دراسة تسأل: هل يمكن ايقاف الشيخوخة؟

شبح الشيخوخة والتقدم بالسن والتجاعيد التي تغزو الوجه واليدين هو هاجس يقض مضاجع الكثيرين خاصة النساء، اللواتي يسعين لكافة الوسائل الممكنة للحفاظ على شباب بشرتهن واجسامهن قدر الامكان سواء بالعمليات الجراحية او الممارسات الحياتية التي تعد بشباب دائم.

ومثلهم، يسارع العلماء في مختلف انحاء العالم للبحث عن اكسير الشباب الذي يساعد على تمديد مرحلة الشباب لفترة اطول قدر الامكان. وبحسب بعض الباحثين الامريكيين، فانهم على قاب قوسين وادنى من حل هذه المعضلة من خلال اكتشاف العلاقة بين تطور ذبول الجسم بسبب التقدم بالسن وبين وظيفة احد البروتينات المناعية في الجسم.

هذا ما توصلت اليه دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، فما هي تفاصيل هذه الدراسة المثيرة؟

ايقاف الشيخوخة بات امرا ممكنا

بحسب العلماء في جامعة كاليفورنيا، فان هناك علاقة بين ذبول الجسم ووظيفة مجمع بروتيني مناعي هو NLRP3 inflammasome ، والذي يعتبره الأطباء "محول جزيئي". مضيفين ان هذا المجمع البروتيني هو المسؤول عن اكتشاف ما يهدد الأداء الطبيعي للجسم.

وتشير مجلة Cell Metabolism  العلمية، أن الباحثين اكتشفوا لدى كبار السن نشاطا مفرطا لهذا المجمع البروتيني، مع أنه خلال التقدم بالسن يضعف تدريجيا أمام مختلف الأمراض وتأثيرات الوسط المحيط والتوتر النفسي. ولهذا يزداد عبء جهاز المناعة.

وفي حال تمكن الخبراء من اكتشاف طريقة لـ "وقف" المجمع البروتيني NLRP3، سيتمكنون من إبطاء عملية الشيخوخة وتطور الأمراض التي ترافقها، مثل الزهايمر وباركنسون.

بروتين اخر يساعد على ابطاء الشيخوخة

وكانت دراسة اخرى حديثة، كشفت أن النشاط العصبي للدماغ والمرتبط باضطرابات تتراوح بين الخرف والصرع، قد يحمل مفتاح ابطاء شيخوخة الإنسان واطالة العمر.

وبحسب موقع "ديلي ميل"، يقول العلماء ان البروتين المعروف باسم REST، يمكنه ابطاء عملية الشيخوخة عن طريق قمع النشاط المفرط للخلايا العصبية للدماغ الذي يرتبط عادة بعمر أقصر للإنسان.

وكانت دراسات سابقة ربطت بين نشاط الدماغ المفرط ومشاكل واضطرابات الذاكرة والانتباه، بما فيها الخرف والصرع. وتقدم النتائج الجديدة الدليل الابرز على أن نشاط الجهاز العصبي يؤثر على طول عمر الإنسان.

والدراسة التي اجريت على ادمغة اشخاص توفوا بين سن 60 او ما فوق 100 عام، وجدت ان الاشخاص الاصغر سنا كانت لديهم مستويات اقل من بروتين REST. كما توصلت التجارب التي أجريت على الفئران والديدان، الى أن حجب البروتين أدى لنشاط عصبي أعلى ووفيات مبكرة، لكن تعزيزه كان له تأثير معاكس.