أمهات يسألن: لماذا يرفض الرجل تناول أقراص منع الحمل؟

إن تنظيم الأسرة يجب أن لا يترك على عاتق المرأة وحدها، فالحياة الزوجية قائمة على الشراكة في كل شىء إلا بعض الحالات الحساسة كإشكالية رفض الكثير من الرجال لتناول أقراص الحمل، ولا أعلم لماذا لا تؤخذ الإجراءات الملزمة للرجل ليكون جزءاً من التنظيم في النسل حتى ولو بالتناوب لإعطاء الأم فترة راحة من تناول العقاقير والأدوية  الهرمونية التي قد تؤثر على صحتها آخذين في الإعتبار تعرض بعض الأمهات ممن يتناولن أقراص منع الحمل لتكرار مشاكل النزف وما يصاحبه من مشاكل صحية تترتب عليه كفقر الدم إضافة إلى تأثر الرحم بمشاكل أخرى جراء استعمال بعض موانع الحمل المادية لفترات طويلة كاللولب، والتي تنتهي في أغلب الأحوال بإستئصال الرحم. أعلم أن الله سبحانه وتعالى قد خلق المرأة على قدر كبير من المسؤولية، ولكن هل هناك من يرفق بها وبصحتها وبحقها في حياة طبيعية تقل فيها المخاطر الصحية. 
 
 وأقراص الحمل مثلها مثل أي دواء آخر يتم تجربته أولا قبل أن يتم طرحه للإستعمال، كما أنه سيصرف بمعرفة الطبيب وتحت مسؤوليته، ولها آثار جانبية مثلها مثل أي دواء. وبالرغم من التقدم الملحوظ في مجال اكتشاف أدوية لمنع الحمل عن طريق الرجل وليس المرأة إلا أن السواد الأعظم من الرجال يرفض تناولها، في حين أنها  تلقى إهتماما عالميا لتخفيف العبء عن صحة المرأة، وأيضا لأسباب أخرى كما في حالات عدم استجابة المرأة لموانع الحمل وحدوث الحمل رغما عنها مع اتباعها لوسائل منع الحمل. 
 
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء الإستجابة لهذا الإتجاه والتي تشكل رأي الرجل وتحسم الموقف برفضه لها ويمكن سرد أهمها فيما يلي:
 
أولا: العادات والتقاليد
فقد اعتاد المجتمع أن تكون المرأة وحدها هي المسؤولة عن منع الحمل، ونظرتهم البعض منهم للرمأة على أنها أداة خلقت لتحقيق المتعة للرجل، والإنجاب لرغبته في الذرية، ومنعه في حالة التنظيم.  
 
ثانيا: الخوف من انتقاص الرجولة
ولا أفهم ما علاقة تناول مثل هذه الأدوية بالرجولة، فالرجولة هي مجموعة من القيم المعنوية عظيمة الأثر منها المشاركة والإحساس بالآخر وتحمل المسؤولية وعدم الهروب منها، وهي لا تتجزأ كما أن المسؤولية لا تتجزأ أيضا، ونحن هنا نتحدث عن مسؤولية مشتركة من الزوجين لمنع الحمل فترة من أجل التنظيم ولصالح الأسرة فلما نلقي بها على عاتق طرف معين دون الآخر.
 
ثالثا:الخوف من العقم
إذ يرى بعض الرجال أنه من الصعب أن يجعل نفسه عرضة للتعرض للعقم، فالأطفال رزق من الله فكيف يحرم نفسه من هذا الرزق بتناول دواء يضر بصحته!!
 
رابعا: لتجبنب اللوم 
فبعض الرجال يتخوف من أن يكون ملزما بدواء إذا لم يتذكره من الممكن أن يحدث الحمل بالتأكيد، وبالتالي سيكون هو الملام الأول في حدوث ذلك.
 
خامسا: لقلة ثقة المرأة بالرجل في هذا الأمر
يحدث أن ترفض النساء إلقاء المسؤولية على الرجل لقلة ثقتها في مدى حرصه على تناول الحبوب في الوقت المناسب، خاصة إذا كان قرار منع الحمل بدافع أقوى من المرأة لمعاناتها من تكرار الحمل ورغبتها في الحصول على هدنة تستعيد فيها صحتها وقوتها لتكون قادرة على مراعاة أسرتها.