السعوديات وتربية الحيوانات الأليفة... صحياً ونفسياً

تربية الحيوانات الأليفة هي ظاهرة انتشرت مؤخراً بين الفتيات السعوديات، ولم تعد مجرد هواية تستمتع الفتيات بممارستها لشغل أوقات فراغهن، بل تطورت حتى أصبحت الحيوانات "صديقا مقربا جدا" من بعض الفتيات اللاتي يخصصن جزءا كبيراً من يومهن للجلوس معها والعناية بها بل والخروج معها أيضاً.
 
فهل تعتبر هذه الظاهرة ظاهرة إيجابية أم ظاهرة سلبية؟ 
 
محلات بيع الحيوانات الأليفة
أوضح إياد محمد مدير أحد محلات بيع الحيوانات الأليفة ان: "هناك اقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة من قبل الفتيات على أنواع كثيرة من الحيوانات الأليفة كالقطط، الكلاب، الهمسترات، الأرانب، والطيور بأنواعها المختلفة، وأيضاً الأسماك، ويتزايد بشكل خاص إقبال الفتيات على شراء القطط على اختلاف أنواعها كالفارسي، والشيرازي، والأميكي. وتصبح بعدها الفتيات زبونات دائمات للمحل فهن يحرصن على شراء الأطعمة والثياب الخاصة بحيواناتهن والشامبو والبودرة المعطرة لها، وكذلك الألعاب وأعمدة القفز والأطواق الملونة ذات الأجراس وغيرها من الكماليات".
 
الجانب الصحي
تحتاج هذه الحيوانات إلى عناية طبية فائقة حتى نتجنب نقلها للأمراض البكتيرية والفيروسية والفطريات والطفيليات، وقد بين الدكتور شادي عبدالله، طبيب بيطري يعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات: "أن اهتمام الفتيات السعوديات بالحيوانات بات مختلفا عن السابق، فلقد لمست من خلال عملي في العيادة البيطرية مدى اهتمام الفتيات بالحيوانات التي يمتلكنها، حيث إنهن حريصات جدا على أخذ المواعيد بشكل مستمر للعناية بها والاطمئنان بنظافتها، وتطعيمها ضد الفيروسات، على الرغم من ارتفاع أسعار الأدوية والمواد الغذائية والفيتامينات الخاصة ببعض الحيوانات، إلا أن ذلك لم يمنعهن من الإقبال على النوعية الجيدة منها، رغبة في تدليلها من جانب والمحافظة على صحتهن من جانب أخر".  
 
الجانب النفسي
من جهتها قالت أخصائية الطب النفسي سهير محمد: "لا أرى مشكلة في تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، وليس في ذلك دلالة على مشكلة نفسية، وبشكل عام أصبحت الفتيات تمِلْن إلى تربية الحيوانات الصغيرة اللطيفة الجميلة المنظر مثل القطط والكلاب أو بعض الطيور بدافع المتعة والزينة أو ربما بدافع التفاخر أو التباهي، وقد زادت هذه الظاهرة بعد انتشار وسائل التصوير والاتصال، فأصبحت الفتيات يضعن صورهن في حساباتهن الإلكترونية كالأنستغرام وغيره، ويتشاركن هذه الصور". 
 
وأضافت: "كما أن هناك بعض الفتيات لديهن صعوبة في التواصل الاجتماعي والمحافظة على العلاقات الإنسانية، ومن هنا يحببن التفاعل مع حيوان لطيف يلعب ويفهم ويطيع، ويصبح بالنسبة لهن مصدراً للراحة وتعويضاً عن شغف العلاقات الإنسانية، لأن هذه الحيوانات لا تتحسس ولا تزعل ولا تطالب وليس لديها توقعات معينة، ما يجعل العلاقة معها مريحة جداً بخلاف علاقات البشر المليئة بالتعقيدات، وكلما كان الحيوان أكثر ألفة وأكثر تفاعلاً كلما زاد التعلق والاهتمام به".