Dolce & Gabbana يتحدثان لـ"هي" عن أول عرض لهما في الشرق الأوسط

حوار: مي بدر Mai Badr

بحضور المبدعين "دومينيكو دولتشي" Domenico Dolce  و "ستيفانو غابانا "Stefano Gabbana  ، احتفلت دار "دولتشي أند غابانا" Dolce & Gabbana في شهر أكتوبر الماضي بافتتاح بوتيكها في "دبي مول " مع عرض أزياء مميز مستوحى من الشرق الأوسط. في هذه الليلة الرائعة، قدّمت الدار الإيطالية مجموعة خلال العرض جميلة ومطعّمة بلمسة الخياطة المتقنةوالنفحات الإيطالية. الفساتين المسائية الطويلة كانت بألوان مثل الوردي والبرتقالي والأصفر والأزرق وبتفاصيل مثل الريش، والجمشت، والزمرد، والزبرجد، والبلور الذهبي والفضي، والتطريز على شكل أزهار، والزخرفات العربية المتكررة.

ولم تغب طبعاً التيجان والقبعات التي تحوّل امرأة "دولتشي أند غابانا" إلى ملكة قوية. كما ضمّت المجموعة سترات التكسيدو الذكورية وإطلالات اتسمت بشخصية عصرية رياضية.

التقينا المصممين المحبوبين المبدعين "دومينيكو دولتشي " و"ستيفانو غابانا " خلال زيارتهما دبي لأول عرض لهما في المنطقة، لنتحدث عن مصادر إلهامهما خلف المجموعة المهداة إلى الشرق الأو سط، وعن البوتيك الجديد في دبي، ومشهد الموضة اليوم وواقع صناعة الأزياء.

"نهار وليل". ما كان مصدر الإلهام خلف هذا العنوان للمجموعة؟

دومينيكو: عملنا على جعل الأزياء ملائمة للنهار والليل، وأردناها أن تكون أنيقة لأننا نحب أن تطل المرأة دائما بطلة متميزة جدا ومتألقة جدا. تستطيعين مزج أزياء النهار والليل بالطريقة التي تريدينها لأزياء لطالما حلمت بها. أما أزياء الرجال، فبعضها رياضي النزعة وبعضها مستوحى من سترة التكسيدو. نعرف ثقافة المنطقة، ونعرف أن الرجال في الخليج العربي يرتدون الثوب الأبيض. لكن الكثير منهم يسافرون حول العالم ويحبون أحيانا ارتداء التكسيدو خارج بلادهم. المجموعة نصفها أزياء رجالية ونصفها الآخر أزياء نسائية؛ للمرأة والرجل القيمة نفسها لدينا. بصورة عامة، مصدر الإلهام لهذه المجموعة كان رؤيتنا حول الثقافة العربية مع الحمض النووي لعلامة "دولتشي أند غابانا".

إذا، هل في المجموعة بعض القطع المستوحاة من المنطقة؟

دومينيكو: نعم. صممنا الكثير من الأزياء لدبي فقط، وهي ملابس مميزة جدا بتطريزها وقصاتها وألوانها، وفي ذهننا دائما تقليد العباءة.

ستيفانو: مزجنا بين تقاليدنا وتقاليد الشرق الأوسط.

ما المواد والأنسجة الأساسية المستعملة في المجموعة؟

ستيفانو: المخرمات، والتطريز، والزركشة، والشيفون، والحرير. سمعنا أن 100 عارضة أزياء دعيت إلى دبي من أجل هذا العرض.

دومينيكو: نعم. تأتي عارضاتنا من حول العالم. دعتهن الدار للمجيء إلى ميلانو، ومن هناك نظمنا لهن رحلة جوية إلى دبي.

لماذا لم يشارك في هذا العرض مشاهير أو مؤثرون كما في عرضكما الأخير في ميلانو؟

دومينيكو: أردنا هناك أن نقدّم رؤيتنا حول الموضة. في كل عرض نعمل بطريقة مختلفة. حين عملنا على هذا العرض خلال سنة تقريبا من أجل تصميم الأزياء وتنظيم الحدث، عملنا بمقاربة مختلفة تماما.

