خبراء: الأحداث السلبية في الأسرة تصيب الأطفال بالسكري

الطفل كائن حساس للغاية يرتبط منذ لحظة ولادته بأمه وأبيه وتنشأ علاقة قوية في ما بينهم، وبالتالي فإن تواجد الأب والأم معاً في حياة الطفل أمر هام وحيوي بالنسبة له بل هو الحياة بكل ما تحمله معه من سعادة وبهجة، ولكن أحيانا ولظروف لا يد للأب والأم فيها كوفاة أحدهم، وهو الحدث الأكثر إيلاما للطفل.
 
فقد يعتقد المحيطون بالطفل أنه لن يشعر بفقدانهم لأنه مازال صغيرا، وهذا إعتقاد خاطئ لا أساس له من الصحة، لأن الطفل يشعر بفراق الأب أو الأم ووبغيابهم، ولكنه يدخر ألمه في نفسه فلا زال صغيرا لا يستطيع التعبير، وفي حالات أخرى يحزن فيها الطفل كثيرا وهي إنفصالهما عن بعضهما، ما يؤثر سلبا في حياة الطفل وسلوكه.
 
وفي هذا الصدد تناولت دراسة سويدية لباحثين في جامعة لينكوبنج أثر الأحداث الحياتية السيئة، من موت، أو مرض، أو إنفصال للوالدين على الصحة العامة للطفل، كما تسبب له الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
 
وبحسب تقرير "العربية" فقد توصل الباحثون لهذه النتائج من خلال  دراسة 10 آلاف أسرة، تتراوح أعمار أبنائها بين 2  و14 عاماً، وبتسليط الضوء على المشاكل الصحية التي تعرض لها الأبناء خال هذه الفترة، حيث توصلوا إلى أن 58 طفلا قد أصيبوا بالسكري من النوع الأول، ونشأ رابطين سبب الإصابة بحدوث أحداث مؤثرة في حياة هؤلاء الأطفال، كالطلاق والحرمان من أحد الأبوين، أو كلاهما في بعض الأحيان، في حين لم يلاحظ أي تأثير سلبي على صحة الأطفال الذين ترعرعوا في بيئة أسرية هادئة وخالية من المشاحنات والمشاكل. 
 
كما تبين أن حالة الطفل الصحية تزداد سوءا بموت أحد والديه ما يزيد من إحتمال إصابته بالسكري من النوع الأول بمعدل ثلاثة أضعاف الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الإنفصال والطلاق.
 
وقد علل الباحثون ذلك بسبب الآثار السلبية لهذه الأحداث التي تدمر خلايا البنكرياس وترفع الإحتياج للأنسولين، وهو نتيجة لردود أفعال الأطفال بعد تعرضهم لنوبات من القلق والتوتر.
 
لذلك نادى الباحثون بضرورة الحرص على صحة الأطفال بإبعادهم قدر الإمكان عن الأحداث التي من شأنها أن تدمر صحتهم وجهازهم المناعي، وتوفير بيئة هادئة لنمو الطفل بالقدر الذي يحميه من أي عوارض نفسية أو صحية، فهم أمانة في أيدينا.