التغلب على صعوبات التعلم وأكثر .. فوائد تقيمات الأداء النفسي والتربوي لأطفال المدارس

يسعى الآباء والأمهات بجهد كبير وحرص أكبر إلى معرفة المستوى التعليمي والمعرفي الفعلي لأبنائهم، ليكونوا على دراية بمواطن الضعف التي يعانون منها لتقويتها، ومواطن القوة لتعزيزها، ويفيدهم في ذلك تقييمات الأداء النفسي والتربوي، لأنه يكشف لهم بوضوح عن قدرة أبنائهم المعرفية والتعليمية والسلوكية، وقوة تركيزه، ودرجة انتباهه، ما يساعدهم في سرعة إيجاد حلول في حال اكتشاف قصور في أي منها، ومن ثم التدخل العلاجي وتقديم الدعم لهم في الوقت المناسب.

ولعل من أهم فوائد تقييمات الأداء النفسي والتربوي، الكشف عن قدرات الطفل التفكيرية التي تشمل كل من، العمليات النفسية أو التفكيرية مثل : الذاكرة ، الانتباه ، معالجة المعلومات ، والأداء التنفيذي. والتي ويتم قياسها باستخدام اختبارات الذكاء، وكذلك التحصيل الأكاديمي مثل : القراءة ، الكتابة ، الحساب ، واللغة الشفوية. ويتم قياسها باستخدام اختبارات التحصيل الأكاديمي، وتقييم السلوك الاجتماعي والانفعالي.

وتفصيلاً، ولأهمية هذا الموضوع وبالتزامن مع موسم العودة للمدارس، نقدم لكل الأباء والأمهات هذا المقال عن أهمية تقييمات الأداء النفسي والتربوي لأبنائهم، من خلال سونيا سينغال، أخصائية التقييم الرئيسية في مركز ثرايف للصحة النفسية.

أهمية تقييمات الأداء النفسي و التربوي

يعد اجراء تقييمات الأداء النفسي التربوي ضرورة ملحة في الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص إذ يخضع التعليم فيها لتحولات جذرية حيث زيادة الوعي والأهمية المتزايدة أدائها.

ويقدم هذا النهج القائم على الأدلة رؤى لا تقدر بثمن لفهم ودعم الطلاب، وزيادة تجاربهم التعليمية وفرص نجاحهم، وبمعنى أكثر توضيحاً،  تقييمات الأداء النفسي والتربوي هي عملية تقييم متعددة الأبعاد تتجاوز الأداء الأكاديمي لتحليل قدرات الطلاب العقلية و صحتهم النفسية وأساليب تعلمهم حتى يمكن تخصيص خطة تعليمية أفضل لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

كما أنها تساعد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم في الحصول على الدعم والتدخل المناسبين لهم في المدرسة، وتعلم مهارات الدراسة الفعالة لتطبيقها في المنزل، وتساعدهم أيضا لفهم أنفسهم بشكل أفضل لتحقيق المزيد من النجاح بشكل عام.

كيف يمكن أن تساعد تقييمات الأداء النفسي و التربوي المعلمين والوالدين والطالب؟

إذا تلقى المعلمون تقرير التقييم في وقت مبكر من العام الدراسي، يمكن أن يكونوا أكثر إدراكاً واستعداداً لتخصيص وتكييف البرنامج الأكاديمي لتلبية احتياجات الطالب الخاصة طوال العام الدراسي، كما أنه كلما بدأ الطالب في الحصول على الدعم التعليمي في وقت أبكر، زادت فرصه في تطبيق مهارات جديدة خلال العام الدراسي. بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي إذ يمكن أن تقدم تقييمات الأداء النفسي و التربوي للآباء رؤى ليس فقط حول مهارات أطفالهم الأكاديمية، ولكن أيضاً حول صحتهم النفسية ومهاراتهم الاجتماعية، الأمر الذي يجعل هذا النهج مثمراً في تنمية ذكاء الطلاب، واعدادهم لمستقبل متوازن.

فوائد تقييمات الأداء النفسي والتربوي للبالغين

لا تتوقف أهمية تقييمات الأداء النفسي والتربوي على أطفال المدارس فقط، إذ أنها مهمة للبالغين أيضاً كونها تساهم بشكل رائع في تقييم الأداء العقلي والعصبي البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، فكيف يساهم ذلك في تحقيق نجاحهم في العمل؟

إن تزايد الوعي والدعم في أماكن العمل للبالغين الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ولكن مع ذلك لا يزال هناك عقبات أمام تلقي الدعم الكافي في العمل، بحيث يمكن أن يقدم تقرير تقييم الأداء العقلي والعصبي الرسمي لصاحب العمل شرحاً واضحاً لتشخيص الموظف، ومعرفة كيفية تأثير ذلك عليه، ووجود رؤى لفهم كيفية زيادة إنتاجية الموظف وفعاليته في العمل.

كما أشارت سونيا سينغال إلى أن التقييم يسلط الضوء على نقاط قوة الموظف ونقاط الصعوبات التي يواجهها والتسهيلات التي قد تكون ضرورية لدعم الموظف في تحقيق النجاح المهني.

رؤية الإمارات في العملية التعليمية

وختاماً، تتوافق الأهمية المتزايدة لتقييمات الأداء النفسي والتربوي مع رؤية الإمارات في 2021، التي تضع التعليم والمعرفة في مقدمة تنميتها الوطنية وذلك من خلال الممارسات الابتكارية التي تستعد الإمارات لتعزيز موقعها كقائد عالمي في مجال التعليم وتزويد طلابها بالأدوات التي يحتاجونها للتفوق في عالم متغير و متطور باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأهمية المتزايدة لدعم البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) في مكان العمل، من خلال تقييمات الأداء العقلي والعصبي نضمن بيئة عمل أكثر إنتاجية ونجاحاً في الإمارات.