هل تكرهين طفلك؟

هي: ريهام كامل 
 
للإجابة على هذا السؤال الذي من المؤكد أنه أدهش جميع الأمهات أتمنى أن تتسع صدوركن لمتابعة القراءة والتعرف على أخطائنا في تربية أطفالنا.
 
إن تربية الطفل تحتاج لنوع من الثبات الإنفعالي وضبط النفس بحيث أن يراعي الأباء عدم الأفراط في سلوك معين وممارسته باستمرار على الأبناء، فالإفراط في سلوك معين أثناء تربية الطفل يعكس أثره السلبي علي تصرفات الطفل في كافة أفعاله ويمتد معه الي ما بعد الطفولة ليصاحبه في كل مراحله العمرية.
 
واذا سلطنا الضوء علي أحد السلوكيات واقساها وقعا علي الطفل وهو التدليل الزائد بحيث لا يكترث الآباء له ظناً منهم انه بتدليل أبنائهم ففي ذلك رغبة منهم في اظهار الحب. ويأخد إظهار الحب للطفل شكلا معاكسا لما يريه الأباء في تشكيل وصياغة شخصية ابنائهم المستقبلية حيث يتجه الآباء نحو الطفل بمشاعر فياضة أكثر مما ينبغي من خوف وحرص واهتمام ورعاية بنطاق أكبر حجما مما يجب ان يكون عليه ويتناسى دور عقله كناضج في إرشاد طفله وتحفيزه علي اجتياز بعض المهام بنفسه.
 
فتجد الأباء هم من يقومون بفعل كل شيء يحتاجه الطفل من دون أن يطالبوه بالمشاركة الإيجابية الفعالة، أو عند قيام الطفل بسلوك خاطئ لا يتبعون معه العقاب المطلوب من حرمانه من شيء محبب له بل نجدهم يبتعدون ببصرهم عما اقترفه الطفل من خطأ.
 
وليس هذا فقط بل يذهبون ويحضرون له ما يفضله او يشاهدون ما قام به من خطأ ويدخلون في نوبة ضحك عفوية علي ما قام به الطفل فحين أنه يجب ان يتخذوا موقفا صارما تجاه السلوك الخاطئ وهذا ماينشأ عليه الطفل ويترسخ داخله فلا يوجد عقاب عند اقتراف الاخطاء. فمن وجهة نظر الأباء ان طفلهم صغير لا يدرك بعد الخطأ من الصواب، وهذا ما يدفعهم للضحك، وبالتالي الإبتعاد عن الجانب الواقعي في تفعيل دور العقاب والثواب عند الطفل.
 
يكبر الطفل ويتجاوز مرحلة عمرية بعد أخرى ليجد نفسه مهمشا علي جانب الحياة، فقد كان في معزل عن دروبها غارقا في بحر التدليل  وفيما يلي محاولة منا لبيان أثر التدليل الزائد علي الطفل:
 
•خلق عضوا خامل لا يجيد التفاعل مع كافة امور الحياة 
فأعتياده علي التقاعس وعدم القيام بأي نشاطات تشجعه عليها الأسره يجعله غير فعال ولا يميل للأدوار التفاعلية لاثبات دوره 
 
•لا يمكنه تحديد اهدافه واتخاذ قرارات واضحة 
حيث أنه وجد مسبقا من ينوب عنه في اتخاذ كل القرارات المريحة والمدللة له اصبح لا يعلم ان لتحديد الهدف والسعي وبذل الجهد للوصول اليه لذة اخرى 
 
•السلبية هي منهجه 
الرؤية العقلية الصحيحة تنمو من المشاركة والمداخلة في النقاشات وابداء الرأي حيث نجد ان النقاش هو التربة الخصبة لنضج الافكار الأيجابية ومعرفة الأراء السلبية وتفاديها  
 
•الاكتئاب رفيقه طيلة الوقت 
هناك شيئا ما بداخله يريد التدليل الذي اعتاد عليه وشيئا يراه في الواقع يحتاج الى شيء من الحزم هو لا ينشأ عليه فيدخل في صراع يسبب له النفور من كل شيء
 
•الفشل في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة
العلاقات الإجتماعية الناجحة تقوم علي تبادل العطاء وهو نشأ علي اخذ كل شئ يريده دون عناء فلا يقدر علي العطاء وبالتالي لا يتمكن من تكوين علاقات اجتماعية ناجحة
 
•الأنانية هي العامل الأبرز علي كل تصرفاته 
فقد لمس في تعامل أبائه معه انهم يريدان جلب كل شئ له سواء قام بطلبه او لم يطلبه كل شئ متوفر له بشكل فردى وهو اولا في كل شئ فكيف له ان يغير موقعه ؟
 
•لا يقدر علي المواجهة 
شعوره بالخوف تجاه كل شيء او قرار يتخذه  يفقده القدرة علي المواجهة الذاتية او الجماعية وسرعان ما يتراجع عما عزم القيام به لتردده المستمرر واهتزاز ثقته بنفسه.
 
•ناقم علي كل شيء
لا يري شيئا يناسب افكاره الخاطئة التى ترسخت بعقله وسرعان ما يحدث تضارب بين ما اعتاد عليه وما وجده فعليا امامه 
 
لذلك عليك أن تعي جيدا عزيزتي الأم أن تكرهين طفلك بتدليله الزائد، وتزجين به في طريق لا يسلم أبدا من عقباه...