ستيفانو: لا نحب أن نكرر الشيء نفسه في مكان آخر. عادة حين ننظم شيئا خاصا بمكان محدد مثل دبي أو هونغ كونغ أو مدينة مكسيكو، نصمم مجموعة خاصة لهذا المكان.

إنها المرة الأولى التي يجري فيها إنتاج عرض أزياء لـ "دولتشي أند غابانا" في الشرق الأوسط. كيف كانت العملية الإبداعية؟ وما التحديات التي واجهتماها؟

ستيفانو: المجموعة مزيج من الجذور الإيطالية وتقاليد الشرق الأوسط. حاولنا أن نقدم شيئا مميزا. صحيح أننا من بلاد مختلفة، لكننا لسنا مختلفين بقدر ما نعتقد. لدينا بعض التقاليد المتشابهة جدا بين جنوب إيطاليا والشرق الأوسط، مثل الفستان الأسود، ووشاح الرأس، والعباءة التي نسميها اسما مختلفا.

هل أنتما سعيدان بالبوتيك الجديد في دبي مول؟

دومينيكو: عملنا مع المهندس المعماري على المشروع وكل الأشكال. نحن على اطلاع بكل شيء، وعملنا على المشروع لمدة طويلة.

ستيفانو: إنه جميل حقا، وقد تابعنا مراحل البناء واخترنا المواد والأنسجة وكل شيء.

تترددان إلى دبي كثيرا. ما الذي تحبانه في المدينة؟

ستيفانو: أنا أعشق دبي. إنها مزيج من الناس من كل أنحاء العالم. لكن أكثر ما يثير اهتمامي هنا هو التقاليد. نحن مأخوذان بالتقاليد حول العالم. كل بلد مختلف، وكل بلد جميل لأنه مختلف. الطعام لذيذ جدا في دبي. أحب التمر كثيرا؛ إنه الطعام المفضل لي، وهذا خطير (ويضحك!) حين وصلت صباح اليوم إلى غرفتي، تناولت نحو 20 حبة تمر!

هل سافرتما إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط؟ وما البلد الذي تحبان زيارته في المستقبل؟

نعم، زرنا عمان ومصر والأردن. ونتمنى زيارة سوريا في المستقبل، فقد تعلّمنا في المدرسة عن تاريخها وحضارتها.

عرضكما الأخير "دي إن إي" DNA لاقى شعبية كبيرة. رأينا أسماء شهيرة كثيرة مثل مونيكا بيلوتشي وكارلا بروني وإيزابيلا روسيليني وإليترا روسيليني وحفيدها وهيلينا كريستنسن وإيفا هرزيغوفا. كما كانت العارضات متنوعات جدا من حيث نوع القامة والسن والعرق. ما كانت الرسالة التي أردتما إيصالها إلى العالم؟

