رمضان في مراكش: أفضل الأماكن للزيارة وأشهر الأطعمة والتقاليد

لطالما ما كانت مدينة مراكش المغربية (والتي تقع جنوب العاصمة الرباط، وتتميز بموقعها بين مدينتي الدار البيضاء وأغادير وكلتاهما من الوجهات السياحية الشهيرة في المغرب)، واحدة من أفضل الوجهات السياحية التي يمكنك زيارتها في منطقة الشرق الأوسط بفضل تاريخها العريق ومعالمها المعمارية والتاريخية الجذابة والتي تتضمن قصور ومساجد تاريخية إلى جانب الأسوار التاريخية الشهيرة التي كانت تحمي المدينة منذ مئات السنين وأصبحت حاليا واحدة من أكثر المعالم السياحية زيارة في المدينة إضافة إلى أسواقها الشعبية العريقة والتي تعكس الكثير من عادات وتقاليد الشعب المغربي وتراثه الثقافي المميز، إلا أن مراكش تتمتع بسحر خاص ومميز للغاية خلال شهر رمضان المبارك حيث تتزين شوارع المدينة بالزينة والأضواء وتهيمن الأجواء الاحتفالية في مختلف أنحاء المدينة احتفالا بشهر رمضان والذي يعد واحد من أهم المناسبات الدينية في العالم العربي والإسلامي على مدار العام، كما يشهد شهر رمضان المبارك في مراكش العديد من العادات والتقاليد الرمضانية المميزة، والتي نشأت في الماضي البعيد إلا أنها لا تزال باقية وترتبط الارتباط وثيقا بشهر رمضان المبارك، على مر السنين.

وفي ما يلي مجموعة من أشهر العادات والتقاليد الأطعمة الرمضانية وأفضل المعالم الإسلامية للزيارة في مراكش خلال شهر رمضان المبارك

أشهر العادات والتقاليد الرمضانية في مراكش

يرتبط شهر رمضان المبارك في مراكش بالعديد من العادات والتقاليد المحببة والتي توارثها سكان المدينة جيل بعد جيل، والتي تعكس روح التعاون والمشاركة والود التي تربط بين أبناء المجتمع الواحد.

وفي ما يلي مجموعة من أشهر العادات والتقاليد الرمضانية في مراكش:

1. غناء الأناشيد الشعبية القديمة ترحيبا بقدوم شهر رمضان المبارك

   

اعتاد الأطفال الصغار في مدينة مراكش، وخاصة في شوارعها وأحيائها القديمة على غناء الأناشيد الشعبية القديمة التي ترحب بقدوم شهر رمضان المبارك، في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، وخاصة عند الإعلان عن رؤية الهلال وموعد بداية شهر رمضان المبارك، وتعبر كلمات غالبية هذه الأغنيات تعبيرا صادقا عن السعادة بقدوم شهر رمضان المبارك وفضله عن بقيمة الشهور على مدار العام.

2. توقف المدخنين عن التدخين مع بداية شهر شعبان استعدادا لاستقبال شهر رمضان

   

من بين العادات القديمة والشهيرة الأخرى لدى سكان مراكش هي قيام المدخنين في المدينة، بالتوقف عن التدخين مع بداية شهر شعبان، استعدادا لشهر الصوم، بالتخلي عن كافة المعاصي والعادات السيئة والتركيز على العبادة خلال شهر رمضان المبارك، ولضمان ذلك اعتاد سكان مراكش بتذكير بعضهم البعض وتبادل النصح، لضمان الاستعداد كما يجب لاستقبال شهر رمضان المبارك.

