لا يكون الوقت متأخراً أبداً للإنجاز

شاهدتُ اليوم سيدة في الواحد والتسعين من عمرها، تعمل مخترعةً في إحدى الشركات؛ تقول أنها تمنت أن تكون مخترعةً منذ كان عمرها 10 سنوات، وقد وصلت لتحقيق حلمها بعد أكثر من 80 عاماً.
 
هل تكون هذه السيدة إستثناءً، أم أنه لا يكون الوقت متأخراً أبداً للإنجاز؟
 
يحلم الكثيرون بتحقيق أحلام كبيرة، تراود مخيلتهم منذ الصغر، بعدها يتحقق والبعض الآخر يبقى طي التمني. لكن في النهاية، يبدو أنه مع التصميم والرغبة في التغيير، يتحقق بعضٌ مما نتمناه ولو في وقت متأخر أو غير الوقت الذي نخصَصه لذلك.
 
نحتاج لتعلَم بعض الأمور قبل إتقان أو تحقيق شيء ما، كذلك نحتاج لدفعة من التشجيع الذاتي قبل تشجيع الآخرين لنبدأ بتحقيق ما نحلم به. ليس هناك مستحيلٌ إلا إن ارتبط بالتخاذل والتقاعس والتأجيل، الوقت لا يسرق منا شيئاً إلا حياتنا، لكنه لا يقف عائقاً أمام تحقيق ما نريد عندما نريد.
 
ما فعلته هذه السيدة التسعينية ليس مستحيلاً، هو فقط تحقيقٌ لحلم بدأ صغيراً وكبر معها. حلمٌ إنتظر الوقت المناسب والفرصة المناسبة ليصبح حقيقة ناجزة، تحقق معه هذه السيدة شيئاً تمنته وحلمت به طويلاً.
 
وأنت عزيزتي، هل تحلمين بشيء وترغبين بتحقيقه يوماً ما؟ إذن لا تتوقفي عن الحلم، وثابري على تحقيقه بكافة الطرق الممكنة. إعملي جاهدةً على تحويل حلمك شيئاً ملموساً، لا تدفنيه في خضم الإنشغالات اليومية التي تعصف بك، ولا بالإحباط الذي يُمارس عليك بغية ردعك عنه. 
 
إحفظيه في ذاكرتك وعقلك ريثما يجئء الوقت المناسب ليصبح حقيقياً، ولتتوجي به فرحة إنجازك لما حلمت به طويلاً.
 
الإحلام يمكن أن تصبح حقيقةً أيضاً، لا شك في ذلك، ومن يقول عكس ذلك لا يملك أحلاماً ولا خيالاً. فلا تكوني مثل المنزوين في الزاوية والخائفين من بقعة الضوء أن تغمر حياتهم وعقولهم. 
 
كوني متحفزةً للضوء والحياة دوماً، واسعي للإنجاز ولو متأخراً. يبقى الإنسان فاعلاً ومنجزاً حتى اللحظات الأخيرة من حياته وهذا الإنسان يستحق الحياة التي مُنحت له. 
 
ألا ترغبين أن تكوني هذا الإنسان المحظوظ؟!