لا تخجلي من التأتأة

يعاني نحو1% من سكان العالم من التأتأة والتلعثم وعدم القدرة على الكلام بطريقة عادية وطليقة. وتبدأ هذه المشكلة في سنوات الطفولة الأولى ما بين عمر الثالثة وحتى السادسة، وفي حين يشفى تلقائيا 60 إلى 80% من هؤلاء الأطفال، يستمر الباقون في المعاناة. 
 
الأسباب
قد يكون للتلعثم والتأتأة أسباب عصبية أو نفسية، فالضغط النفسي يزيد من حدة الأعراض، كما تلعب الجينات دورا كبيرا فيها، فحوالي 75% ممن يعانون من التأتأة قد ورثوها عن شخص في عائلاتهم، وعلى الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن الرجال أكثر عرضة للتأتأة بنسبة 80% مقارنة مع النساء، إلا أن النساء تشعر بحساسية أكثر نتيجة طبيعتها المرهفة والخجولة، وغالبا ما تقع المصابات ضحية للتحامل والسخرية من الآخرين.
 
العلاج النفسي
باستشارة الإخصائية النفسية سهير محمد من مكتبها الخاص حول هذا الموضوع، قالت: "بدايةً يجب أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن البعض يعتقدون أن المصابين بالتأتأة هم أشخاصا أقل ذكاءً لأنهم يستعيضون عن الكلمات الصعبة بأخرى يسهل التلفظ بها، ولكن الحقيقة أن لا علاقة للتأتأة بطريقة التفكير،‏ ولكن من الممكن أن تنشأ عند المصاب مشاكل نفسية نتيجة حالته، فقد يسبب الخجل من هذه الحالة إلى العزلة، أو الخوف من التحدث أمام جمهور، ومن هنا يجب علينا ألا نخجل من مواجهة التأتأة والتحكم فيها حتى نتمكن من التغلب عليها".‏
 
وهناك العديد من الأمور التي تُساعد المصابة في التغلب على التأتأة بسهولة، وأهمها: 
 
-أزيلي الخوف: تزول التأتأة بإزالة الخوف منها لا ببذل جهد أكبر لتجنبها، فوفري لنفسكِ جوًّا مريحاً خالياً من التوتر والخوف.  
 
-استعدي جيداً: تذكري أن النجاح يأتي بالاستمرار في المحاولة، فإذا كنتِ ستقدمين خطابا مثلاً،‏ فاستعدي له جيدا بالتمرين المكثف، وعيشي في جوِّ الخطاب وأنتِ تلقينه، وركزي اهتمامكِ لا على طريقة الإلقاء،‏ بل على ما تنوي قوله.
 
-حافظي على هدوئكِ: إذا بدأتِ بالتأتأة أثناء الكلام أو الخطاب،‏ فحافظي إلى أقصى حد ممكن على هدوء صوتكِ وأسلوبكِ، وأرخي عضلات فككِ، واستعملي جملا قصيرة.‏ 
 
-تكلَّمي ببط‌ء: تمهلي أثناء الكلام،‏ وتريَّثي قبل أن تجيبي على أي سؤال، وخففي من ترديد (آ) وما شابه أثناء كلامكِ.‏
 
-لا تكترثي للتأتأة: ليست التأتأة موضوعا يحظَّر التكلم عنه، فالابتسامة والتحدث عن المشكلة بلطف من وقت الى آخر من شأنها أن تهدِّئ من روعكِ، وحاولي أن تتقبلي الوضع وألا تكترثي للأمر، فاضحكي إذا تلعثمتي،‏ ويمكنكِ القول مثلا‏ "من الصعب أحيانا أن نعبر عما نريد" ثم اهدئي وتابعي الكلام. ‏
 
-حتى العظماء: الكثيرون ممَّن عانوا التأتأة لم يسمحوا لهذه المشكلة بأن تحرمهم حق عيش حياة ذات معنى بل وتميز، فالكثير من الشخصيات الشهيرة على غرار الكاتب البريطاني جورج برنارد شو والعالم الفيزيائي إسحاق نيوتن والممثل الاميركي جيمس ستيوارت والممثل بروس ويليس والفيلسوف اليوناني أرسطو كانوا أحيانا يفقدون الكلمات. 
 
-نمي قدراتكِ: هنالك اليوم برامج لعلاج عيوب النطق تساهم في تحسين الطلاقة، وتشمل بعض التقنيات ارخاء الفك والشفتين واللسان وأخذ نفسا قصيراً من الحجاب الحاجز ونفث القليل من الهواء قبل الابتداء بالكلام، وأيضاً التدرب على مدّ الحركات وحروف العلة وبعض الحروف الصامتة،‏ وكذلك التدرب على رفع سرعة الكلام تدريجياً كلما تحسنت الطلاقة.‏