتأصلّ في حياتكِ يومًا بعد يومًا. إنّكِ ببساطة تجعلين منه شمّاعة تعلّق عليها كلّ ما يحصل معكِ اليوم. فلا تتعلّمي من أخطائك ولا تتطوّري ولا تبني ثقتكِ بنفسك كما يجب.

لذا تذكّري دومًا أن ماضيكي لا يساوي حاضركِ. أيًّا كانت التجارب السيئة التي مررتّي بها فيما مضى، فهي قد انتهت ولا سلطة لها على حياتك اليوم. فاتركيها حيث تنتمي، وامضِّي قدمًا في حياتك؛ وتأكدي أنكِ لن تستطيعي عيش حاضركِ بسلام إن لم تتصالحي مع ماضيك وتتقبّل ما حصل فيه.

قولكِ " نعم" لكل شيء

قولكِ نعم لكل شيء أحد السلوكيات المدمرة لتطوير ذاتك
قولكِ نعم لكل شيء أحد السلوكيات المدمرة لتطوير ذاتك

وأضافت دكتورة ليلى، إن استمرارك في قول: "نعم" على الدوام ينبع في الواقع من رغبتكِ في الشعور بأنّ الآخرين في حاجة إليكِ؛ وحينما تبالغين في موافقة الآخرين على كل شيء، سينتهي بكِ الأمر مستسلمة لرغباتك، وهو ما سيجعلكِ تربطين ثقتك بنفسكِ بمدى قبول الآخرين بكِ.

هنا عليكِ أن تتعلمي أن تقولي "لا" للأمور التي لا تريدينها ولا ترغبي في القيام بها، وكذلك ضعي حدودًا لعلاقاتك مع الآخرين، وتذكّري أنكِ أنتِ الوحيدة المخوّلة بإعطاء قيمة لذاتكِ، وليس الآخرون.

مبالغتك في الأعتذار

مبالغتك في الاعتذار أحد اسباب انهيارك دون ان تبذلي جهدًا لذلك
مبالغتك في الاعتذار أحد اسباب انهيارك دون ان تبذلي جهدًا لذلك

أوضت دكتورة ليلى، أن إحدى أفضل السبل لتحطّم ثقتك بنفسك دون أن تشعري هي مبالغتك في استخدام كلمة "آسفة" أو مرادفاتها. في كل مرّة تعتذري فيها فأنتِ تخبري عقلكِ بأن لديكِ سببًا مقنعًا للشعور بالأسف؛ حتى وإن لم يكن حقيقيًا، ولن يمضي الكثير من الوقت حتى تبدأي بالشعور أنكِ مدينة للآخرين من حولكِ بشيء ما، ثمّ ستبدأ ثقتك بنفسك في الانهيار شيئًا فشيئًا دون أن تبذلي جهدًا لذلك.

وهنا عليكِ التوقّف عن الاعتذار في كلّ حين وعن كلّ شيء؛ وحينما يحصل أيّ موقف سيء أمامكِ، اسألي نفسكِ دومًا إن كان لكِ يدٌ فيما حصل، وفي هذه الحالة فما هو السبب الذي دفعك للتصرّف على هذا النحو. إن رأيت أنكِ قد تسبّبتين في إيذاء أحدهم أو إلحاق الضرر به، فعليكِ فقط الاعتذار لتصحيح خطئكٍ. وإلاّ فأنتِ تبالغين في اعتذاراتك وتحطّمين ثقتكِ بنفسكِ.

هوسّك بالعيوب الصغيرة

هوسك بالعيوب الصغيرة أحد السلوكيات  المدمرة  لشخصيتك
هوسك بالعيوب الصغيرة أحد السلوكيات  المدمرة  لشخصيتك

أشارت دكتورة ليلى، إلى أن كثيرًا ما يدمّر الأشخاص ثقتهم بأنفسهم نتيجة لنمط تفكير يُسمّى "تأثير بقعة الضوء" أو الـ "Spotlight Effect". وبحسب الدكتور إيتامار شاتز  ItamarShatzمن جامعة كامبريدج، فهذا التفكير يدفعكِ لتضخيم الطريقة التي يرى بها الآخرون عيوبكِ الظاهرية أو يحكمون عليها؛ على سبيل المثال، إن كنتِ تعتقدين أن مظهر شعركِ سيء اليوم، وبقيت تفكّرين طوال الوقت في كيفية رؤية الآخرين لشعركِ، أو قضيت نهاركِ قلقًة ومُحرجًة ممّا قد يقولونه عنه، فأنتِ على الأرجح تعانين من تأثير "بقعة الضوء" الذي يجعلكِ تبالغين في التفكير في مدى ملاحظة الآخرين لهذا الأمر واهتمامهم به.

