آنا ماري كريستين أميرة نمساوية تحت التاج البريطاني

كل قطرة دم تسري في شرايين البارونة آنا ماري كريستين، تحمل أصلا ملكيا لا يقتصر على نسبه على العائلات الملكية في أوروبا وحسب، وانما يمتد لأربعين دولة، ومع ذلك فهي لا تحمل لقبها الرسمي كأميرة بالدم، وانما بالزواج من ابن عم الملكة وأمير كنت، ولا تستمد أهميتها بهذا النسب وفقط، وانما بمؤلفاتها ومحاضراتها الغزيرة عن تاريخ العائلات المالكة وفنونها فهي المؤرخ الرسمي لكل قصص الحب والخيانة داخل القصور.
 
البارونة آنا ماري كريستين آن أغنيس هيدويغ إيدا، الأميرة مايكل كنت، هكذا تصر على أن يناديها الناس، وهذا هو توقيعها الشخصي على كل إصداراتها، وخلف هذا الاسم قصص تاريخية هي وحدها صاحبة الحق في  إثبات صحتها، بعدما أقنعت الجميع بأنها "أكثر أفراد العائلة الملكية البريطانية حملا للدماء الزرقاء"، ومن بين كل قصصها يبدو المؤكد فعليا أنها من مواليد 15 يناير عام 1945، في كارلسباد، التابعة وقتها للجمهورية الألمانية النازية، وهى منطقة انتقلت تبعيتها عبر التاريخ ما بين النمسا والمجر والتشيك، ولهذا تعود أصولها المؤكدة لهذه الدول الثلاث.
 
المؤكد أيضا أنها حصلت على لقب البارونة فور ولادتها حيث انها الأبنة الأولى للكونتيسة النمساوية آنا ماريا فون ابنة الأميرة هيدويغ فون سليلة السيدة اليانور فون شوارزنبرج شقيقة الأميرة ماريا فون ثورن اوند وهى الجد المباشر للعائلة الملكية البريطانية كلها، ووالدها البارون الألماني من أصول مجرية غونتر فون هوبرتوس، وقد تسبب انضمام الوالد للحزب النازي، لأزمة كبرى في العائلة حيث طلبت الكونتيسة الطلاق واضطرت  للهرب الى استراليا، قبل أن يستقر بها المقام في العاصمة البريطانية لندن مع مطلع عقد السبعينيات.
 
البارونة النمساوية الجميلة بحثت فور وصولها لعاصمة الضباب لندن عن "مصدر يؤمن مصاريفها الباهظة" ووجدت ضالتها في المصرفي البريطاني توماس تروبريدج الذى تزوجها بالفعل في 14 سبتمبر 1971، في كنيسة تشيلسي بلندن، وبعد سبع سنوات فقط تم فسخ الزواج رسميا من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في مايو 1978 لأسباب لم يكشف عنها حتى الان، ولكن البارونة تزوجت بعد شهر واحد فقط في 30 يونيو عام 1978، في حفل مدني في فيينا، من الأمير مايكل كنت، نجل الأمير جورج، دوق كنت والأميرة مارينا سليلة العائلات المالكة في اليونان والدنمارك، وقد وافق البابا يوحنا الثاني فيما بعد على عقد قرانهما دينيا في 29 يونيو عام 1983، ليحق لها أن تحمل رسميا لقب أميرة كنت، بينما خسر زوجها في نفس اللحظة ترتيبه في خلافة العرش بعدما كان في المرتبة الخامسة عشر، إذ ينص قانون التسوية على أن كل فرد من العائلة المالكة يتزوج من تابع لكنيسة الروم الكاثوليك يحرم من الوصول للعرش، على أن هذا الحرمان لا يطال أولاده اللورد فريدريك ويندسور، من مواليد 6 أبريل 1979، والسيدة غابرييلا ويندسور، من مواليد 23 أبريل 1981.
 
لقب أميرة كنت لم يمنح آنا ماري كريستين الحصانة الملكية فحسب، ولكنه فتح لها كل أبواب القصور الملكية لتمارس هوايتها في تأليف الكتب التاريخية وخاصة المتعلقة بقصص الحب والخيانة داخل العائلات الملكية استنادا للأرشيف السرى الملكي، بالإضافة الى محاضرات أسبوعية عن تاريخ الملوك والملكات والأميرات، ورغم أن موقعها لا يسمح لها بالقيام بمهام ملكية، الا أن الملكة اليزابيث قررت تكليفها بمهام تمثيلها شخصيا، كما باتت شريكة لزوجها في كل المهام الخيرية، كما تم منحها وزوجها مقرا للإقامة بقصر كنسينغتون على نفقة الملكة، وهى الجار الأقرب لدوق ودوقة كمبريدج الآن.
 
أصدرت الأميرة آنا ثلاثة كتب تاريخية رسمية، أولها " ثمانية حفلات زفاف ملكية" ويحكى قصص زواج ثمان أميرات لأسباب سياسية، وقد صدر باللغات الفرنسية والاسبانية والإيطالية والألمانية بالإضافة الى الإنكليزية، والكتاب الثاني" كيوبيد والملك" عن أهم محظيات وعشيقات الملوك، والأخير "الثعبان والخيانة" وهو سرد لقصص الحب والخيانة والحرب في حياة الملك هنري الثامن، ولديها رواية وحيدة مستمدة أيضا من أحداث تاريخية وهي "ملكة على أربع ممالك".