في اليوم العالمي لسرطان الرئة.. تجنبوا هذا المرض بطرق فعالة

يصادف اليوم الأول من أغسطس، اليوم العالمي لسرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطانات خطورة وشيوعاً بين المدخنين في المقام الأول، كما يُعد سرطان الرئة السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم.

ينشأ سرطان الرئة في الرئتين اللتي تعملان على سحب الأكسجين عند الشهيق وإطلاق ثاني أكسيد الكربون عند الزفير، فيما يُعرف بإسم عملية التنفس الطبيعية التي تتيح للجسم العمل والبقاء على قيد الحياة.

ويأتي التدخين في طليعة الأسباب المؤدية للإصابة بسرطان الرئة بحسب المختصين، مع العلم أن الأشخاص غير المدخنين قد يصابوا أيضاً بهذا المرض الخطير بحسب ما أفاد موقع "مايو كلينك"، مشيراً إلى أن خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الإنسان.

لكن الخبر السار الذي يزفه خبراء الصحة، هو أن الإقلاع عن التدخين والإلتزام بنمط حياة صحي خالي من أي نوع من أنواع التبغ والملوثات الكيميائية التي تقف سبباً آخر وراء الإصابة بسرطان الرئة، يمكن أن تقلل من الإصابة بهذا السرطان القاتل.

لذا اخترنا اليوم، ضم صوتنا إلى أصوات الكثيرين من الأطباء والمختصين الذي يدعون المدخنين للإقلاع عن هذه الآفة ومساعدة أنفسهم في التمتع بحياة صحية خالية من الأمراض وعلى رأسها سرطان الرئة.

كما نستعرض وإياكم لأسباب وأعراض سرطان الرئة، مضاعفاته، وطرق الوقاية منه في تقرير مفصل اليوم.

أسباب وأعراض سرطان الرئة

قبل الدخول في الأسباب والأعراض، لا بد من الإشارة إلى أن سرطان الرئة له نوعان رئيسيان هما:

1. سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: ولا يحدث هذا النوع تقريبًا إلا لدى المدخنين الشرهين أي الذين يستهلكون عدداً كبيراً من السجائر يومياً، وهو نوع أقل شيوعًا.
2. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة: هو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة، تشمل سرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغُدي وسرطان الخلايا الكبيرة.

وكما أسلفنا، يرى الأطباء أن التدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الرئة كونه يعمل على إتلاف الخلايا المُبطنة للرئتين. إذ أنه وعندما تستنشق دخان السجائر المليء بالمواد المُسببة للسرطان (المواد المُسرطنة)، فإن تغييرات عدة تبدأ في أنسجة الرئة على الفور تقريبًا.

وتلعب عوامل خطر أخرى، أسباباً وراء خطر الإصابة بسرطان الرئة هي على الشكل التالي:

• التعرض للتدخين السلبي: إذ تزداد فرص الإصابة بسرطان الرئة بتعرضك للتدخين السلبي حتى ولو كنت غير مدخن.
• العلاج الإشعاعي السابق: إذا كنت قد خضعت للعلاج الإشعاعي للصدر لعلاج نوع آخر من السرطان، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
• التعرض لغاز الرادون: وينتج الرادون من خلال التحلل الطبيعي لليورانيوم في التربة والصخور والماء، ليصبح في النهاية جزءًا من الهواء الذي نتنفسه. وقد تتراكم في أي مبنى أو منزل، مستويات خطيرة من غاز الرادون دون علم القاطنين فيه.
• التعرض للأسبستوس والمواد المسرطنة الأخرى: يمكن أن يؤدي التعرض في مكان العمل للأسبستوس والمواد الأخرى المعروفة بأنها تُسبب السرطان مثل الزرنيخ والكروم والنيكل، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، خصوصاً إذا كنت مدخنًا.
• تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة: تزيد فرص الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو إخوتهم أو أبناؤهم به.

في البداية، قد يكون الجسم قادرًا على علاج هذا الضرر. ولكن مع كل تعرض متكرر، تتلف الخلايا الطبيعية المُبطنة للرئتين بشكل متزايد. وبمرور الوقت، يتسبب التلف في عمل الخلايا بشكل غير طبيعي، ليتطور السرطان في النهاية.

فيما يخص أعراض سرطان الرئة، فإن لا يتسبب عادة بأية علامات أو أعراض واضحة في مراحله الأولى. لكن ومع تقدم المرض، فإنه قد تظهر الأعراض التالية:

• سعال جديد لا يزول.
• سعال الدم، ولو بكمية قليلة.
• ضيق النفس.
• ألم في الصدر.
• بحة الصوت.
• فقدان الوزن بدون مبرر.
• ألم العظام.
• الصداع.

ويوصي الخبراء بضرورة استشارة الطبيب في حال ظهور مؤشرات المرض أو أعراض مستمرة تثير القلق. ناصحين المدخنين بشكل رئيسي بضرورة اللجوء إلى المساعدة الطبية في حال عدم القدرة في الإقلاع عن التدخين، والذي سيقوم بوضع استراتيجيات مساعدة في هذا المجال مثل التوجيه والأدوية والمنتجات البديلة للنيكوتين.

هل من مضاعفات لسرطان الرئة

وفقاً لموقع "مايو كلينك"، يُمكن أن يتسبب سرطان الرئة بحدوث بعض المضاعفات مثل:

• ضيق النفس الشديد.
• سعال الدم.
• الألم الذي ينتقل من الصدر إلى العظام.
• تراكم السوائل في الصدر.
• إنتقال السرطان لمناطق أخرى في الجسم (سرطان نقيلي).

وللأسف، ، فإنه وبمجرد انتشار سرطان الرئة خارج الرئتين، لا يمكن علاجه بصورة عامة. لكن قد تتوفر علاجات لتقليل مؤشرات المرض والأعراض ولمساعدة مرضى سرطان الرئة في البقاء على قيد الحياة فترة أطول.

نصائح للوقاية من سرطان الرئة

تشير المواقع المختصة إلى عدم وجود طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان الرئة، لكن بالإمكان تقليل خطر إصابتك بهذا المرض في حال كنت حريصاً على اتباع الخطوات التالية:

• الامتناع عن التدخين بشكل مطلق في حال لم تكن مدخناً.
• الإقلاع عن التدخين في حال كنت مدخناً.
• تجنب التدخين السلبي داخل المنزل وفي الأماكن العامة.
• فحص مستويات غاز الرادون في المنزل ومعالجتها.
• تجنب المواد المُسببة للسرطان في محيط العمل.
• إتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والعناصر المغذية والتي تحمي من الجذور الحرة المسببة لمرض السرطان.
• ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع.

في النهاية، لا يسعنا القول سوى أن كل امرىء طبيب نفسه، ومتى ما التزم الإنسان بالنصائح الوقائية التي تحميه من الأمراض الخطيرة وعلى رأسها سرطان الرئة، تمكن من الإستمتاع بحياة صحية وإطالة عمره قدر الإمكان.