3. تنظيف وتعطير المنازل استعدادا لشهر رمضان وتزين النساء بالحناء

   

نساء مراكش اعتدن مثل الكثير من النساء في الدول العربية والإسلامية القيام بمجموعة من الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك حيث اعتادت نساء مراكش على بدء استعداداتهن لاستقبال شهر رمضان المبارك من منتصف شعبان وتتضمن تنظيف وتعطير المنازل، وإعداد أواني وأدوات الطهي التقليدية المغربية للاستخدام (أو شرائها في حال عدم توفرها في المنزل)، استعدادا لشهر رمضان، اعتادت نساء مراكش أيضا على التزين بالحناء والعطور، على سبيل الاحتفال، تعبيرا عن سعادتهن وتطلعهن لاستقبال شهر رمضان المبارك.

4. التسوق استعداد لشهر رمضان المبارك

   

اعتاد سكان مراكش أيضا على التسوق لشراء كافة مستلزمات شهر رمضان المبارك من طعام ومشروبات وأدوات للطهي، بداية من منتصف شعبان، ومن بين أهم أدوات الطهي التي يحرص سكان مراكش على أن تتوفر في منازلهم أو أن يقوموا بشرائها في حال عدم توفرها بالمنزل قبل شهر رمضان المبارك: المجمر والطاجين والطنجية وجميعها يستخدم في إعداد أشهر الأطباق الشعبية والتقليدية في مراكش والمغرب والتي عادة ما تزين موائد الإفطار في منازل سكان مراكش خلال شهر رمضان المبارك.

5. قضاء الجزء الأكبر من اليوم في المسجد في أواخر شهر شعبان

   

من بين العادات والتقاليد الشهيرة الأخرى في مراكش والتي ترتبط ارتباط وثيق بشهر رمضان المبارك، قيام معظم الرجال من سكان مراكش بالبقاء في المسجد والانشغال بالذكر والعبادة من بعد صلاة العصر وحتى العشاء استعداد لشهر رمضان المبارك.

6. استطلاع الهلال من فوق التلال واسطح المساجد في مراكش

   

اعتاد الكثيرين من سكان مراكش أيضا على المشاركة في استطلاع الهلال بالصعود فوق التلال واسطح المساجد والقلاع في المدينة في اليوم الأخير من شهر شعبان، بعد أذان المغرب، وبعد ثبوت رؤية هلال رمضان، غالبا ما ستجد الكثيرين من سكان مراكش، يتبادلون التهاني والعناق، احتفالا بشهر رمضان المبارك.

7. تبادل الزيارة في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك

   

اعتاد سكان مراكش أيضا مثل الكثيرين في مختلف دول العالم الإسلامي والعربي على تبادل الزيارات وتناول طعام الإفطار معا، خاصة بين الأقارب وأفراد العائلة الواحدة، ثم الأصدقاء والجيران، في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.

8. قيام النفار بإيقاظ سكان المدينة وقت السحور بالدق على الطبل

   

من بين التقاليد الرمضانية الشهيرة في العديد من البلدان العربية، تقليد قيام عدد من الأشخاص بالمرور في الشوارع بعد منتصف الليل، وقت السحور، والقيام بالطرق على ما يشبه الطلبة، لإيقاظ السكان وقت السحور، ويعرف من يقومون بهذه المهمة بأسماء مختلفة أشهرها اسم المسحراتي في حين أنه يعرف في المغرب والعديد من دول شمال إفريقيا، باسم النفار والنفايري (ويعرف في دول الخليج العربي بأسماء المسحر او أبو طبيلة).

9. توزيع باعة الطعام ما تبقى من بضاعتهم قبل آذان المغرب

   

من بين التقاليد الرمضانية الشهيرة أيضا في مراكش والتي تعكس روح المودة وحب المشاركة بين سكان المدينة هي عادة الكثيرين من باعة الأطعمة على بسطات بيع الأطعمة في شوارع المدينة أن يقوموا خلال شهر رمضان المبارك، بتوزيع ما تبقى من الطعام غير المباع لديهم، على جيرانهم وأقاربهم ومعارفهم قبل موعد آذان المغرب بقليل.

