من جديد... "فيروس نادر" يثير مخاوف المجتمع السعودي

لم تهدأ بعد مخاوف المجتمع السعودي حول الأنباء التي انتشرت بما أسماه البعض بـ "الفيروس الغامض" منذ أسابيع قليلة، على الرغم من تأكيد وزارة الصحة عدم وجود أي فيروس أو مرض غامض، وأن الوضع الوبائي مطمئن للغاية، لتتجدد هذه المخاوف مرة أخرى مع أنباء جديدة تشير إلى وجود "فيروس نادر" ليس له علاج يصيب الأطفال!
 
بدأت هذه المخاوف بنشر إحدى المواقع الإلكترونية أخبار عن فيروس غامض ونادر يلتهم دم الأطفال يسمى بفيروس "الأبتشين بار"، وتم تناقل هذا الخبر بشكل واسع على الساحة الإعلامية،  مستدلين على ذلك بحالة طفل مصري يدعى أدهم، يعاني من فيروس "الأبتشين بار" النادر، ويمكث منذ ما يقارب الشهر في المستشفى دون أي تحسن يذكر، ومناشدة أسرة الطفل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمسؤولين لمتابعة الحالة، وإنقاذ الطفل وإنهاء معاناته الصحية مع المرض.
 
وتفجرت هذه المخاوف عندما ظهر خبر جديد عن وفاة طفل سعودي وهو سعود صالح الحارثي، بعد معاناته مع ذات المرض الذي شخص بداية على أنه فيروس مجهول، ولم يتمكن الأطباء من تحديده، الأمر الذي ضاعف سوء حالة الطفل وأدى إلى وفاته، علماً بأن الطفل سعود كان قد أصيب بارتفاع درجة الحرارة وطفح جلدي على الجسم في بداية المرض، وبعد محاولات في علاجه عبر المضادات الحيوية توفي نتيجة انخفاض شديد في صوديوم الدم، ما أدى إلى تجمع سوائل في الدماغ. 
 
هذا ما أشار إليه والد الطفل سعود عبر الصحف بعد أن فقد ابنه ضحية لهذا الفيروس مطالبا بمحاسبة المسؤولين، ومطالبا وزارة الصحة بالتحقق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاة طفله، مؤكداً أن ابنه لم يجد العناية الكاملة التي تتصدى لهذا الفيروس الخبيث وطال إهماله، ولم يتم التعرف على هذا الفيروس أو حتى علاجه، حتى توفي طفله.
 
أثارت تلك الحالتين تساؤلات وتعليقات كثيرة من قبل متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، وأبدى الكثير منهم عن مخاوفهم من ظهور هذا الفيروس الغامض وفي فترة متقاربة جداً، خاصة وأنه أحد أنواع الفيروسات القاتلة التي يجب أن يتم الانتباه لها، مطالبين وزارة الصحة بأن تعمل على كشف لغز هذا المرض الذي يجهله الأطباء في بدايته، ما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية نتيجة تأخر الكشف عن الفيروس، وتأتي تلك المطالبات حفاظاً على عدم تفشي نوع جديد من الفيروسات والتصدي لها قبل انتشارها.
 
يُذكر بأن فيروس "الأبتشين بار" يعتبر من عائلة فيروسات الهربس، وهو مرض فيروسي يصيب الأشخاص عن طريق الجهاز التنفسي وعن طريق اللعاب، ويصيب جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال، ولا تصاحب إصابته للأطفال عادة أي أعراض، بينما ينتج عنه عند المراهقين والبالغين داء وحيدات النوى الخمجي في 40% من الحالات.
 
وتتمثل أعراضه في الحمى، التهاب الحلق، التهاب في الغدد الليمفاوية، ظهور طفح جلدي، كما يؤثر هذا المرض على الكبد والطحال في كثير من الأوقات، بالإضافة إلى أنه قد يؤثر على النخاع العظمي، إذ يعمل على تقليل إنتاج كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، الأمر الذي يعد من العوامل الخطيرة التي تستوجب العلاج والمتابعة.
 
وعادة ينتقل فيروس "الأبتشين بار" عبر الاتصال المباشر وخاصة عبر اللعاب، لذا سمي بـ"مرض التقبيل"، وأحياناً يكون الفيروس موجوداً داخل لعاب الأصحاء دون التسبب بالمرض، ويعتبر انتقال المرض عبر الهواء أو الدم قليل الحدوث.