مصممة الأزياء هنيدة صيرفي لـ "هي":أعمل على رسم إطار واضح لهويتي كمصممة سعودية عالمية الهوى

وصفت بأنها رائدة خلاقة من جيل جديد من المصممين الشغوفين بالعالمية في الشرق الأوسط، نجحت في تقديم أزياء معاصرة يقف خلفها إلهام من الماضي ومن قصصًا صنعت الكثير من التغيير في ذهن حضارتنا، بين فلسفة التصميم وبساطته تقف هنيدة صيرفي لتترجم للعالم الغربي كثير من صفات المرأة العربية الاستثنائية التي ترفض أن يملى عليها دورها أو أن يحبسها المجتمع في قالب تقليدي .. عن الجمال وفلسفته في أزياءها تتحدث معنا في السطور القادمة.

- قرأنا الكثير عنكِ فما هو الشي الذي لا نعرفه عن المصممة هنيدة الصيرفي؟

ربما لا يعرف الكثير اني شغوفة بفن النحت والشعر، وأعتبرهما هواياتي التالية لتصميم الأزياء. كما انني أشارك أحيانًا في حلقات دراسية في الموضة لجامعتين سعوديتين، وأعتبر مشاركة تجربتي كمصممة أزياء مع الطالبات أمر ممتع جدًا لا يقل عن المتعة التي أشعر بها أثناء تصميم واطلاق مجموعاتي.

- هل انعكست دارستكِ للفنون الإسلامية على تصاميمكِ؟

بالطبع، فمن لا يملك تاريخا لا يملك لا حاضرا ولا مستقبلا، دراسة الفن الإسلامي فتحت مباصري على ما تبقى من الحضارة الإسلامية وما انعكس من تاريخنا على واقعنا اليوم، ومن يقرأ في تاريخ الفن يكتشف اننا صدرنا كل صناعات الجمال للعالم الغربي، وأننا أصل الكثير من الفنون .ولتقديري لتاريخنا في الفنون اهتممت بالتراث وأصبحت أستخدمه وأقدمه بشكل معاصر من خلال تصميماتي، ففي النهاية لابد أن تكن الأجيال الصاعدة مرتبطة بأصلها وفخورة به.

- متى بدأ شغفكِ بالموضة؟

منذ طفولتي وكل جميل يستهويني، وكل بلد كنت أزورها، كنت أحب أن أتعرف على ثقافتها من خلال أزياءها وأحيانا كنت أقتني بعض هذه الأزياء، أو صورة منها، ونميت هذا الشغف بداخلي بحبي لتراث بلدي واستخدامه في عملي حاليا كما ذكرت.

- ما هي التحديات التي واجهتكِ نظراً لكونكِ مصمّمة؟

أهم تحدي كان في تصميم قطعًا تجمع بين الحداثة ولا تخلو أيضا من لمسة الوفاء للماضي، كنت أفكر كيف أترجم أفكاري على القماش وأقول ان هذه الملابس جميلة ولكنها على علاقة قوية وهناك ما يربطها بثقافة وتراث من ترتديها. أن أقدم أزياء تقول أن من ترتديها هي سيدة متعددة الأوجه واستثنائية .. قوية وشجاعة ومتمردة ومغامرة وفي نفس الوقت أنيقة ولا تنتقص هذه الصفات من أنوثتها شيء.

- من هو مثالكِ الأعلى للأزياء المفضّل بالنسبة لكِ؟

مثلي الأعلى هو الاتقان والتفوق والنجاح، أينعم هناك عديد من الصعاب تحيط بطريق النجاح، ولكني مؤمنة أن الانسان عليه أن يتسلح بالمثابرة والأمل ليصل الى القمة.

- من أين تستمدّين الوحي في تصاميمكِ؟

من أساطير أو من قصص أثرت في بشكل شخصي، ووجدت لها انعكاس مفيد على شخصية المرأة العربية، ففي مجموعتي الأولى تأثرت بوالدتي كمثال للمرأة الحجازية السعودية، واستخدمت ملامح من وجهها في الطبعات الخاصة ببعض القطع، فوالدتي خير امرأة أعرفها تمثل التاريخ الحجازي، هي قطعة حية ومتحركة تستطيع حينما تقابلها أن تعرف الكثير عن هويتنا وتاريخنا.

أما في المجموعة التالية التي سميتها "الحب والحرب" اخترت أن استوحي التصميمات من قصة "عبلة وعنتر" وهي قصة جمعت الحب بالمثابرة خاصة أن عبلة حاربت العنصرية قبل أن تحارب من أجل حبيبها، وشعرت من خلال تفاصيل قصتها أنها تلهم المرأة بالوفاء لنفسها والانتصار للحق قبل الانتصار لأحلامها مهما كان الثمن. على المرء أن يعاند ويثابر حتى يحصل على حقوقه ومفضلاته.