10. قيام الأسر الميسورة في مراكش بتوزيع الطعام في شوارع المدينة لإفطار الصائمين من الفقراء وعابري السبيل

    

من بين العادات والتقاليد الرمضانية الأخرى المثيرة للإعجاب في مراكش تقليد قيام الأسر الميسورة أو الغنية في مراكش بتوزيع الطعام في شوارع وأحياء مراكش القديمة لإطعام الصائمين من الفقراء وأولئك الذين يتواجدون بعيدا عن منازلهم وقت الإفطار لسبب أو لآخر، وغالبا ما يكون الطعام الذي يتم توزيعه من الأطعمة المغربية الشعبية الشهيرة والتي عادة ما تتواجد على موائد الإفطار الرمضانية في المغرب مثل الحريرة وأطباق الحساء بمختلف أنواعها.

11. تشجيع الأطفال الصغار على الاحتفال ببداية شهر رمضان بارتداء الملابس المغربية التقليدية وتشجيعهم على الصيام

    

اعتاد سكان مراكش أيضا على تعريف أطفالهم منذ الصغر بمدى أهمية شهر رمضان المبارك، وتشجيعهم على الاحتفال برؤية الهلال وبداية شهر رمضان المبارك، وعادة ما يرتدي الكثير من الأطفال في مراكش أزيائهم الشعبية التقليدية، احتفالا ببداية شهر رمضان المبارك، سكان مراكش اعتادوا أيضا على تشجيع أطفالهم الصغار على الصيام وهم في سن العاشرة ومكافأتهم والاحتفال بهم والتفاخر بهم، بعد إتمامهم ليومهم الأول من الصيام.

12. حضور حلقات العلم والذكر في المساجد طوال شهر رمضان وإحياء ليلة السابع والعشرين في شهر رمضان

    

اعتاد الكثيرين من سكان مراكش أيضا على حضور حلقات العلم والذكر في المساجد والصلاة في المساجد، والاجتماع لقراءة القرآن معا في المسجد، طوال شهر رمضان وإحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان والتي يطلق عليها سكان مراكش "الليلة الفضيلة" (وتعرف في العديد من الدول العربية الأخرى بليلة القدر)، بالكثير من الذكر والصلاة والدعاء وقراءة القرآن.

أشهر الأطعمة والمأكولات الرمضانية في مراكش

• تعد مدينة مراكش واحدة من أفضل الوجهات السياحية للزيارة لمحبي الطعام والذواقة حيث تتمتع بمشهد طعام ثري للغاية كما تشتهر بأنها واحدة من أفضل المدن حول العالم للاستمتاع بما يعرف باسم طعام الشارع وهي الأطعمة التقليدية الشعبية التي تباع على عربات وبسطات الطعام في الشوارع وعادة ما تتميز بمذاقها الشهي وأسعارها الجيدة والموفرة، مشهد الطعام في مدينة مراكش دائما ما يتمتع بمذاق خاص خلال شهر رمضان المبارك حيث تتنافس المطاعم وأماكن بين الأطعمة والمشروبات على تقديم مجموعة من أفضل الأطعمة التقليدية الشعبية في المدينة بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وفي ما يلي مجموعة من أشهر الأطعمة والمأكولات التي عادة ما تتواجد على موائد الإفطار في مراكش خلال شهر رمضان المبارك:

• من بين أشهر الأطعمة الرئيسية التي عادة ما تزين موائد الإفطار في مدينة مراكش: الطنجية وهي أكلة مراكشية شعبية شهيرة (ويستخدم في صنعها لحم الخروف أو لحم البقر المتبل بتوابل متنوعة وحامض الليمون وتطهى في جرة من الفخار لمدة ليلة كاملة على نار هادئة على الفحم)، البروشيط (أسياخ اللحم أو الكباب المشوية على الفحم)، المعقودة (كريات من البطاطس المهروسة تتبل بالتوابل والأعشاب-ويمكن حشوها بأنواع مختلفة من اللحم مع الخضر- وتقلى في الزيت) وعادة ما تقدم بجانب الحريرة في شهر رمضان، الحريرة وهي واحدة من أشهر أنواع أطباق الحساء في المغرب وتعد من الأطعمة المفضلة خلال شهر رمضان المبارك (والحريرة من الأطعمة ذات الأصول الأندلسية ويستخدم في صنعها اللحم والحمص المسلوق والعدس والطماطم والبصل وزينت الزيتون، مع توابل مثل الكزبرة والقرفة)، البوبوش أو حساء الحلزون هو أيضا واحد من أشهر أنواع أطباق الحساء في المغرب (وهو عبارة عن حلزون مطهي في مرق متبل بتوابل مثل الينسون، عرق السوس، الزعتر).

