تجربتي ليومٍ كامل من الدلال في تاليس سبا

ليس هناك ما هو أجمل من تدليل النفس بقليل من الرفاهية والاهتمام على أيدي خبراء في رعاية الجسم وتصفية الذهن في أجواء تعمها السكينة و باستخدام منتجات رائعة مصنوعة مواد طبيعية ذات تأثير مذهل لا يعلم سرها إلا صناعها. 
 
وعلى الرغم من إدراكنا لأهمية استقطاع بعض الوقت للركود والاهتمام بالنفس وتجديد الطاقة إلا أننا غالباً ما يسرقنا الزمن وأجنداتنا المليئة بالمواعيد والمهام من الالتزام بهذا الوقت المستقطع ليصبح مجرد رغبة أو أمنية بأجل غير مسمى. 
 
ولقد اختبرنا لكم هذا الأسبوع تمضية يوم كامل من الدلال في أحضان تاليس سبا في مدينة جميرا. بدأ يومي مع تاليس سبا في الساعة 11:30 صباحاً أي قبل نصف ساعة من موعد التدليك المخصص للاسترخاء وإزالة التوتر و سمومه من الجسم. أبدى طاقم السبا اهتماماً رائعاً منذ أن وطأت قدماي المدخل وتمت إجراءات التسجيل بشكل سريع وقد تميزت قائمة التسجيل عن غيرها بوجود أسئلة عن المشكلات التي أرغب في لفت النظر إليها سواء في الوجه مثل البثور، الاحمرار، التجاعيد، الجفاف وغيرها وكذلك في الجسم مثل احتباس السوائل، ضعف الدورة الدموية، تركز السيلولايت في منطقة معينة وغير ذلك؛ حيث سوف تقوم المختصة بالتدليك بمراعاة الأمور التي تم الإشارة إليها ومناقشتها مع الضيفة. 
 
بعد إرشادي إلى الخزانة لأضع فيها حاجياتي و تزويدي بروب وخفين ناعمين بدأ اليوم باحتساء بكوب من شاي الزنجبيل محلى بالعسل الصافي وقراءة بعض المجلات حول أفضل منتجعات العالم... ومن ثم كان الاستمتاع بحمام البخار (السونا) لمدة ربع ساعة تلتها جلسة تدليك رائعة على يد الخبيرة "سونام" من جنوب أفريقيا. 
 
ما يميز المكان حقاً هو وجود غرف التدليك في مبانٍ خارجية مع المحافظة على خصوصية الزوار. حيث خرجنا من غرفة التدليك إلى ممر معزول بسقف مفتوح على سماء زرقاء صافية وأشجار مزهرة ونوافير تشدو بألحان خرير الماء مع وجود كراسي وطاولات للجلوس والاستمتاع بشاي الأعشاب أو الفاكهة الطازجة. 
 
وبعد أن زال عناء الأسبوع بواسطة جلسة التدليك استمرت الرعاية بتقديم الغداء حول بركة السباحة والتلذذ بشمس كانون الثاني الدافئة. مما لا شك فيه أن الخيارات في قائمة الغداء كانت صحية وقد اخترت منها عصير التوت البري وصدر الدجاج بالهليون والخضروات مع قطعتين من الخبر الأسمر ومعجون الأفوكادو. ولكن علي أن أعترف أنني رغبت جداً في قطعة من الشوكولاتة حتى يصبح نهاري الجميل مكتملاً ولكن لا تجري الرياح دائماً بما تشتهي السفن! 
 
استمر الاسترخاء بعد فترة الغداء لمدة ساعتين تنوعت بين تجربة المنتجات الرائعة التي يقدمها السبا والحائزة على جوائز عدة وتحمل اسم "شفا Shiffa" وقد أعجبني بالفعل زيت الشعر ذو الرائحة المنعشة خلافاً لزيوت الشعرالمعتادة وكذلك زيت الاسترخاء الذي يوضع قبل النوم ليريح العضلات ويساعد الجسم والعقل على التنعم بنوم عميق، هذا والمزيد من الاستجمام الخارجي والقراءة. 
 
أما الفقرة الأخيرة من اليوم فقد كانت حصة اليوغا التي يتم تنظيمها على شاطئ البحر وقت الغروب حيث تبهج العين بمنظر رائع لأمواج البحر وترتاح القدمان بإحساس جميل بالرمال الناعمة تحتحاشية التمرين المطاطية. وعلى الرغم من النسمات المسائية الباردة إلا أن تمارين التأمل والتركيز على التنفس وصقل العضلات بوضعيات اليوغا بإرشادات من المدرب "عقيل" كانت الختام المثالي لهذا اليوم.