الجمهور العربي والزهايمر الرمضاني

فاتن أمان رمضان مبارك علينا وعليكم، وإنشاء الله ينعاد علينا سنين وسنين، ومع كل رمضان نكتشف أن العالم العربي يعاني من علة خطيرة وهي الزهايمر. وهو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون الموقت، ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير! والمشتركون في أي من تلك البرامج، سواء من الفنانين أو الناس العاديين، صوروا وهم لا يعلمون بأنها كاميرا خفية، و"شربوا" المقلب ونحن علينا "أن نصدق أنهم مش عارفين" - فقد فقدوا الذاكرة - والنكتة أن نفس الوجوه من الفنانين تتكرر كل عام "تشرب" المقلب ثم تعود لنا في العام الذي يليه لتتصنع الدهشة حتى باتت مكشوفة. وكل عام يزيد عدد المشاركين في المقلب الذي كان يقوم به شخص واحد لرفع ضغط النجم، - الذي يحاول إيهامنا- أنه تفاجأ، ويصبح عصبياً وقد يصاب بحالة من حالات الجنون المؤقت والهلوسة تجعله في بعض الأحيان يحاول القضاء على من قاموا بأداء المقلب، ليتم في النهاية الاعتراف له بأنها الكاميرا الخفية ويليها ضحك وقهقهة وحشو الفضائيات بهذا الهراء في حالة مستمرة من تدني احترام المتابع. علما أن أساس فكرة الكاميرا الخفية هو اصطياد القفشة والضحك عليها، لكن "جماعتنا" تمارس الضحك على المواطن العربي بكافة فئاته، وتجعل منه مادة اعلامية مجانية حيث تستفزه وتستنزفه وتنال منه ثم تطلب منه أن يهدأ لأنها مجرد "كاميرا خفية" والمشارك مريض والمريض ليس عليه حرج فهو مصاب... بالزهايمر الرمضاني.