زلزال السعودية بين الحقيقة والخيال

الرياض – شروق هشام ضرب زلزال وصلت قوته إلى 8 درجات على مقياس ريختر منذ أسبوع تقريباً، إحدى المناطق الإيرانية، وامتدت تأثيرات الهزات الناتجة عن الزلزال لأجزاء من المنطقتين الوسطى والشرقية بالسعودية وعدد من دول الخليج العربي، وكانت للمنطقة الشرقية والرياض نصيب لا بأس به من الهلع والذعر حيث شعر بها السكان وتوالت البلاغات على عمليات الدفاع المدني وهرع البعض منهم خارج المباني وتم إخلاء بعض الشركات وخاصة الأبراج والمباني الشاهقة، إلا أنها انتهت بسلام ومن دون وجود أضرار ولله الحمد. وبالرغم من انتهاء تأثيرات هذه الهزات، لكن يبدو أن البعض قد استغل هذا الموقف لإحداث بلبلة، اذ تناقلت وسائل التواصل الالكترونية "تويتر" و"الواتس آب" والمواقع الالكترونية وبشكل واسع خبراً مزعوماً "إشاعة" عن جهة علمية حكومية أميركية غير موجودة في الأصل تحت اسم "وكالة الجيولوجيا الأميركية" تفيد بأن زلزالاً ضخماً بقوة 10 درجات بمقياس ريختر، سيضرب منطقة الخليج العربي وشرق المملكة خلال الفترة بين 25 و30أبريل، وسيُخلف قتلى وجرحى ويدمر البنية التحتية. من هذا المنطلق حرصت "هي" على معرفة أراء بعض الفتيات السعوديات في هذه الإشاعة التي أثارت الكثير من القلق والخوف، ويتضح ذلك من ردودهن التالية: قالت "لينا السالم" وهي معلمة للصفوف الابتدائية: "لا يوجد دخان من غير نار وعني شخصياً أعتقد بأن الخبر صحيح، وحرصت طوال الأسبوع على تدريب طالباتي على الطرق الصحيحة للتصرف في حال وقوع الزلزال لا سمح الله، فنحن نفتقر لمثل هذه الاحتياطات بحكم أننا لم نتعرض مسبقا لمثل هذه الأحداث". أما "سلوى محمد" وهي طالبة في معهد الفنون فقالت: "بالرغم من ضعف الهزات التي شعرنا بها منذ عدة أيام إلا أن ذلك يدل على أننا بالفعل قد نتعرض لهزات أخرى، ويجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة حيال ذلك، ولا اخفي عليكم أن ماتردد على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كان سبب في أن نرتب أنا وصديقاتي حجوزات إلى جدة خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى نكون في مأمن من أي أخطار متوقعة". حقيقة الخبر الحقيقة أن هذا الخبر غير صحيح، فأوضح الدكتور عبد الله المسند عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم والمشرف على جوال كون أن هذه الإشاعة قد تم تمريرها دون تمحيص وتثبت، مؤكداً أنه لم تسجل أجهزة قياس الزلازل العالمية منذ اختراعها زلزالاً بقوة 10 درجات، إذ إن أقوى الزلازل المسجلة عالمياً دون ذلك. وأشار إلى أن الزلازل تقع فجأة من دون مقدمات ومؤشرات تمكن الإنسان من التصرف والهروب، والزلازل ليست كالحوادث الفلكية والتقلبات الجوية والتي يمكن التنبؤ بها وتوقعها زمنياً ومكانياَ، وحتى الحيوانات لاتستطيع ذلك، فلا توجد تجارب علمية مؤكدة تربط بين سلوك الحيوانات وقرب حدوث الزلزال. كما أكد رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بالمملكة الدكتور عبد الله العمري، أن المنطقة الشرقية تقع خارج الحزام الزلزالي نحو300 كيلومتر خارج النقاط ولكن وبحكم أنها أقرب مدينة وفيها كثافة سكانية، إضافة إلى طبيعة الصخور الرسوبية فهي تستجيب للحركات الزلزالية والحركات الأرضية ذات الفترات الدورية الطويلة التي تجري بسرعة في المنطقة وبالتالي يحس فيها الأهالي بالشكل الذي حدثت عليه منذ عدة أيام. وأكد العمري أن المباني في المنطقة لن تتأثر لأنها بعيدة. وأشار إلى إن الخروج إلى الشوارع هربا من الهزات الأرضية ليس تصرفا سليما وغير متبع في الدول التي تعرف وسائل التعامل مع الكوارث كالولايات المتحدة أو اليابان وإنما تحدث في الدول التي لا تمتلك خبرات في مواجهة الكوارث فقط. ودعا إلى إيجاد برامج توعية للتصرف السليم بدل الهلع والإرباك، وطالب بإنشاء إدارة مركزية للكوارث دورها تولي مسألة التبليغ والإخلاء والإيواء والطوارئ والتوعية.