حبوب تنظيم الحمل: من الرفض والممانعة إلى الرضا والقبول

  جدة- جمال عبد الخالق تشير الدراسات إلى أن اختراع حبوب تنظيم الحمل كان بمثابة نقطة تحول هامة في التاريخ الإنساني مكنت من التحكم بالنسل والسيطرة على الصحة الإنجابية. وقد تم التوصل إلى القناعة بأن النساء راضيات عن استخدام هذه الحبوب من خلال دراسة عالمية تمت في مناطق عديدة في العالم من بينها دول في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من وسائل تنظيم الحمل التي تأخذ عن طريق الفم منذ فترة طويلة، ظهرت انواع حديثة فعالة تمنع حدوث الحمل غير المرغوب فور استخدامها، ولكنها لا تؤثر على القدرة الإنجابية كما يشاع عنها. وفي العديد من الحالات تتمكن النساء من الحمل مباشرة عند التوقف عن استخدام حبوب تنظيم الحمل، كونها مصممة لمنح المرأة العصرية حرية اختيار الوقت المناسب للحمل. وقالت أكثر من ثلث النساء اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم اللاتي شاركن في الدراسة أنهن لم يجربن الأنواع المختلفة من حبوب تنظيم الحمل، و حوالي نصفهن لم يطلبن مشورة خبراء الرعاية الصحية حول البدائل الجديدة المتوفرة. ورغم تحسن وارتقاء خدمات التثقيف الصحي بشكل كبير لدي الجيل الجديد، تبين الدراسة أن الكثير من النساء لا يعلمن الطريقة التي تعمل بها حبوب تنظيم الحمل، أو مركباتها.فمثلاً، بينت الدراسة أن أقل من نصف المشاركات لا يملكن فكرة شاملة أو لا يملكن معلومات على الإطلاق عن كيفية عمل حبوب تنظيم الحمل. كما تبين من نتائج الدراسة أن امرأة واحدة من كل خمسة تعرف بشكل أكيد الهرمون الذي يدخل في تركيب حبوب تنظيم الحمل الخاصة بها.إن بعض الحبوب المتوفرة اليوم تحتوي على نوعين من الهرمونات هما الإستروجين والبروجيسترون. وحين سئلت النساء في الدراسة لماذا لم يسألن عن كيفية عمل وسائل تنظيم الحمل التي تأخذ عن طريق الفم، أرجع الكثير منهن ذلك إلى وجود حاجز في التواصل مع المختصين في الرعاية الصحية اللاتي يراجعنهم. كما لم تتمكن مجموعة منهن من فهم كامل لكيفية عمل وسائل تنظيم الحمل عن طريق الفم. ولكن، يجب العلم بأن كمية الهورمون الموجودة في أقراص تنظيم الحمل ضئيلة جداً و متوازنة لتلائم احتياجات المرأة العصرية.والدور الرئيسي الذي تقوم به هذه الأقراص هو إحداث توازن في هرمونات الجسم التي ترتفع وتنخفض في دورات منتظمة كل شهر، مما يساعد في التقليل من الاضطربات التي تصيب المرأة مثل تقلب المزاج والعصبية والصداع والتورم وانتفاخ الأصابع وآلام أسفل البطن. وفي حوار لنا مع أحد خبراء الرعاية الصحية، قال لنا الأستاذ الدكتور هشام عرب، الأمين العام للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة: "تبين لنا نتائج هذه الدراسة أن النساء في جميع أنحاء العالم لا يعرفن إلا القليل عن حقيقة وأهمية حبوب تنظيم الحمل رغم أنهن يتناولنها يومياً.وتتوفر في الوقت الحالي طائفة واسعة من وسائل تنظيم الحمل التي أجريت عليها أبحاث موسعة. هذه الأنواع الجديدة آمنة وفعالة في تنظيم الحمل بالإضافة إلى أنها توفر فوائد تتعدى تنظيم الحمل منها حماية السيدات من بعض أنواع السرطان. فقد بينت الدراسات أن تناول هذه الحبوب بانتظام يحمي المرأة من سرطان الرحم وسرطان المبيض. وإضافة لما سبق، يتبين أن هناك حاجة للتثقيف الصحي تتجاوز أهمية اختيار وسائل تنظيم الحمل التي تأخذ عن طريق الفم، بل إن ذلك يمتد لجميع ما له علاقة بالصحة الإنجابية . وتشير النتائج الدراسة إلى ان نصف النساء لا يملكن إلا فكرة بسيطة عما هو ضروري للتحضير لحمل صحي، في حين أن واحدة من بين كل عشر نساء قلن أنه لا حاجة لتحضيرات ما قبل الحمل. وتبين أيضاً أن أربع من بين كل عشر نساء يعرفن كيفية الاستعداد لفترة الحمل.فقد كانت نسبة كبيرة منهن على علم بأضرار التدخين وأهمية اتباع نظام غذاء صحي ولكن 36% منهن لا يعرفن أنه ينبغي عليهن تناول حمض الفوليك(فيتامين ب9)قبل الحمل. وعلق الدكتور خالد عبد الحليم المدير الطبي للرعاية الصحية في شركة"باير" وهي الشركة التي فوضت إجراء الدراسة: "من أهم جوانب الحفاظ على الصحة الإنجابية تحديد الوسيلة المناسبة لتنظيم الحمل والتخطيط الجيد للحمل، مع توفير البيئة الأنسب لحوار صحيح وأكثر وضوحاً بين المرأة والمتخصصين في الرعاية الصحية وإزالة الحواجز والفجوات في إيصال المعلومات.ولذلك سوف تقوم الشركة بإطلاق قريباً موقع تعليمي على شبكة الإنترنت لتوفير ثروة من المعلومات والنصح والمشورة التي نأمل من خلالها القيام بدورنا لزيادة الوعي والاهتمام باحتياجات الصحة الإنجابية لدى النساء، وطرق استخدام حبوب تنظيم الحمل في مناطق العالم المختلفة وخاصة المنطقة العربية."