أسباب تزايد نسبة الإصابة بسرطان القولون لدى الشباب

قبل أن نبدأ في الحديث عن سرطان القولون إليكم بعض الأنباء الجيدة: الإحصائيات الجديدة أظهرت تراجعا في معدلات الإصابة بمرض سرطان القولون بشكل عام، أما الأنباء السيئة فإن الإحصائيات نفسها أظهرت تزايد معدلات الإصابة بمرض سرطان القولون لدى الشباب، كما أكدت دراسة جديدة قدمت في مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي (Digestive Disease Week conference) الأمر ذاته.

الدراسة الجديدة كشفت أن معدلات الإصابة بمرض سرطان القولون قد تزايدت خلال العشر سنوات الماضية بنسبة 11.4% لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عام، والأكثر خطورة أن الدراسة تحدثت أيضا عن أن هذه المجموعة العمرية على وجه التحديد، غالبا ما يتم تشخيص السرطان لديها عندما يصل إلى مرحلة متقدمة وهي المرحلة التي يصعب فيها علاج السرطان وتقل فيها فرص الشفاء.

عوامل وراثية وراء انتشار سرطان القولون

أسباب تزايد الإصابة بهذا المرض لدى الشباب بشكل خاص فهي ليست واضحة تماما، إلا أن باحثين في معهد الوقاية من السرطان في ولاية كاليفورنيا، يرجحون أن العوامل الوراثية والبيئة تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر.

وتتضمن العوامل البيئة التي قد تتسبب في الإصابة بمرض سرطان القولون تلوث الهواء، الأطعمة الملوثة بالمواد الكيميائية الضارة، أو التي يدخل في تصنيعها مواد كيميائية ضارة، التلوث الضوضائي الذي يزيد من مستويات الإجهاد.

ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون: الحميات الغذائية غير الصحية، قلة النشاط البدني، العوامل الوراثية والتي يقصد بها طفرات الحمض النووي تلعب أيضا دورا كبيرا في الإصابة بهذا المرض.

الدراسة الجديدة تحدثت أيضا عن البرامج التي يوصى بها للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، والتي تتضمن فحص المستقيم، وكيف أنها تخدم بشكل خاص الفئة العمرية التي تزيد أعمارها عن الخمسين، والتي تميل للخضوع لفحوصات دورية للكشف عن الأمراض الخطيرة التي تزداد فرصة الإصابة بها مع التقدم في العمر، وتوصي الدراسة باتخاذ المزيد من الإجراءات التي تساعد على اكتشاف مرض سرطان القولون والمستقيم لدى الفئات العمرية الأصغر سنا.

ما الإجراء الذي يجب اتخاذه حيال هذا الشأن؟

من الواضح بالطبع أن الخضوع للاختبارات الكشف عن سرطان القولون مبكرا، وتحديدا بداية سن الخمسين، سيكون خياراً جيداً للغاية، إلا أن اختبار الفحص ليس هو الحل المثالي لما يتضمنه من مخاطر، مثل الإصابة بتمزق في القولون أو المستقيم والإصابة بنزيف، وهو ما يجعل الكثير من الشباب يتجنبون هذا الاختبار. لذلك يأمل الباحثون في تطوير طرق أخرى تمكنهم من اكتشاف مرض سرطان القولون في مراحله المبكرة، وحتى يحدث ذلك ينصح أن يتم الاهتمام بصحة القولون واتخاذ الحذر وأن تضع في اعتبارك أن الإصابة بسرطان القولون في سن مبكرة أمر وارد الحدوث، وينصح أيضا بالخضوع للكشف عن سرطان القولون في حالة وجود تاريخ للإصابة بهذا المرض في أسرتك.