التأثيرات السلبية لمرض كوفيد 19 على عادات تناول الطعام

لا شك في أن مرض كوفيد-19 الذي ظهر مع تفشي فيروس كورونا الجديد أواخر العام 2019 من مدينة ووهان الصينية وانتشاره حول العالم، بات الشغل الشاغل والحديث الأساسي بين الناس مع بقاء التخوف من عدوى الإصابة بالفيروس التاجي وتداعياته على الصحة.

لا سيما وأن المرض منذ أكثر من عام ونصف، ما زال يحصد المزيد من الإصابات والوفيات (تعدت الإصابات عتبة 178 مليون شخص، فيما تقترب الوفيات من حافة 4 مليون شخص حول العالم). ليس ذلك فحسب، بل أن بعض المصابين بالمرض والمتعافين منه، يعانون من آثار طويلة الأمد للمرض سواء على صحة الرئتين أو الصحة النفسية والعقلية.

وخلال الجائحة، تغيرت سلوكيات الناس بشكل كبير نتيجة الحجر الصحي الذي فرضته معظم دول العالم ولأشهر طويلة، ما جعل الناس يلازمون منازلهم ويقومون بأعمالهم ودراستهم داخل البيوت من دون أي اختلاط بالآخرين.

هذه العزلة التي فرضها فيروس كورونا على الناس، كانت لها تداعيات كبيرة على سلوكيات البشر الغذائية والتي تمثلت في جنوح الكثير منهم نحو زيادة تناول الطعام واكتساب الوزن بشكل غير مسبوق.

وفي هذا الصدد، أجرت شركة Allurion استبياناً لمعرفة التغييرات التي حصلت على نمط الحياة الغذائية لسكان الإمارات خلال فترة انتشار مرض كوفيد-19. لتخلص إلى أن  47% من سكان الإمارات يتناولون الطعام بمعدل أكبر مما اعتادوا عليه قبل الأزمة.

تأثيرات سلبية لمرض كوفيد 19 على عادات تناول الطعام

 تناول الوجبات الخفيفة بكثرة خلال جائحة كوفيد 19

شمل الإستبيان 1000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، ليظهر أن الأزمة مهّدت الطريق أمام واقع جديد يركز على تناول الوجبات الخفيفة، مما أدى إلى ظهور توجه لزيادة الاستهلاك مع مضاعفات صحية ناتجة عن هذه العادات الجديدة.

وأوضحت شركة  Allurion أن تناول الوجبات الخفيفة كان من أكثر النشاطات التي شهدت تزايداً ملحوظاً إلى جانب التواصل مع العائلة والأصدقاء عبر المكالمات الهاتفية والفيديو، إذ زادت وتيرة تناول الطعام بين الوجبات لدى 53% من سكان الإمارات بعد انتشار أزمة كوفيد-19. وبذلك أصبح تناول الوجبات الخفيفة، إلى جانب قلة النشاط البدني، السبب الرئيسي لزيادة الوزن لدى سكان الدولة.

وبحلول الربع الثاني من العام، بات الأثر المباشر لأزمة كوفيد-19 على زيادة وزن السكان في الإمارات واضحاً، لا سيما وأن أكثر من نصفهم يعاني من زيادة الوزن والمشاكل المترتبة عليها.

وأشارت سينثيا بو خليل، استشارية التغذية لدى Allurion، بأن سكان الإمارات يواجهون مشكلتين أساسيتين، تتمثل الأولى بالتحكم بكمية الطعام والوجبات الخفيفة، فيما تتعلق الثانية بجودة ما يتناولونه.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت: "شهدت الإمارات تغيرات كبيرة في العادات الغذائية خلال الأعوام القليلة الماضية، وكان الجزء الأكبر منها خلال الأزمة الصحية. وتراجع التركيز على الوجبات المحضرة في المنزل نتيجة لنمط الحياة السريع والضغوطات التي تفرضها الأزمة الصحية، فضلاً عن الإقبال المتزايد على خدمات التوصيل والطلبات الخارجية".

مضيفة: "لا ننسى أن موائد الطعام في دول الخليج العربي تزخر بالحلويات الغنية بالدهون والسكريات، خاصة في الأعياد واللقاءات العائلية، ما يعني زيادة كبيرة في السعرات الحرارية". وأدت هذه الحقيقة الصادمة إلى إثارة موجة من المخاوف الصحية المتعلقة بأزمة كوفيد-19، نصحت بموجبها بو خليل بضرورة السعي للحصول على مساعدة طبية متخصصة لخسارة الوزن بشكل فعال وآمن وطويل الأمد لمواجهة هذه المشكلة.