هنا يُمكنكِ التغلّب على هوسك الناجم عن الـ Spotlight Effect بالتركيز على الخارج أكثر من التركيز على داخلك؛ لذا حاولي أن تراقبي ردّة فعل الآخرين اتجاهكِ، وستكتشفين أنّ ما كنتِ تركّزين عليه من عيوب قد لا يلحظه الآخرون.

تجاهلّكِ مشاعركِ الخاصة

تجاهلكِ مشاعرك الخاصة  سيدمر ثقتك بنفسك
تجاهلكِ مشاعرك الخاصة  سيدمر ثقتك بنفسك

أكدت دكتورة ليلى، أن الكثيرات من النساء يملنّ إلى تجاهل مشاعرهن الخاصّة أو الحكم عليها، من دون السعي بصدق لفهمها ومعرفة ما تحاول هذه المشاعر قوله لهن. إذا كنتِ تتجاهلين مشاعركِ الخاصّة، وتبدأي في لوم نفسكِ على كلّ شيء، فسينتهي بكِ الأمر مُهملة ذاتكِ متخلية عنها، ممّا يدمّر ثقتك بنفسك.

عمومًا، في كلّ مرّة ينتابكِ فيها شعور معيّن قوي كالحزن الشديد أو الغضب الشديد مثلاً أو غيرها من المشاعر؛ عليكِ الجلوس مع نفسكِ لبعض الوقت، وحاولي أن تفهمي السبب وراء ما تشعرين به. كذلك يجب أن تكوني صادقة مع نفسكِ قدر الإمكان ولا تخجلي من مشاعرك السلبية. فهي مشاعر طبيعية تنتاب الجميع.

طريقة ارتداء ملابسكِ

طريقة ارتداء ملابسكِ ستهز ثقتك بنفسك وبقدراتك تدريجيًا
طريقة ارتداء ملابسكِ ستهز ثقتك بنفسك وبقدراتك تدريجيًا

من ناحية أخرى، أكدت دكتورة ليلى، أن الآخرون ليسوا الوحيدين الذين يحكمون علينا من مظهرنا الخارجي، فنحنُ أيضًا نبني صورًا نمطية عن أنفسنا اعتمادًا على مظهرنا. لذا غيّري طريقة لباسكِ وستتغيّر مشاعركِ بناءً على ذلك.  على سبيل المثال: "ارتدائك ثياب واسعة جدًا أو ذات ألوان غامقة كئيبة، أو اختيارك ملابس غير متناسقة معًا بشكل عام، كلّها ستعطي عنكِ انطباعًا بأنكِ غير قادر على تحمّل المسؤولية كما يجب، وبمجرّد أن يبدأ الآخرون في رسم هذه الانطباعات عنكِ، ستبدأين أنتِ أيضًا بتصديقها والإيمان بها، لتهتز ثقتك بنفسكِ وبقدراتك تدريجيًا.

وهنا  ليس من المفروض عليكِ أن تكوني مطّلعة على أحدث صيحات الموضة، أو قادرة على شراء ثياب من الماركات العالية الراقية؛ إذ يُمكنكِ اختيار ملابسكِ من متجر عادي جدًّا وبسعر مناسب، والحرص في الوقت ذاته على أن تكوني مناسبة لكِ فتزيد ثقتك بنفسكِ.

مبالغتك في مدح الآخرين

مبالغتك في مدح الآخرين أحد السلوكيات التي ستقلل تقديرك لذاتك مدى حياتك
مبالغتك في مدح الآخرين أحد السلوكيات التي ستقلل تقديرك لذاتك مدى حياتك

لفتت دكتورة ليلى النظر، إلى أن هذا الأمر كثيرًا ما تقوم به الفتيات. إنّهن يحطّمن ثقتهن بأنفسهن من خلال المبالغة في مدح الآخرين. عندما نركّز على إيجابيات الآخرين ونبالغ في ذكرها والإشادة بها، سنبدأ لا إراديًا في النظر لأنفسنا بطريقة سلبية، ومقارنتها بالغير، ممّا يقلّل من تقديرنا لذاتنا وبالتالي فقدان الثقة بالنفس تدريجيًا.

