هكذا تساعدون أطفالكم عند حتمية الإنفصال!

عندما يعجز الوالدان عن الإستمرار في الحياة الزوجية ويصبح الإنفصال والطلاق هما الحل الوحيد الذي سينهي جميع الخلافات المستعصية، والذي سيبعث الهدوء في نفس وراحة كل طرف، بل أنه في كثير من الأحيان يكون الطلاق عاملا إيجابيا في تنشئة الطفل مقارنة بسلبيات استمرار الزواج مع الإختلافات الجوهرية بين الطرفين عنه في حالة الطلاق إذا ما تم بالطريقة الصحيحة اللازمة لتحقيق سلامة الطفل النفسية.
 
عندما يكون الطفل صغيرا لا يعي شيئا لن يكون هناك جهد مبذول لمساعدته عند حدوث ذلك، وسيأتي عبء التعامل مع المشكلة في مرحلة لاحقة عندما يكون بالعمر الذي بيدأ فيه بطرح التساؤلات والإستفسار عن عدم وجود إحدى الطرفين بصفة دائمة.
 
المصاب الأكثر والوحيد هو الطفل، والأبناء بوجه عام، لما يشعرون به من ألم وضغوطات وصراعات نفسية شديدة، وتساؤلات عديدة تجعلهم في حيرة من أمرهم، وتسبب لهم حب العزلة، والإنطواء وإضطرابات سلوكية في كثير من الأحيان.
 
والآن ما هي الأمور التي من شأنها التخفيف من حدة التوتر المصاحب لعملية الإنفصال وطلاق الأب والأم على نفسية الطفل؟
 
بداية ليس من حق أي شخص أن يشكك في قدر حب كلا من الأب والأم لطفلهما، ومن المؤكد أنهم قد قاوموا حدوث الإنفصال خوفا عليه دون جدوى، لذلك ينبغي عليهم تعويض الطفل وتخفيف ما يلقاه من ألم عن طريق ما يلي: 
 
* الحرص على أن يتم الطلاق في هدوء
فيكفى على نفسية الطفل حزنه وألمه لإنفصال أبيه وأمه عن بعضهما، ولا داعي أبدا لخلق مشكلات مصاحبة للإنفصال. فلابد من إتمام ذلك بطريقة سليمة.
 
* كونا صديقين
من المؤكد أن الزوجين يحملان في نفسهما شيئا سعيدا كان بينهما وجمعهما في يوم من الأيام، فليغفر كل طرف ما لاقاه من الآخر، وأن يخطط كل منهما لبدء حياة جديدة، والأروع عندما يصبحا أصدقاء أو في علاقة جيدة فبينهما طفل رائع يستحق بذل الكثير من الجهد للحفاظ عليه، وسينعكس أثر ذلك على معاملة المجتمع للطفل، فلن يكون عرضة لإضطهاد أي شخص له. 
 
* التأكيد على أهمية الطفل وأنه سيظل له الأولوية عند كليهما
فلا ضرر أن يعبر الوالدين لطفليهما عن مدى حبهم له، وأنه سيظل محل إهتمامهما دائما، فإن من شأن ذلك أن يشعره بالأمان والطمأنينة.
 
* عدم تشويه صورة الأب للأم أو العكس أمام الطفل
يقع الكثير من الأزواج المقبلين على الطلاق في خطأ كبير ذو أثر عميق على نفسية الطفل، ألا وهو تشوية صورة الطرف الآخر أمام الطفل حتى يكسب عطف الطفل وميله له أكثر، الأمر الذي يبنعكس سلبا على نفسية الطفل، بل ينبغي ذكر كل طرف لمحاسن الآخر عند الحديث مع طفله، فإن ذلك سيبعث الراحة في نفسه.
 
* وضع خطة منظمة لتبادل الزيارات من قبل الوالدين
حتى يكون هناك تواصل نفسي بين الطفل ووالديه، فلا يشعر أبدا بفقدان أحدهما، وعلى كل طرف الحرص دوما على الإلتزام بميعاد الزيارة الخاصة بالطفل, ومهاتفته والإعتذار مسبقا له وشرح أسباب عدم لقائهم، إذ سيعزز ذلك من ثقة الطفل بنفسه فهناك من يقدره ويعتذر له، ويفكر فيه.
 
* ضرورة إتاحة الفرصة للطفل بالنقاش في وجودكما معا
فقد يكون هناك ما يريد الطفل التعبير عنه أمامكما، فيجب أن تساعداه على طرح ما يجول بخاطره لتخفيف ما بداخله من ضغوطات، على أن يتم ذلك في جو أسري هاديء ودافء، فالطلاق لن يغير من كونكما أبا، أما لهذا الطفل.