الزواج.. رمانة مغلقة

تكثر الأمثال الشائعة والتشبيهات عن الزواج لجهة السعادة والتعاسة فيه، فهناك من يشبهه بقارورة مغلقة أولها عسل وآخرها حظوظ بين شخص وآخر، فيما يقول آخرون إن الزواج هو كالرمانة المغلقة تماما لا تدري قبل تقطيعها مقدار حلاوتها أو حموضتها. هذه التشبيهات ليست وليدة اللحظة، بل إنها قائمة على تجارب وخبرات كثيرة، فتجد أغلبها صحيحا لكن الخطأ فيها هو أنها ليست مبنية على الحظوظ. تعالي بنا أولا عزيزتي زائرة "هي" لنتفق على أن الحظ كلمة مستحدثة لا أصل أو دخل أو دور لها، فـ"ما يصيبك ما كان ليخطئك"، في الزواج والعلاقات الزوجية انتقال المسألة من عسل مصفى إلى أشياء أخرى ليس سببه الحظ، إنما سببه سوء تصرف أو سوء اختيار. طبيعتنا نحن كفتيات دائما يكون لدينا سقف أعلى من التوقعات قد ننهار إذا جاء الوقع أقل بكثير من هذا السقف، وهو نفس الأمر بالنسبة للرجل وإن كان بنسبة أقل، من هنا تبدأ المشاكل، ونبدأ بالحنين لأيام سابقة كارهين ساعة الزواج، - مع أننا كنا نجري ونلهث خلفها بأنفسنا-. يجب على كل امرأة وعروس جديدة، وكذلك على كل رجل وعريس جديد، أن يتعامل مع الواقع والمتاح، وأن لا يبقى أسيرا لأحلامه السابقة، حتى تتمكن سفينة الأسرة من المضي قدما بهدوء وسكينة، فالأمر يحتاج من الطرفين لتعلم فنون إدارة الواقع إن صح التعبير، فما حدث قد حدث ولا سبيل للتراجع، فإما أن نلجأ لاستخدام الذكاء والعقل والمنطق، أو ننجرف وراء الخلافات والأزمات. وسواء اخترنا هذا الطريق أو ذك، علينا أن نكف عن اتهام الزواج بالوقوف وراء ما نحن فيه، فالزواج بريء والمشكلة في أشخاصنا وفي طبيعتها صعبة الإرضاء.