وتستمر الحياة!

بين ألم فراق الأحبة والحنين لهم، والحزن عليهم  تستمر الحياة بحلوها، ومرها، مهما كان بنا من ألم وجروح، فالأيام تمضي، والعمر يمر سريعا، لنجد أنفسنا قد أضعناه هباء، ربما لعدم وعينا أو نسيانا منا بأن الحياة لن تقف على أحد مهما كان، فهذا هو واقع الحياة الذي تفرضه علينا برتمها السريع، وليس جحودا منا على من نحب، وفارقونا، أو نسيانا لهم. فمن فقدناهم في القلب والروح والوجدان، ولا يمكن أن ننساهم أبدا، ونحن على موعد آخر معهم قدره الله سبحانه وتعالى لنا ولهم.
 
فإذا كنت ممن فقد غالياً في هذا العام، أو الأعوام الماضية، احتسبيه عند الله تعالى وأدعي له دوما، وحاولي أن تعيشي الحياة. أعلم أن هناك أشياء قد تكسر فينا عندما نفقد من نحب، ولكن الحياة مستمرة بالقلوب المجروحة، والنفوس المتعبة والمكسورة، والمشاعر المهجورة.
 
عزيزتي أواسيك وأواسي نفسي على فقدان من أحببناهم وشعرنا معهم بمعنى الحياة وقيمتها وبركتها، على أمل أن يكونوا في مكان آخر أفضل من هذه الدنيا، دنيا المصالح، والنفاق، والظلم، والجحود، دنيا الغدر، ولكن علينا أن نمضي فيها شريطة أن نحسن فهم الآخرين، وكيفية التعامل معهم، والتعلم من تجاربنا في مختلف مواقف الحياة.
 
فهناك دوما من يحتاج رعايتك، وحنانك فلتبقي منتبهة يقظة من أجله، ضاعفي الإهتمام به، ومارسي حياتك بشكل طبيعي، ولا داعي لزيادة الجرح في قلوبنا حزنا على أحبائنا فهم في القلب مادام ينبض، وفي العين ما دامت تبصر، وفي الدم ما دام يسري، وفي الروح ما بقيت فينا.
 
فسلام وأمان ورحمة على كل من فارقونا، اطمئنوا فأنتم باقيين معنا ما حيينا، ومهما استمرت الحياة ومرت علينا السنين، فرحمة الله تعالى عليكم أجمعين.