الجناح الإبداعي السعودي "إرث" في بينالي البندقية 2023 بإشراف القيمتين الفنيتين "بسمة ونورة بوظو"

الجناح الإبداعي السعودي "إرث" في بينالي البندقية 2023 بإشراف القيمتين الفنيتين "بسمة ونورة بوظو"

شروق هشام
29 مايو 2023

مع انطلاق الدورة الثامنة عشرة من بينالي البندقية للعمارة 2023 ، أزاحت هيئة فنون العمارة والتصميم الستار عن مشاركة الجناح الوطني السعودي في هذه النسخة، والتي تتمثل بالمشروع الإبداعي السعودي "إرث"، وهو العمل الفنيّ الذي قُدم من قِبل الفريق المشارك في الجناح، وهم: المعماري "البراء صائم الدهر"، والقيّمتان الفنيتان "بسمة بوظو" و"نورة بوظو"، والقيمون المساعدون "جوهرة لو بابلت"، و"سيرل لويس زاميت"، حيث يمثّل مشروع "إرث" رحلة تتوجه للحواس لاستكشاف إرث العمارة السعودية في الماضي والمستقبل.

سمية السليمان تفتخر بالمشاركة الثالثة للجناح الوطني السعودي في بينالي البندقية 2023

إرث السعودي في بينالي البندقية 2023
إرث السعودي في بينالي البندقية 2023

افتخرت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة "سمية السليمان" بالمشاركة الثالثة للجناح الوطني السعودي في الدورة الثامنة عشرة لبينالي البندقية للعمارة 2023، والذي تم تحديد موضوعه عبر القيمة الفنية ليزلي لوكو باسم "مختبر المستقبل"، مشيرة في كلمتها خلال الافتتاح الرسمي لـ "إرث" إلى أنه من خلال التعلم من شركائنا والتفاعل مع شركاء جدد، يمكننا بناء جسور جديدة من الفهم والحوار.

وأشارت الدكتورة سمية السليمان إلى أن الجناح الوطني السعودي يوفر للأصوات الثقافية السعودية الطموحة مساحةً للبحث والاستكشاف، ورحبت بزوار الجناح من جميع أنحاء العالم، ودعتهم للخوض في تجربة فريدة تبرهن على قدرة المملكة العربية السعودية على تقديم إسهامات يمكن للعالم بأسره أن يستلهم منها.

إرث السعودي في بينالي البندقية
إرث السعودي في بينالي البندقية

تعرفوا على الفريق المشارك في الجناح الوطني السعودي "إرث"

"إرث" IRTH هو المشروع الفنيّ الذي قُدم من قِبل الفريق المشارك في الجناح الوطني السعودي في مشاركته الثالثة في معرض بينالي البندقية للعمارة 2023، وهم: المعماري "البراء صائم الدهر"، والقيّمتان الفنيتان "بسمة بوظو" و"نورة بوظو"، مع القيّمَين المساعدين جوهرة لو بابلت وسيريل زاميت.

مشروع إرث  لاستكشاف إرث العمارة السعودية في الماضي والمستقبل
مشروع إرث  لاستكشاف إرث العمارة السعودية في الماضي والمستقبل

وحول الجناح الوطني السعودي "إرث" أشارت القيّمتان الفنيتان الشقيقتان "بسمة ونورة بوظو" مؤسستَي شركة &bouqu  للاستشارات الثقافية والإبداعية بالرياض، إلى أن لفظ "إرث" ينطوي بالعربية على معنى الميراث والشيء الثمين، وبهذا فإنه يلخّص تماماً رؤيتهم في تنظيم الجناح، فالمواد المستخدمة في أي سياق معماري إنما تتضمّن سرديّات تعطي فكرة عن أهل البلد وعن تجاوبهم مع العالم من حولهم، حيث أن الإرث الحيويّ الديناميكيّ يأتي نتيجةً للجهود الجماعية الدائمة إن كان من طرف المؤسسات العليا أو على مستوى القاعدة الشعبية.

نورة بوظو

تتميز القيّمة الفنية "نورة بوظو" بنسجها لشبكة واسعة من العلاقات في قطاعَي الفن والتصميم، من خلال عملها مديرةً إبداعية على مدى اثني عشر عاماً، وبفضل توجّهاتها الفنية اختير فريقها لتمثيل المملكة في الدورة الأولى لبينالي لندن للتصميم وأيام التصميم دبي.

من الجناح السعودي إرث في بينالي البندقية للعمارة 2023
من الجناح السعودي إرث في بينالي البندقية للعمارة 2023

بسمة بوظو

طورت القيّمة الفنية "بسمة بوظو" اهتمامها بميدان السرديات الثقافية، لكونها مبدعة متعددة التخصصات ومتجذّرة في البحث العلمي، وشاركت في تأسيس &bouqu  للاستشارات الثقافية والإبداعية القائمة على التجربة والاختبار، وتعمل رئيساً تنفيذياً لها، كما ساهمت في تأسيس الأسبوع السعودي للتصميم والمهرجان السعودي للتصميم، وكانت القيّمة الفنية للجناح السعودي في الدورة الافتتاحية لبينالي لندن للتصميم.