  

• عادة ما تتضمن موائد الإفطار في مراكش مختلف أنواع الحلويات الشرقية مثل الكنافة والبسبوسة والقطائف إلى جانب مجموعة من الحلويات المغربية التقليدية الشهيرة مثل حلوى الشباكية المقلية والمزينة بالسمسم (وعادة ما تقدم مع الحريرة أو الشاي بالنعناع)، ومن أنواع الحلويات المغربية الأخرى المفضلة في شهر رمضان حلوى السلو (وتصنع من طحين محمص مع اللوز).

  

• موائد الإفطار والسحور في مدينة مراكز تتضمن أيضا أنواع مختلفة من المشروبات أشهرها الشاي بالنعناع وعصائر طازجة مثل عصائر التوت والعنب والشمندر، والرمان.

  

أشهر المعالم الإسلامية التي ينصح بزيارتها في مراكش خلال شهر رمضان المبارك:

• تشتهر مدينة مراكش بأنها موطن لأعداد لا حصر لها من المواقع السياحية والتاريخية الجذابة والتي تشهد على التاريخ العريق للمدينة، وتتضمن مجموعة رائعة من المعالم التاريخية الإسلامية والتي تعد خيار مثالي للزيارة خلال مناسبة دينية بمثل أهمية شهر رمضان المبارك، ومن بين أشهر المعالم الإسلامية التي ينصح بزيارتها في مراكش خلال شهر رمضان المبارك:
• مسجد الكتبية والذي يشتهر بأنه أكبر مسجد في مراكش، ويتميز بتصميمه المعماري الجذاب ونوافذه المقوسة وساحته الضخمة وحدائقه الكبيرة مترامية الأطراف، ويحتوي المسجد على 11 قبة تزينها نقوش وزخارف إسلامية.

  

• قبة المرابطية وهي واحدة من النماذج القليلة الباقية من العمارة الإسلامية في عهد المرابطين، واستخدمت في الماضي للضوء، وتتميز بتصميمها الفريد الذين يزينه زخارف باللغة المغربية القديمة.

  

• مسجد القصبة ويعرف أيضا باسم مسجد مولاي اليزيد، وهو واحد من أقدم مساجد المدينة، ويتميز بتصميمه المعماري الجذاب ومئذنته الضخمة التي يزينها البلاط الأزرق، ويعد واحد من أروع نماذج العمارة المغربية الإسلامية.

  

• مدرسة ابن يوسف وهي واحدة من المعالم التاريخية الشهيرة الأخرى التي تستحق الزيارة في مراكش ويعود تاريخها إلى عهد الدولة المرينية، وتشتهر بأنها واحدة من أقدم وأجمل المدارس الإسلامية في منطقة المغرب العربي.

  

• ضريح السعديين وهو واحد من أشهر الأضرحة والمعالم التاريخية ويشتهر بأنه موطن للعديد من الأضرحة والمقابر الفخمة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، واستخدمت لتكون مقابر للملوك السعديين وأفراد عائلاتهم، ويتميز الموقع بتصميمه المعماري الفريد، والذي يزينه مجموعة رائعة من الجداريات والزخارف والنقوش ويزينه أيضا الرخام الذهبي والإيطالي الفاخر، والبلاط الملون الفخم.