تقليعات حفلات التخرج للطالبات بالسعودية لعام 2013

الرياض – شروق هشام فرحة التخرج من الجامعة لها لذة خاصة فذلك التخرج يمثل الوصول الى القمة بتحقيق النجاح وقطف ثمار سنوات عديدة. ولا شك بأن فرحة التخرج تمثل أجمل الأيام والذكريات في حياة الإنسان، فأضحت حفلات التخرج تستحوذ على اهتمام واسع من قبل المجتمع، حيث بات موسم حفلات التخرج موسماً هاماً خلال العام حاله حال موسم الأعياد أو الأعراس. بالإضافة إلى ذلك فإن الخريجات يبدين اهتماماً بالغاً بمكان إقامة الحفل وبلباسهن ومظهرهن يوم الحفل بل وأحيانًا كثيرة تشتعل المنافسة بين الفتيات بشكل خاص لتثبت كل واحدة منهن إنها كانت الأجمل أو ارتدت الفستان الأغلى ثمنًا. ونحن الآن على مشارف انتهاء العام الدراسي الجامعي في المملكة العربية السعودية، ولم يتبق إلا أسابيع قليلة وستحتضن الآلاف من الطالبات هذه الشهادة التي تمثل أيام حصاد وجني ثمار لسنوات من العناء والمشقة والعمل الجاد، بذلتها الطالبات اللاتي بدأن الاستعداد للاحتفال بهذا اليوم وكأنهن يجهزن لحفلات زفافهن، فبعضهن يتهامسن في ما بينهن على آلية إقامة حفل تخرجهن الجماعي ومكان إقامته، وبعضهن قد أنهين استعداداتهن الأولية لحفل لن ينسى. حرصت "هي" على أن تقترب من بعض تلك الطالبات اللاتي غدون على بعد خطوات بسيطة من ذلك الحدث الجميل، لتُبارك لهن أولا ولتتعرف على خططهن الخاصة بهذا الحدث. في البداية التقينا الطالبة "أريج الهاجري" وهي من كلية العلوم فقالت: "بالتأكيد سنقيم أنا وصديقاتي حفلة تخرج جماعية مميزة فلقد التقينا أغرابا ونحن الآن أعز الأصحاب، وحرصنا على حجز إحدى القاعات الكبيرة منذ عدة أشهر، واتفقنا على معظم التفاصيل التي ستمنح حفلتنا التميز، حيث سنجهز القاعة وكأنها فصل مدرسي بنفس الطاولات والكراسي، أما هدايا الحفل فستكون أدوات مدرسية فاخرة، وسنرتدي زيا مدرسيا مميزا ولكن بتصميم فساتين السهرة". أما الطالبة "وضحى العيسى" من قسم الرياضيات فأخبرتنا إن الاستعداد لحفلها يجري على قدم وساق مؤكدة إن هذه التحضيرات بدأتها منذ عام تقريباً فسترتدي فستانًا مقارباً لفساتين الزفاف بلون أسود اقتنته عندما تواجدت في باريس منذ الصيف الماضي. واستأجرت قاعة أفراح بقيمة تجاوزت السبعين ألف ريال بالإضافة إلى التعاقد مع أحد المطاعم الفاخرة لتجهيز بوفيه الحفل من عدة أجنحة بحيث يمثل كل جناح أشهر الأطباق في كل قارة فهناك الجناح الآسيوي والجناح الأوروبي وغيره. واتفقت مع احد محلات الشوكولاته بحيث ستضع صورها بملابس التخرج على الشوكلاته، فمن وجهة نظرها تلك الليلة هي الليلة الأهم في حياتها حتى لو قاربت ليالي الزواج من ناحية التكلفة والإعداد". لكن الطالبة "بدرية عبدالله" من كلية إدارة الأعمال، أكدت أنها لن تحجز قاعة خارجية اذ اتفقت مع عائلتها على تجهيز المنزل بطريقة مناسبة للحفل. وقالت: "حرصنا على تغيير كامل لديكورات المنزل، واستبدلنا الأثاث والستائر والإضاءة وحتى ورق الجدران، بما هو أفخم وأجمل، واتفقنا مع منسقة حفلات للاهتمام بكافة التفاصيل الخاصة بفعاليات الحفل، واتفقت مع صديقاتي المدعوات حضور الحفل بملابس تنكرية تمثل أكثر شخصية أثرت فيهن خلال مرحلتهن الجامعية". وعند طلب رأي الأخصائية الاجتماعية "جيهان توفيق" في هذه الظاهرة، قالت "إنه لأمر صحي جداً أن يحتفل الإنسانُ بانجازاته، ولكن الأمر غير الصحي اجتماعياً هو ما يحدث في حفلات التخرج من مبالغة غير محبذة باتت تحكم هذه "التقليعة"، بالإضافة إلى المنافسة المحتدمة بين الفتيات لإحراز تفوق كل منهن في شكلها الخارجي ولباسها ومكان حفلها، حيث إن هذه المنافسة ضارة أكثر منها نافعة، كما إنها تثقل كاهل الأهل لما يتطلبه تحقيقها من ميزانية كبيرة".