البراء أسامة صائم الدهر

المعماري البراء أسامة صائم الدهر حقوق الصورة الفيسي بوسيتّو
المعماري البراء أسامة صائم الدهر حقوق الصورة الفيسي بوسيتّو

يجمع المعماري "البراء صائم الدهر" بين خبرته المهنية والتنفيذية لأكثر من عقد، ودورِه كمدير إبداعي لاستوديو دهر، حيث يعمل على استكشاف وتطوير الأشياء والاستخدامات التي تجمع ما بين الحرف اليدوية والعناصر المعمارية، ويشرف على تصميم وتنفيذ مختلف المشاريع من المباني التاريخية إلى الفنادق، مولياً اهتماماً بالغاً بالتفاصيل وأنواع المواد.

الجناح السعودي "إرث"

من الجناح السعودي إرث في بينالي البندقية للعمارة
من الجناح السعودي إرث في بينالي البندقية للعمارة

يتماشى الجناح السعودي "إرث" مع موضوع المعرض لهذا العام "مختبر المستقبل"، الذي يَنظر في العلاقة التكافلية بين المادي واللامادي في العمارة السعودية، اللّذَين يُحدّدان معاً كيفية فهم الناس أماكن سُكناهم وعلاقتهم بمساحاتها، بحيث يقترح "إرث" رحلةً تفاعلية تستكشف استمرارية التطور الدائمة في بناء العمارة، والمواد المستخدمة في بناء المساكن وتشكيل البيئات العمرانية، التي تربط بين الماضي والمستقبل بدءاً من الطين الذي يُعدّ مكوّناً أساسياً للعمارة السعودية التقليدية، وقد استُحضر بدلاً من استخدامه فعلياً في الجناح.

من الجناح الوطني السعودي إرث في النسخة الـ18 من بينالي البندقية للعمارة 2023
من الجناح الوطني السعودي إرث في النسخة الـ18 من بينالي البندقية للعمارة 2023

ويَعتمد الجناح على نهج ذي شِقَّين، حيث عكس تقسيم مساحة المعرض كيفيات استخدام المواد التقليدية وفقاً للتقنيات الجديدة من ناحية، ومن ناحية أخرى يُقدّم المحتوى لمحةً عامة عن حاضر مواد البناء ومستقبلها في سياق العمارة السعودية، ويجمع مخطّطُه بين مفاهيم الحنين والإرث والحِرفة اليدوية والتحول الثقافي، متطلّعاً إلى المستقبل بعدسة الماضي، وفي صُلبه بُعد تجريبي يتمثّل في غرفة بسيطة تُثير لدى الزائر ردود فعل ممزوجة بذكريات عواطفه الشخصية على نحو مستقِل ودون توجيه خارجي.

من معرض إرث السعودي في مجمّع الأرسينالي
من معرض إرث السعودي في مجمّع الأرسينالي

وتبدأ الرحلة في الجناح من خلال أقسامه الثلاثة الرئيسية، مروراً عبر ستّ بوابات مُقوّسة، تصوّر الضخامة والمرونة والحيوية، بصفتها مكوّنة من هياكل معدنية ضخمة ثَمانيّة الوجوه مكسوّةٍ من الداخل بألواح خشبية، ومن الخارج بقرميد خزفي تقليدي مصنوعٍ بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وبتصاميم مُتموِّجة وغير منتظمة تُذكّر بالكثبان الرملية في الصحراء، ومن ثم يبدأ التجريب في القسم الأوسط من الجناح في غرفة كبيرة مستطيلة ذات إضاءة خافتة وجوٍّ مُعطّر بطِيب صُنع خصيصاً للمعرض من العود، وينتهي المعرض بالمرور عبر بوابتَين أُخريَين مُشابِهتَين في كل شيء للبوابات الأولى، باستثناء أنهما غير مكتمِلَتَين، ويُدعى الزائر للمشاركة في تحوُّلهما بإضافة بلاطة جديدة (من الخزف التقليدي) إلى هيكَلِهِما ثَمانيّ السطوح، في تفاعل مع مفهوم التغيُّر التدريجي الذي يحصل يوماً بعد يوم.

يتماشى الجناح السعودي إرث مع موضوع المعرض لهذا العام مختبر المستقبل
يتماشى الجناح السعودي إرث مع موضوع المعرض لهذا العام مختبر المستقبل

ويجمع التجريب والاستكشاف في الجناح السعودي بين مختلف الآفاق الجامعة للتخصصات لدى المعماريّين والمصمّمين العاملين، تحت مظلة مشروعٍ يدعو الجمهور للمشاركة في رحلة استكشافية من شأنها أن تصبح إرثاً للأجيال القادمة، ويُسلّط الضوء على القاسم المشترك بين مختلف المقاربات والفلسفات المُطبَّقة على العمارة، المتمثّل في مفهوم الممارسة التعاونية كأساس لمختبر المستقبل.

الصور من موقع وحساب "الجناح الوطني السعودي في بينالي البندقية".