لا تجبري طفلك على الصيام

هي: ريهام كامل
 
الصيام هدوء للنفس وراحة للجسد ومتعة يشعر بها الكبير والصغير أيضا، حتى وإن لم يصم أطفالنا فهم يتمتعون حتما بكل ما يفيض به الشهر الكريم من بهجة وسرور وطمأنينة. ولا شك أن اجتماع العائلة في شهر رمضان مكسب كبير لنا ولأطفالنا بعد أن سئمنا من وضع لا تجتمع فيه الأسرة إلا مرات قليلة نظراً لضعوط الحياة واختلاف مواعيد العمل لكل فرد.
 
لذا علينا أن نسمح لأطفالنا التمتع بهذا الشهر الكريم، وكذلك تقريبهم من معنى الصيام، لكن ليس بالاجبار بل بالاقناع وبالبدء تدريجيا بالأمر، فعليك عزيزتي الأم التحلي بالصبر والحكمة خصوصاً إذا كان طفلك يصوم لأول مرة ولا تنسي أبدا أن الإنطباعات الأولى تبقى في الأذهان وتدوم طويلا فحاولي أن تتركي أثرا إيجابيا في نفس الطفل عن الصيام وشهر رمضان المبارك.
 
وفي هذا الموضوع نستعين بالأستاذة شيماء شرف الدين مدربة الآباء طرق التربية الايجابية، ومثقفة صحية للأطفال لتعلمنا من خبرتها في هذا الصدد فتقول: 
 
بداية أود أن أطرح على الأم عدة تساؤلات ومنها كيف تتعاملين مع طفلك الصائم أول صيام له؟ هل تريدين تشجيعه، واعطاءه دفعة للامام؟ اذا هيا لنجل سويا بين حدائق التربية الايجابية. لنقطف بعض ثمارها و نتيح بها فرصة تزيين صومنا بالراحة و السعادة.
 
 أولا: أحب ان أقدم لك مفهوم التربية الايجابية هي تربية ليست مبنية على أسس الثواب و العقاب ولكنها تقدم بدائل ايجابية للثواب و العقاب... لماذا؟ هل تربية الطفل على الثواب والعقاب تربي بداخله حافزا داخليا؟ هل اذا انقطع الثواب او العقاب سيستمر الطفل في حبه للشيء الذي نربيه عليه؟ الحقيقة ان الاجابة غالبا لا... ولذلك ظهرت التربية الايجابية لتقدم لنا العواقب المنطقية بدلا من العقاب اللا منطقي واسلوب التشجيع بدلا من اسلوب المكافآت اسلوب التحفيز بدلا من الحوافز السؤال المشجع بدلا من الأمر المباشر وبدائل اخرى كثيرة تغرس في الطفل حب الشيء لذاته بدلا من اضطراره له خوفا من العقاب او طمعا في ثواب. وبتحقيق ذلك سنجني أطفالا غرس لديهم الحب والاحترام المتبادل والإعتماد على النفس وعلاقة صحيحة طويلة الأمد فيكون صيامهم مستمراً مدى الحياة لنيل رضا الله و رضاه عن نفسه وليس خوفا من ابائه او طمعا في هداياهم. 
 
واليوم سنعطي مثالا واحدا كتطبيق مثلا طفل يرفض الصيام وهو في سن مناسب لذلك مثلا 9 او 10 سنوات ونفترض انه يحب الاي باد الأم، التي تستخدم العقاب ستقول له "اذا لم تصم سأحرمك من الاي باد طول اليوم"، اما التي تستخدم العواقب المنطقية ستقول له: 'اذا لم يكن لديك طاقة للصيام فهل هناك للاي باد؟ لما يكون لديك طاقة لتصوم حينها ساعطيك الاي باد أول ما تنهي افطارك و حتى نبرة الصوت والمشاعر تنتقل للطفل..فتنقله من عناد و رفض لطاعة وتعاون معك... أي الطريقيتن اخترتِ؟
 
رمضان كريم وصوم مقبول لكم ولأسركم جميعا...