الفنانة الإماراتية أماليا بالجافلة لـ"هي": خلفيتي المختلطة أعطتني نظرة موضوعية للعالم

أماليا بالجافلة، فنانة شاملة بامتياز، ورثت عشقها للرسم والفن من والدتها، فالفن يسري في عروقها، وإلابداع جزء لا يتجزّأ من حياتها. من مواليد دبي عام 1991 من أب إماراتي ووالدة نرويجية، لا تخفي بالجافلة أنّ خلفيتها المختلطة أثرت بشكل كبير في فنها وفي نظرتها إلى ألامور، فأمدّتها بالحكمة المناسبة وأعطتها نظرة موضوعية إلى العالم. هي خريجة كلية سنترالسانت مارتينز للفنون والتصميم، ومتخصصة في الرسم التوضيحي والطباعة، وقد أسست مؤخرا دار Troll Designs ، التي تُعنى بتقديم مجموعة كاملة من الخدمات إ لابداعية أ لفخر الدور العالمية، وأبرزها Cartier. ومعها كان هذا اللقاء.

كيف بدأ حبك للتصميم وشغفك به؟

أنا في الواقع من عائلة مبدعة جدا. جدّتي النرويجية "ماريت" رسّامة مدهشة، ولطالما كانت أكبر مصدر إلهام لي؛ أتذكر أن والدتي خلال طفولتي كانت ترسلنا إلى إسبانيا، لنمضي بعض الوقت مع جدَّي، وأتذكّر مراقبة جدتي وهي ترسم جداريات. والدتي الدكتورة "صوفي سكوجن" طبيبة معالُجة تجانسية معروفة، وهي كل شيء بالنسبة إلي. لم تدعمني فقط بالحكمة الرائعة التي تملكها، بل شجعتني أيضا على تحقيق أحلامي. من الصعب أن تكون فنانا، فعليك التحلي بالقوة والعزم والاستمرار مهما واجهت من نكسات وعوائق. لديها قدرة هائلة على النظر إلى أبعد من المشكلة وإيجاد حل. وقد ورثت عن جدتي انجذابها إلى الجماليات.

من تصميم الأزياء إلى الرسم التخطيطي ورسم اللوحات. أين ترين نفسك أكثر؟

الجميل في الفن هو أن كل شيء يتشابك ويعمل معا، مهما كان المجال الذي عملت فيه، وهذا أحد أسباب إطلاقي "ترول ديزاينز" .Troll Designs منذ دراستي الجامعية، عملت عبر طيف هائل من الأنواع الفنية، وبصفتي فنانة، لطالما أحببت عالم الموضة، ووجدت إلهاما لي فيه. سنة 2013 ، أطلقت أولى مجموعاتي من الأزياء النسائية بخياطة شبه راقية أو كوتور حملت اسم "ذا فلامينغو كولكشن" The Flamingo Collection ويمكن رؤيتها على .www.tresorssauvages.com كانت أول مجموعة "سيمي-كوتور" أقدّمها، وبفضلها، كنت محظوظة بالفوز بجائزة أفضل مصممة شرق أوسطية صاعدة. ولعل أجمل ما في المجموعة أنها أتاحت لي جمع رسومي وابتكاراتي الفنية مع الملابس كتصميم قماشي وترجمتها إلى تطريزات. نشرت سنة 2012 أول كتاب لي مع دار النشر"هاي هاوس"، وعنوانه "فور يو" .For You يدمج الكتاب أعمالي الفنية مع أقوال ملهمة. وهو معد للإلهام، والتفكير الإيجابي لدى الأولاد الصغار، لكن يمكنه أن يكون أيضا تذكيرا لكل ما يمكنك أن تكونيه. حاليا أركّز على أعمالي في الفنون الجميلة وعلى "ترول ديزاينز" .أعرض سنويا مع "هونار آرت غاليري" في معرض "فن أبوظبي".

متى أسست "ترول ديزاينز" Troll Designs ؟

المفهوم خلف "ترول ديزاينز" نبع من رغبتي في ابتكار دار تصميم متخصصة تعمل حسب الطلب، وتقدّم خيار الخدمة الشاملة لزبائنهافي مجالات مختلفة. وأطلقت "ترول ديزاينز" رسميا في عام 2019، لكنني أعمل على الفكرة وعلى إنشاء الشركة مع فريقي منذ سنتين ونصف. أنا محظوظة بالعمل مع فريق رائع يضم أشخاصا متمرسين وأصحاب خبرة في تشكيلة متنوعة جدا من المجالات الإبداعية. لدى "ترول ديزاينز" أيضا قائمة زبائن متنوعة وواسعة، من ماركات صغيرة متخصصة إلى أسماء ماركات وزبائن عالمية بارزة.

