زوجي يغار من نجاحي!

الرياض – شروق هشام بالرغم من أننا أصبحنا نعيش في عصر ترتبط فيه مقاييس تطور الأمم وتقدمها بمدى فاعلية المرأة ومشاركتها الحقيقية في المجتمع، جنبا إلى جنب مع الرجل، إلا أن الكثير من الرجال وتحديداً الأزواج لم يتقبلوا بعد فكرة تفوق الزوجة عليهم في العمل، وذلك باعتبارها الشريك الأضعف في العلاقة الزوجية، ويمكن لهذه الغيرة أن تؤثر على العلاقة الزوجية السعيدة وتقلبها إلى جحيم لا يطاق. فهل يغار زوجكِ من نجاحكِ؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه الغيرة على مسيرة نجاحكِ؟ طرحت "هي" هذا السؤال على بعض السيدات السعوديات، فكانت ردودهن كما يلي: بدأنا مع خلود ع. ب. وهي مديرة تنفيذية في وكالة إعلانية، فقالت: "لم ألاحظ أن زوجي يغار من نجاحي بعملي إلا بعد قرار ترقيتي إلى منصب مديرة تنفيذية بأجر كبير، خصوصاً وأن هذا القرار جاء في ظل فقدان زوجي لوظيفته، ومن ثم عمله في مكان آخر بمرتب قليل، فأصبحت أنا المعيل الرئيسي للأسرة، ومن الطبيعي أن يشعر زوجي بالغيرة من هذا الوضع، ولكنني أعمد إلى تجاهل هذه الغيرة، وألتمس له العذر في ذلك، حتى لا يؤثر ذلك على طاقتي المستنفدة ما بين العمل ومسؤوليات المنزل والأسرة". وأكدت ذلك نورة محمد وهي مسؤولة مكتب علاقات عامة في شركة استثمارية، حيث قالت: "هناك الكثير من الازواج يعانون من عقدة الشعور بالنقص لأن الزوجة تتفوق عليه علمياً وأدبياً واجتماعياً، فأنا أعاني من غيرة زوجي من عملي بسبب مستواي التعليمي ومركزي المرموق ومكانتي الاجتماعية، حتى انه يحاول قهري بكل الطرق، ويحاول أن يحبط من عزيمتي في كل مناسبة، وهذا الأسلوب جعلني في حالة تحدي دائمة له لأثبت له أنني سأسعى قدماً ولن أعود إلى الخلف مهما كانت الأسباب". وأيدت ذلك هند ج. مديرة التدريب الإداري في احدى المعاهد الإدارية، حيث قالت: "أعتقد بأن غيرة زوجي من عملي هي السبب الرئيسي في كل الخلافات التي تقع بيننا ما يجعل من مهمة اقناعه بضرورة تركي أمارس عملي من دون مشاكل باتت مستحيلة، فهو ينتهز فرصة أي تقصير في المنزل، ليختلق المشاجرات ويتهمني بالإهمال، ولقد حاولت مراراً أن أتجاوز خلافاتنا من دون جدوى، وفي حالة عدم قدرتي على الصمود مستقبلاً قد أضطر إلى ترك عملي الذي أحبه كثيراً في سبيل الحفاظ على حياتي الزوجية". بينما تعجبت سلوى محمد، وهي مديرة لإحدى المدارس الإبتدائية من تصرفات الازواج الذين يغارون من عمل زوجاتهن فقالت: "الرجل الحقيقي هو صاحب شخصية عاقلة ومتزنة، ويعتز بوجوده ومكانته ونجاحه، ويفخر بما حققته زوجته ويستشعر أنَّ نجاحها هو نجاح له أيضا، وزوجي ولله الحمد يساندني ويشجعني، ويسعى هو الآخر للنجاح والتطوير من مستواه، فنحن شريكان في كل شيء وندرك تماماً أن التفاهم والانسجام هما سر السعادة الزوجية". وعلقت على هذا الموضوع الأخصائية الإجتماعية سحر محمد، فقالت: "يشعر بعض الأزواج بالغيرة من نجاح زوجاتهم، ويتحول الأمر إلى مشكلة تهدد الحياة الزوجية، فبعض الأزواج بفكره النمطي عن الزواج، وبتصوّره أنَّ على زوجته أن تجعله محوراً لحياتها، يرفض عملها ونجاحها، لأنَّه يشعر أنَّ هذا يخرجه من دائرة اهتمامها، كما أن غرور بعض الرجال قد يتحول إلى غيرة إذا شعر بأن زوجته أفضل منه، علماً بأن بعض الزوجات يساهمن في دفع أزواجهن لكراهية نجاحهن والغيرة من تميزهن، وذلك بإهمال الزوجة لزوجها بمجرد أن تنجح، كما أنَّها قد تتعالى وتتكبر عليه، وعليها أن تراقب تصرفاتها معه بحيادية لتتأكد أنها لا تتسبب بغير قصد في إثارة غيرته من عملها ونجاحها، وأن تعبر لزوجها دائماً عن تقديرها لدعمه لها، ولا تنكر فضله عليها ليشعر بأنه شريك في نجاحها وله دور مؤثر فيه".