سنة أولى زواج

من المؤكد أن أجمل سنوات الزواج أولها لما يكون فيها من أحداث ومناسبات وذكريات تبقى طوال فترة الزواج، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون من المقبلين على الزواج أن أصعب سنوات الزواج هي أيضا أولها، وهي سنوات مهمة في تشكيل ملامح تلك الحياة الزوجية التي ستنشأ بعد ذلك والتي سوف تحدد استمرارية هذا الزواج من عدمه.
 
يشتكي الكثير من حديثي الزواج مستغربين أن أكثر المشاكل الزوجية كانت في بداية الزواج رغم الحب الذي يجمع الطرفين والرغبة في العيش معاً، وهذا صحيح ويعود ذلك لعدة أسباب.
 
يقول الاستشاري الأسري سعيد الطيب: إن أول سنة في الزواج هي سنة حساسة جداً ومهمة جداً في بناء الأسرة ككل، ونجد أن كثير من حالات الطلاق تحدث في هذه السنة وكثير من الخلافات الكبيرة تحدث أيضاً في هذه السنة، وذلك بسبب أن الزوجين يكونان من بيئتين مختلفتين وبالتالي ثقافتان مختلفتان، ما يعني اختلافا في الطباع والقناعات والتصرفات، وعند أول تجربة للحياة المشتركة تبرز كل هذه الصفات وكذلك العيوب والعادات السيئة من كل طرف عن دون قصد، هذا الاختلاف يكون عكس التوقعات تماماً من قبل الزوجين، ما يسبب غضب كل طرف من الآخر، ظناً منهما أن هذا يدل على عدم التوافق والانسجام، وأن تلك الحياة الزوجية سوف تكون مليئة بالمشكلات، فيتخذ الكثيرين قرار إنهاء هذا الزواج.
 
لتفادي كل ذلك ينبغي على الزوجين أولا الاقتناع الكامل أنهما مختلفان وأن لكل منهما أسلوب معيشي مختلف ويجب تقديم بعض التنازلات أو حتى بعض التغيرات والتعديلات على ذلك الأسلوب المعيشي حتي يتوافق مع الطرف الثاني. وكذلك على الطرفين عدم تأجيج المشاكل، وأن تبقى في إطار البيت وألا تخرج إلى الأهل خصوصاً، خاصة أن الدراسات أثبتت أن معظم المشاكل الزوجية في بداية الزواج نبعت من أمور صغيرة جداً، وأنها لن تتكرر بعد طول العشرة والتعود والتأقلم بين الزوجين.
 
ومن المهم أيضاً أن يعلم كلا الطرفين أن أي تصرف خاطئ من أحدهما هو ليس تصرف مقصود موجه، وأن الحياة الزوجية لا سيطرة فيها لشخص على الآخر، بل هي حياة مشتركة بكل معنى الكلمة. كما أن الصراحة بين الزوجين والتعبير عن ما بداخل كل منهما بشكل واضح ومباشر يساهم في فهم كل طرف للأخر، والتريث في حل المشكلات والاختلافات هو السبيل الأفضل للحفاظ على حياة زوجية سعيدة.