دومينيكو: نعتقد أن الحياة والعالم والمرأة ليست شيئا واحدا أو فكرة واحدة أو لونا واحدا. عالم المرأة جميل جدا. وما أجمل التنوع والاختلاف: طفلة، شابة، امرأة ناضجة، قامة ممتلئة أو نحيلة أو طويلة، شقراء، داكنة، شرق آسيوية .. نعشق المرأة، ونحترم كل النساء. نرى أن كل امرأة ملكة. ما من جماليات واحدة محددة. قد تحبين مثلا الماء الفوار أو الراكد، الأمر يعتمد على الذوق الفردي. لكن بالنسبة إلينا، نحن نحب عالم المرأة، ونحب أن نحترمها ونعكس حبنا لها. يقول البعض: إننا نصمم أزياء للنحيفات فقط أو الشابات فقط. هذا غير صحيح. أنا في سن الستين اليوم، وسأتحدث عن تجربتي الخاصة، وأقول: لكل سن جمال مع ين ين. بحسب خبرتي، ما من سن أفضل من الأخرى، كل سن مختلفة. نحب الاحتفال بجمال المرأة، وجمال المرأة لا يعرف سنا أو حجما أو لونا أو ثقافة واحدة، الكل جميل. أحببنا في مجموعتنا DNA أن نعكس اعتقادنا بأن على العالم أن يحترم الهوية. حين نسافر، نستعمل جواز السفر، وهو هويتنا ويظهر من أين أتينا. من الجميل جدا أنك في كل رحلة سفر تتعرفين إلى ثقافة جديدة ومطبخ جديد وتقاليد جديدة ودين جديد. نحن نستمتع بذلك حقا. ونحن بصراحة محظوظان بهويتنا الإيطالية لأن الإيطاليين في سلام مع العالم. الإيطاليون يحترمون الآخر، وفي ثقافتنا، الضيف الآتي منأي مكان من العالم مهم جدا. نحترم الضيف كثيرا. لهذه الأسباب، نحب الاحتفال بالفرح والحياة والمرأة من دون أحكام مسبقة.

كل من شارك في ذلك العرض بدا جميلا جدا.

ستيفانو: نعم، لأن المرأة جميلة.

هل من الصعب العمل والتعاون مع المؤثرين والمشاهير بالمقارنة مع العارضات؟

ستيفانو: لا، لأننا نعمل معهم منذ وقت طويل. كنا أول من عمل معهم، وذلك قبل سبع سنوات. وأصبحنا الآن مثل عائلة. نحن أصدقاء، والعمل معهم سهل بالنسبة إلينا. دانة الخليفة مثلا شاركت في عرضنا، وهي شخص لطيف جدا.

نلاحظ في مجموعاتكما دائما وجود المخرمات الإيطالية والحرف الإيطالية والإرث الإيطالي. كيف تحافظان على التوازن بين التقليد والابتكار؟

ستيفانو: جذورنا إيطالية ونعيش في عام 2018 . هذا ما علينا فعله.

ستيفانو غابانا، كنت ناشطا جدا على وسائل التواصل الاجتماعي ولاحظنا أنك أقفلت حساباتك.  هل هي فترة انفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي و"إزالة سمومها"؟

ستيفانو: ربما أعود إلى شبكات التواصل الاجتماعي في المستقبل. لدينا حساب لماركة "دولتشي أند غابانا".

كيف تصفان الفرق بين عالم الموضة في الثمانينيات واليوم؟ هل من قلق حول توجه ماركات كثيرة نحو الجوانب التجارية والتسويقية بدلا من ابتكار تصاميم أصيلة وأبدية؟

دومينيكو: ماركات وعلامات كثيرة تتبع هذا الاتجاه، لكن ليس"دولتشي أند غابانا". طبعا هناك ناحية تجارية، لكنها ليست الناحية الوحيدة. تكثر اليوم الشركات الكبيرة المدرجة في سوق البورصة، لذلك تضطر ماركاتها إلى تقديم بياناتها المالية والأرقام الجيدة.

ستيفانو: يعمل 90 في المئة من نظام الموضة اليوم حول المال. لكن الموضة ليست مالا. الموضة شغف، الموضة حب. بعد ذلك، طبعا يمكنك كسب المال. لكن النقطة الأولى هي التعبير عن الشخصية. شركات كثيرة تخلط بين مفاهيم الرفاهية والموضة، فقط لأنها تريد جني المزيد والمزيد من المال. نحن نكسب الكثير من المال، لكننا لسنا مهووسين به. لا نريد أن نصبح أغنى رجلين في المدفن يوما ما.

نشهد انتقال مصممين كثيرين من علامة إلى أخرى.

ستيفانو: يعمل مصممون كثيرون في شركات كبيرة من أجل المال. الأزياء أكثر من ذلك، إنها تعبير عن الإبداع، إنها مرآة للحياة وللإنسان وللزمن. هناك تغيير كبير وفرق كبير بين الثمانينيات والآن.