وهنا ليس عليكِ التوقّف عن مدح الآخرين بالطبع، لكن راقبي نفسكِ، ووضعي حدودًا لمجاملاتك. امدحي الآخرين بصدق عندما ترّين فيهم أو في تصرّفاتهم ما يستحقّ الثناء حقًا وابتعدي عن التملّق، والمجاملة لكسب ودّهم وحسب.

تمسككِ بالعلاقات السامة

تمسكك بالعلاقات السامة أحد أسباب انهيارك
تمسكك بالعلاقات السامة أحد أسباب انهيارك

وبحسب دكتورة ليلى، تذكّري على الدوام: "أنتِ نسخة عن الأشخاص الذين تقضين معهم غالبية وقتك". إن كنتِ تقضي جزءًا كبيرًا من وقتك مع أناس لا يعرفون قيمتكِ الحقيقية، ولا يدعمونكِ عند الحاجة، ويتفنّون في أذيتكِ أو إشعارك بأنّكِ لا تستحقّين أن تعيشي على نحو أفضل. إن كنتِ تعيشين حول هذا النوع من الأشخاص فأنتِ على الأرجح تتعرّضين إلى الاضطهاد العاطفي "Emotional Abuse"، ولن يمرّ الكثير من الوقت حتى تنهار ثقتكِ بنفسكِ وتنهاري أنتِ معها.

لذا اختاري صداقاتك وعلاقاتك بحذر؛ وقيّمي علاقاتك مع الآخرين، وحدّدي الأشخاص الذين لهم تأثير إيجابي على حياتكِ، ثمّ اسعَي لقضاء أطول وقت ممكن معهم. من ناحية أخرى، اقطعي علاقاتك مع كلّ من يشعركِ بأنّك لا تستحقي المعاملة الجيّدة، وإن كان لابدّ من إبقاء هذه العلاقة، فاحرصي حينها على قضاء وقت أقل مع هؤلاء الأشخاص.

مقارنة نفسكِ بالآخرين

مقارنة نفسكِ بالآخرين سيجعلكِ معدومة الثقة
مقارنة نفسكِ بالآخرين سيجعلكِ معدومة الثقة

وأخيرًا، هل سبق لكِ أن سمعتي بهذه المقولة:"الشخص الوحيد الذي يجب عليكِ أن تقارني نفسكِ به هو أنت فقط"!؛ أتعلمين الحكمة من هذه  المقولة؟، ذلك أنّك في كل مرّة تقارنين فيها نفسكِ بشخص آخر، فأنتِ تقلّلين من قيمة ذاتكِ وثقتك بنفسك. كما لو أنكِ تقول لنفسكِ: "أنا غير مؤهلة لتحقيق هذا الأمر مقارنةً بهذا الشخص، أنا أقلّ مستوى منه" وشيئًا فشيئا، ستبدأين في رؤية الجميع أفضل منكِ وأنّكِ لا تستحقّي حتى أن تكوني على مستوى توقّعاتك لنفسكِ لينتهي بك الأمر معدومة الثقة.

هنا أكدت دكتورة ليلى، أن عليكِ أنتتذكّري دومًا أنّ لكل شخص في هذا العالم هدفه الخاصّ وطريقه المميز في الحياة. نجاح أحدهم في حياته لا يعني أن عليكِ أن تسلكّي دربه أنت أيضًا، فمعنى النجاح بالنسبة لكِ قد يكون مختلفًا. لذا احرصي دومًا على أن تكون مقارناتك مع نفسكِ فقط. قارني نفسك دومًا بالشخص الذي كنتِ عليه في الماضي وليس بأي شخص آخر على وجه الأرض. عمومً، إن لم تحبّي نفسكِفلن تستطيعي حبّ غيركِ؛ وإن لم تثقي بنفسكِ فلن تتمكّني من الوثوق بالآخرين.