لا تكوني دوما ضحية للتنازلات

دائما ما تقدم المرأة بطبيعتها الرقيقة والحنونة، وبقلبها الكبير على تقديم التنازلات لإستمرار الحياة بينها وبين من تحب، وفي كل العلاقات، ولكن هل ينبغي أن تكوني دوما كبش الفداء لتحظين بالقرب ممن تحبينهم، وتقدرينهم؟!
 
يجب أن تعلمي غاليتي، أنك إن إستمريت في تقديم التنازلات ستقبين كذلك للأبد، وعند شعورك بالملل والحزن والرغبة الملحة لديك في وقف هذه التنازلات حفاظا على ما تبقى لديك من كبرياء وكرامة لن تستطيعين الهروب من عدم تقبل الأطراف الأخرى لقرارك ذلك، فقد إعتادوا عليك هكذا، ما يجعل التنازل عن أشياء مهمة وضرورية دوما هو مصيرك المحتوم للنجاة من المشكلات، ولكن بنفس مكسورة، وعزيمة ضعيفة.
 
ولتحقيق العدل والمساواة في علاقاتك مع الآخرين عليك من البداية أن تضعي حدودا لتنازلاتك، ولا تكوني دوما أول من يحسم الأمر بتنازلك عن ما يهمك ويريحك، فأنت بذلك العدو الأكبر لنفسك، وستظلين في لوم دائم لها.
 
فكم هو مرض لنا أن نشعر بأن هناك من يتنازل عن كل غال من أجلنا، كما نفعل نحن من أجلهم، إنه الأخذ والعطاء، الذي يخلق رضاء النفوس عندما تستغنى عن أمر هام في حياتك طلبا لرضاء الطرف الآخر، فكوني مضحية، ونبيلة، ومعطاءة بحدود، تكسبين نفسك وكرامتك وكبريائك. 
 
فكم من إمرأة تتمتع بخلق رائع وشخصية مثالية في العطاء والتنازل، وإيثار الآخرين على راحتها وسعادتها، إلا وكان لها من الحزن واليأس وعدم التقدير نصيب.
 
وذلك ليس خطأك وحدك، وإنما هي ثقافة البشر عندما يجدون من يضحي دوما من أجلهم، فبدلا من الحمد والشكر، يتمادون في الظلم والجحود.
 
فلا تكوني سببا لمعاناة تخلقينها بقرارك أنت وأعلم أن الإعتدال في كل شيء مطلوب، والحياة مشاركة ولابد أن يحرص جميع الأطراف على إستمرارها بنجاح ودون إستغلال لأحد أطرافها.