دومينيكو: هناك سؤال كبير اليوم، وهو أننا لم نعد نفهم أين ماركة الأزياء وأين ماركة الإكسسوارات. يخلط كثيرون بين الملابس والأحذية الرياضية مثلا. الماركة الأكثر أيقونية بالنسبة لي هي "شانيل". إنها ماركة مميزة يمكنك أن تعرفيها بسهولة. إن أعجبتك التصاميم أم لم تعجبك، إنها "شانيل". أهم شيء في الماركة هو حمضها النووي.

ستيفانو: إذا أراد المصممون أن يبقوا في تاريخ الموضة، يجب أن يقدموا أزياء جديدة. لكن بعض الماركات اليوم تفكر بشكل أساسي في جني المال والأرباح، لكن الموضة ليست مجرّد ذلك. أوافق دومينيكو على أن "شانيل" تاريخ وجذور وإرث.

هل صحيح أنكما رفضتما كل عروض الاستحواذ؟

ستيفانو: لسنا للبيع.

ما رأيكما بالمقالات التي نقرؤها في الصحافة العالمية حول أسبوع الموضة في ميلانو وتحديدا حول معاناته بالمقارنة مع أسبوع الموضة الباريسي؟

ستيفانو: بالنسبة إلي، الموضة هي الموضة. إذا أردت تقديم الموضة في ميلانو أم في باريس، لا بأس في ذلك. لكن الأهم بالنسبة إلي هو الجودة وليس الكمية. بالتأكيد، في باريس الآن مصممون أكثر من ميلانو، وأسبوع الموضة هناك أطول، لكن عند انتهائه، ماذا تتذكرين من باريس؟ المشكلة في الشركات الكبيرة أن الابتكار والأشياء الجديدة صعبة، فالابتكار لا علاقة له بالمال، وخاصة في البداية. الأمر أشبه بتربية طفل صغير: لا يمكنك أن تطلبي من طفل في السنة الأولى من عمره أن يغني ويرقص ويكتب. يجب أن تنتظري ليكبر وينمو تدريجيا.

دومينيكو: أعتقد أنها لحظة انتقالية في الموضة.

ستيفانو: شخصيا، أعتقد أن "دولتشي أند غابانا" في لحظة جيدة حقا.

دومينيكو: التصميم لماركة أخرى مثل الأم والمربّية: لمسة الأم للطفل مختلفة عن لمسة المربّية ولو كانت أفضل مربية في العالم.

ستيفانو: مهمة المربّية هي جني المال، ولا تجازف أبدا بل تتبع تعليمات الأم. إذا عملت لنفسك، يمكنك البدء بصنع التاريخ. لماذا نتميز بحمضنا النووي الفريد؟ لأننا عملنا لنفسنا منذ 32 سنة. مع الوقت، تصلين. يسعى الكثيرون إلى الشعبية والمال، وأسهل شيء هو تحقيق الأرباح وعدم المخاطرة.

أنتما شخصيتان مختلفتان. كيف تعملان معا؟ وكيف تأخذان القرارات؟

دومينيكو: هذا سؤال معقد جدا. لا نعرف.

ستيفانو: إنها خلطة سحرية.

دومينيكو: كل يوم يختلف عن الآخر،

وما زلنا نعمل بشكل جيد معا.

ماذا عن قسم التجميل؟ هل تعملان على مستحضرات أو عطور جديدة؟

ستيفانو: مع "شيسيدو" الشركة المرخصة، نحن دائما في صدد العمل على مشروع ما. لدينا مشروع عطر رائع للسنة المقبلة ومشروع مستحضرات تجميل ضخم، إضافة إلى مشاريع كثيرة لعام 2020 .

دومينيكو: صناعة التجميل في اليابان ضخمة ومهمة. "شيسيدو" ولدت في اليابان. هم خبراء في العناية بالبشرة والماكياج. تتميز منتجاتهم بالجودة العالية وبالمقاربة المختلفة.