أما في المجموعة الأخيرة التي أستعد لاطلاقها، فلم أستطع منع نفسي من التأثر بالحدث التاريخي الذي اختتمنا به أخبار العام الماضي في السعودية وهو منح المرأة حق قيادة المركبات، من منطلق هذا الخبر السعيد أخذت على عاتقي تأريخه وتوثيقه في مجموعة حملت كثير من التفاصيل والملامح الخاصة بالطرق والسيارات والقيادة والتمكين.

- ما هو عنوان مجموعتكِ الجديد؟

اسم المجموعة "طائر الهدهد"، الذي كان بطلا في قصة ملكة سبأ. وكان خير وأسرع مرسال بين النبي سليمان والمملكة، هذا الطائر الذي ضرب به المثل في قوته وسرعته لا يختلف كثيرا عن ما أتيح للمرأة من امكانات بعدما أصبح بوسعها أن تقود المركبات في شوارع السعودية.

- ماذا يعني لكِ اختيار منظمة اليونسكو مجموعة من تصميماتكِ لتكون الملابس الرسمية لسفيرة المنظمة فانيسا مودلى فى باريس على مدارعام 2018؟

اختيار تصميماتي لتكن رداءها الرسمي بلا شك خبر أسعدني، لأنه دليل على أن المجموعة قدمت لهم ما يريدون إبرازه في مظهر سفيرتهم، سواء كان هذا على مستوى الأناقة أو الأصالة والاستثنائية، وقد علمت من الخطاب الذي وجهته لي المنظمة أن اختيار هذه الأزياء كان بسبب ما تعبر عنه من استقلالية للمرأة وتدعم حقوقها وتدعو للسلام، وهي كلها معاني جميلة سعدت بأنهم رأوها في مجموعتي.

- ماذا عن اختيار السفيرة نفسها أيضًا لفستان من مجموعتكِ الأولى؟

بجانب اختيارات المنظمة لبعض الأزياء من مجموعتي الأخيرة، تم الاتفاق على فستان مميز جدا من المجموعة الأولى، من المتوقع ان يتم عرضه للبيع في مزاد خيري يذهب ريعه للمنظمة، وهذا الفستان تحديدا عليه طبعة تحمل وجه أمي باعتبارها مصدر الوحي. وأعتقد أن هذه الاتفاقات كانت بناء على توجه مشترك بين ماركة "هونيدة" وبين كثير من أهداف المنظمة، فنحن نتفق على ضرورة دعم حقوق المرأة واستقلالها.

- أخبرينا عن تلك التجارب وعن مساهمتها في صقل هويّتكِ كمصمّمة أزياء؟

من اليوم الأول وأنا أعمل على رسم إطار واضح لهويتي كمصممة سعودية عالمية الهوى، ورغم اني أضع نصب عيني أهمية المحافظة على الهوية الوطنية وخصوصًا الملابس التراثية الا اني أقدمها بشكل عصري يتناسب مع أذواق العصر الحالي، حيث لوحظ مؤخرًا الانسياق وراء الفكر الغربي، ولذلك أسعى للحفاظ على توثيق التراث الوطني وموروثات أجدادنا في مجال الأزياء بالإضافة إلى الدمج مع واقعنا المعاصر.

- ما ميزات إطلاق مجموعتكِ في عاصمة الموضة والأزياء الراقية باريس؟

باريس هي عاصمة الموضة والجمال في العالم أجمع، وسوقها ليس سهلا والمنافسة فيه ملهمة جدا وشديدة التعقيد، وفي رأيي من يرغب في النجاح عليه أن يبدأ من النقطة الأصعب وليس النقطة الأولى، وتنسيق عروض مجموعاتي هناك يعطيني الفرصة لفرض اسمي على الخارطة العالمية والمشاركة مع أبرز منصات الموضة العالمية.

- ما هي خططكِ ومشاريعكِ المستقبلية؟

تمكين المرأة وتحريرها من القوالب التقليدية هو حجر الزاوية في كل مشاريعي القادمة، بخلاف أنني أحمل هم تثقيف الأجيال الحديثة بتراث المناطق العربية وثقافتها وحضارتها، وهذا التثقيف في رأيي لا يتوقف عند القراءة فقط بل استخدام حواس اخرى مثل مطالعة الجمال والنظر من خلاله لكثير من الأفكار التي يروج لها تراثنا في المقام الأول، وفِي مجموعاتي كلها أحرص على عرض هذه الحضارة العريقة من خلال ما اطبع وأصمم في كل موديل من المجموعة.

حساب المصممة هنيدة صيرفي:

@honaydaofficial