ما الخدمات التي تقدّمها "ترول ديزاينز"؟

في "ترول ديزاينز" نقدم مجموعة كاملة من الخدمات الإبداعية، تمتد من هويات الماركات إلى تصميم وتنفيذ الأفكار الداعمة للتسويق، مرورا بتصميم الشعارات، والرسوم التوضيحية، وهدايا الشركات، وتصميم المنتجات، وإنتاج وتصميم بطاقات الأعراس والمناسبات المميزة، والابتكارات الفنية في الفعاليات المباشرة، وتصميم وإنتاج الكتب، والمحتوى التحريري، وتصميم الرسائل الإلكترونية، وتصميم المواقع الإلكترونية، والجداريات، إضافة إلى تصميم وإنتاج كامل للمفروشات المعدة على الطلب.

من الفنانون المفضلون لديك؟ ولماذا؟

هذا سؤال صعب جدا. لا بد من ذكر فناني النهضة، فقد كانوا حقا رائعين. ثم هناك الانطباعيون، ويا إلهي، القائمة تطول. لكن إذا كان علي الاختيار والحصر، أعتقد أن المفضلين لدي هم "سالفادور دالي" والمعماري "غاودي". فعملهم كان استثنائيا، يلمس قلبي ويتحدث إليه بطرق لا يمكنني التعبير عنها. كانا عبقريين إبداعيين فكّرا خارج الإطار التقليدي وابتكرا أساليب جديدة تماما.

كيف تصفين مشهد الفن في الإمارات ومنطقة الخليج عموما؟

مشهد الفن في الإمارات رائع؛ هناك دعم كبير من القادة والمسؤولين، وتكثر الفرص التي تتاح أمام الفنانين المحليين. لبضع سنين، أطلق على سوق الفن الشرق أوسطي الحديث والمعاصر صفة "صاعدة"، لكن الإمارات الآن تقود الطريق فيما تصبح المنطقة مرسخة وثابتة في سوق الفن الدولية على الصعيدين التجاري والثقافي. قد أطلق قادتنا معارض فنية رائعة معروفة عالميا مثل معرض "أبو ظبي للفن"، و"آرت دبي"، و"سكة"، وأسبوع الموضة في دبي، وغيرها الكثير، وهو ما منح منبرا ونافذة ليس فقط للفنانين المحليين، بل أيضا للفنانين الإقليميين، وفتح أبوابا للكثيرين بمن فيهم أنا. هناك أيضا وفرة من المواهب، وبفضل قادتنا، يحصل عدد كبير على فرصة استكشاف حسهم الإبداعي.

ما نصيحتك للمرأة الخليجية التي تحلم بإطلاق شركتها الخاصة؟

افعليها! حين تعملين من كل قلبك في المكان الصحيح وبحب ونزاهة وصدق، تفوزين. لكن التخطيط ضروري.

 والدك إماراتي ووالدتك نرويجية. كيف ألهم هذا المزيج فنك: وكيف أثر في حياتك؟

اختبرت الكثير من الأمور حتى الآن بفضل جذوري المختلطة. أنا ممتنة جدا، وأعرف أنني سأستمر في التعلم لمدى العمر. فرصة السفر ورؤية العالم بعقل منفتح تحفز أفكاري وفني. أعطاني والداي هدية رائعة. أنا محظوظة جدا بتجربتي وبأنني آتية من ثقافتين وخلفيتين مختلفتين. قد عشت حقا أفضل ما في العالمين، فوالدتي مسيحية، وتأتي من عائلة نرويجية تقليدية جدا من قرية صغيرة على الساحل النرويجي الغربي بين الوديان الخلالية، ووالدي مسلم ويأتي من عائلة بدوية تقليدية. خلال نشأتي، تربينا أنا وإخوتي بالكثير من الحب من أمي وأبي، وزودنا ذلك بالكثير من التعاطف والتسامح تجاه الجميع. إنها نعمة أن نكون من عائلتين مليئتين بالحب ومنفتحتي الذهن. لم نشعر يوما بعدم الانتماء أو بأننا نعاني من مشكلة هوية كما يشعر الكثير من الأولاد الآتين من خلفيات مختلطة. خلفيتي لعبت أيضا دورا أساسيا، وأثرت بشكل كبير في فني والطريقة التي أفكر بها وأرى فيها الأمور. فأعطتني الحكمة المناسبة لأفهم وفي الوقت نفسه لأنظر إلى العالم بعين أكثر موضوعية.