أشخاص وأماكن معرض لذاكرة الفنان

أبوظبي – فاتن أمان بعد انقطاع خلال أشهر الصيف، عادت فعاليات أنانتارا الفنية في فندق وسبا القرم الشرقي بإدارة أنانتارا مع معرض بعنوان "أشخاص وأماكن" People and Places للفنّانة البريطانية بيبا ثيو Pippa Thew، تم إفتتاحه مؤخرا، ويستمر حتى 28 سبتمبر 2013. هو المعرض الأوّل ضمن فعاليات أنانتارا الفنية لموسم الخريف، وسيتمّ عرض مجموعات فنية أخرى في الأشهر المقبلة وهي تشمل أعمالاً لأميرة السياري وجاك لي. من هي بيبا ثيو؟ وُلدت بيبا ثيو في كينيا وتقيم حالياً في المملكة المتّحدة، لأجداد إنحدروا من الهند، لذلك تنوعت مواضيعها بإختلاف الثقافات التي مرت بها، وتستمدّ إلهامها من المشاهد التي تضجّ بالألوان ومن التجارب التي تحض على التفكير وتنعكس جميعها في رسوماتها المفعمة بالحيوية. وتتاح أمام الضيوف فرصة الاستمتاع بتأمّل اللوحات الفنية المستوحاة من الحيوانات والأشخاص والأسفار التي قامت بها الفنانة. وعلقت على معرضها بعد الإفتتاح قائلة: "كل ما أراه حولي من الممكن أن أحوله إلى موضوع فني، الحيوانات على سبيل المثال، لا أحد يلتفت لها إلا قليلا، لكن لو راقبتيها جيدا، فهي تشكل مادة دسمة للوحات تعكس عاطفة لا محدودة، ومشاعر صادقة وتصرفات عفوية لا نراها كثيرا هذه الأيام". ذكرى وذكريات جسدتها اللوحات "ذكرياتي من ترحالي في لوحاتي"... هذا ما أكدته بيبا ثيو، في تفسيرها للتنوع المكاني والمواضيع في لوحاتها مثل لوحة "صياد السمك" والتي يبدو فيها رجل بملامح أفريقية، ولوحة أخرى حملت عنوان "مساء أثيوبي" رسمت فيها سيدة أثيوبية تجلس بكامل أناقتها، على كرسي فخم. كما جسدت الفنانة ملامح من الحياة الاجتماعية في القارة السمراء، مثل لوحة "نميمة السوق" التي تبدو فيها سيدتان تجلسان منهمكتين في حديث خافت. بينما جمعت لمحة من تناقض الحياة في لوحة بعنوان "الشيء الحقيقي"، وفيها يبدو منزل بسيط أقرب إلى "العشة"، وبه محل بقالة وضع علامة لمشروب غازي أميركي، وتقف أمامه فتاة صغيرة تصلح دراجاتها الهوائية. كذلك كان للتراث حضوره في لوحات ثيو التي رسمت لوحة للأواني التقليدية في أسواق إفريقيا بالألوان الزاهية التي يغلب عليها الأحمر والأزرق والأصفر، وأخرى لمجموعة من البسط والوسائد وضعت فوق بعضها أمام أحد المحال، بينما أضفت أشعة الشمس المزيد من التألق الى ألوانها القوية المتداخلة. الإمارات حاضرة بأماكنها ودلالاتها ولم تنس في لوحاتها أن تقدم ملامح من التراث الإماراتي الأصيل، ووظفت الخيول، والأواني الفخارية في أحد أسواق دبي القديمة، والتطريزات التقليدية، كما رسمت مدينة أبوظبي في مشهد الغروب الذي اختزلت فيه البعد الجمالي للمدينة وتطوّرها العمراني. وقد نشرت أعمال الفنانة بيبا ثيو في كتاب من قبل ناشر رائد في بريطانيا، وذلك بعد مسيرة فنية أقامت خلالها العديد من المعارض في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وفي هذا العام اختيرت إحدى لوحاتها من قبل المعهد الملكي البريطاني للرسامين بالألوان المائية الذي أصبحت عضواً فيه خلال العام الجاري. المرأة ذات القرط اللؤلؤي من ضمن اللوحات التي تسترعي الإنتباه، لوحة إستمدتها من لوحة الفنان الهولندي "يـوهـان فيـرميــر" "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" إذ رسمت لوحة بعنوان "شابة ذات قرط لؤلؤي"، وبدت فيها شابة تنظر بالطريقة نفسها التي تنظر بها الفتاة في اللوحة الأصلية، وتحيط بها الخلفية القاتمة للوحة نفسها، لكنها تصفف شعرها بطريقة عصرية وترتدي ملابس تناسب سنها والعصر الحالي، على عكس الفتاة التي كانت تضع عمامة على رأسها في اللوحة الأولى، لتعبر عن التطور الذي شهدته الحياة، خلال الفاصل الزمني بين اللوحتين. بسمة الإمارات يُقام المعرض بالتعاون مع مؤسسة "عملية بسمة الإمارات" Operation Smile UAE الخيرية. 20% من العائدات ستُقدّم إلى جمعية "عملية بسمة الإمارات" دعماً للأعمال الخيرية التي تقدّمها المؤسسة والتي تتمثّل بتقديم عمليات جراحية للأطفال الذي يعانون مشكلة الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق حول العالم. ومنذ تأسيسها عام 1982، قدّمت الجمعية الخيرية أكثر من 200 ألف عملية مجانية للصغار والشباب حول العالم وأكثر من 2 مليون تقييم صحي شامل.