اضرار صحية كبيرة لسوء استخدام المكملات الغذائية

يلجأ العديد من الرجال لاستخدام المكملات الغذائية وهرمونات النمو ومساحيق البروتين ومكملات تعزيز الاداء، بهدف بناء العضلات بسرعة اكبر خلال ممارسة التمارين الرياضية، لكن ما تخفيه هذه المكملات من مخاطر صحية كبيرة لا يعلمه الكثيرون منهم.

وقد اثار الاطباء حول العالم ومنهم الاطباء في مستشفى ميدكير في دبي، مخاوف بشأن اساءة استخدام هذه المكملات الغذائية التي قد تتحول لنوع من انواع الهوس عند البعض وتؤدي الى اضطراب الاكل وغيرها من الحالات الصحية الحرجة مثل تليف الكبد اضافة الى عواقب صحية خطيرة على المدى الطويل.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد أشفق كونشوالا، استشاري الجراحة الرياضية في مستشفى ميدكير إن انخفاض تقدير الذات، والشكل غير المرغوب فيه للجسم، والرغبة في إظهار الجسم ببنية عضلية قوية أسهم في زيادة استخدام مكملات تعزيز الأداء. وغالباً ما ينشغل الرجال بالتفكير بشكل غير مبرر فيه بوزنهم ومظهرهم الخارجي مما يدفعهم إلى الاعتماد على أساليب غير صحية لتحسين مظهرهم. 

اضرار سوء استخدام المكملات الغذائية

في بعض الحالات، قد يعاني المرضى من "بيغوريكسيا" المعروف أيضا باسم "وهم سوء شكل العضلات". وهو نوع من أنواع اضطراب التشوه الجسمي الذي يؤدي لاعتقاد الشخص أن حجم العضلات صغير بالرغم من كونها كبيرة حقا وقوية، حيث يتمثل هاجس هؤلاء الأشخاص بعدم كفاية حجم عضلاتهم. وتؤثر هذه الحالة في المقام الأول على لاعبي كمال الأجسام الذكور. 

وتتمثل أعراض هذا الهوس بقضاء ساعات في نادي اللياقة البدنية، وصرف أموال طائلة على المكملات الرياضية غير الفعالة، وأنماط الأكل غير طبيعية أو سوء استخدام المكملات.

ويضيف الدكتور أشفق بالقول: "لقد عالجت مؤخرا رجلا يبلغ من العمر 28 عاما كان يعاني من تورم شديد في كلا الذراعين. وعرض نفسه على عدد من الأطباء ونصحوه بالتوقف عن ممارسة الأنشطة الرياضية في نادي اللياقة البدنية. وعندما حضر للاستشارة، كشف تشخيصه أنه كان يعاني من الأورام في كلا الذراعين بسبب بعض المكملات التي كان يستخدمها لتعزيز كتلة عضلاته. قمنا بإزالة الأورام جراحيا، وإعادة بناء الكتف لتحسين استعادة العافية، وهو الآن يتعافى ويستكمل العلاج الفيزيائي، إلى جانب خضوعه لبرنامج تدريب لإعادة التأهيل لمواصلة التدريبات." 

وتقوم الشركات المصنعة بالإعلان عن المنتجات باعتبارها وسيلة مريحة للحصول على المواد الغذائية الإضافية لتعزيز اللياقة البدنية. ويحصل معظم الناس على ما يكفي من البروتين من نظامهم الغذائي، لذلك فإن استهلاك البروتين الإضافي قد يؤدي إلى آثار صحية سلبية محتملة. 

علاوة على ذلك، لا تتم مراقبة هذه المكملات من أجل السلامة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وتعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المكملات الغذائية كأغذية وليس كأدوية، ويفترض أن تكون آمنة، حتى يثبت خلاف ذلك.

وینصح هواة الرياضة واللياقة البدنية باتباع مجموعة من الأخلاقيات والتوجيهات الصحیة وتجنب استخدام مكملات تعزيز الأداء والإفراط باستخدام المكملات الغذائية، التي يمكن أن تضر بصحتهم.